هناك معلومة شائعة تقول أن الحكومات وبعض الجهات الخفية تسعى إلى تقليل معدلات المواليد ونشر العقم على نطاق واسع وهي أساس عدد من نظريات المؤامرة الخاطئة.
في الماضي هذا كان صحيحا، حيث كان لدى الولايات المتحدة الأمريكية برنامج سري للمساعدة على تقليل معدلات المواليد في البلدان النامية وأبرزها البرازيل ومصر وقد تحدثنا عن ذلك سابقا وستجد عنوان المقالة مباشرة بعد انتهائك من قراءة هذا الموضوع.
في وقتنا الحالي فإن تراجع معدلات المواليد يقلق الحكومات والشركات والإقتصاد، وقد رأينا ذلك بعد اعلان الجهات المختصة في مختلفة دول العالم عن استمرار تراجع معدلات المواليد وتأثير كورونا الواضح مؤخرا حيث دقت الحكومات جرس الإنذار.
يقلق الإقتصاديين مما يحصل في العالم اليوم، ففي مصر والدول العربية يستمر تراجع معدلات المواليد، أما في الولايات المتحدة فقد سجلات معدلات انخفاض هي الأعلى منذ 35 عاما.
لماذا تراجع معدلات المواليد يقلق الحكومات والشركات والإقتصاد؟
-
خطر الشيخوخة يهدد العالم في العقود القادمة
مختلف الدول ومنها الصين أمام تهديدات كبيرة بتزايد حجم فئة كبار السن والشيخوخة وتجاوزها عدد السكان الشباب والمراهقين والفئات الصغيرة.
هذا يعني أنه ستكون لدينا شعوب غير قادرة على الإنتاج وضعيفة، وكما نعلم فإن الشباب هم القوة الإنتاجية لأي بلد والجنود والقوة المحركة للإقتصاد.
وتعد اليابان أسوأ بلد يعاني من هذه المشكلة، وحسب الإحصائيات نجد أن 33% من سكان اليابان يبلغون فوق سن الستين وفقا لأرقام نشرت عام 2014، وهذه نتيجة أدنى معدلات خصوبة في العالم وأعلى معدلات متوسط أعمار أيضا.
وقد رأينا كيف أن الإقتصاد الياباني قد تراجع إلى المرتبة الثالثة منذ 2008، وقد يتراجع أكثر في السنوات القادمة لتنتهي قصة الطفرة اليابانية.
تخشى الصين والولايات المتحدة وروسيا وايران وأوروبا من نفس السيناريو حيث تؤكد الأرقام تراجع معدلات الخصوبة هناك باستمرار، ولهذا تستقبل إيطاليا وألمانيا وكندا وهذه الدول المهاجرين وتحاول دمجهم في المجتمع من خلال تعلم لغاتهم وتقاليدهم وتقليل تأثيرهم على الثقافات الوطنية هناك.
أي دولة تريد ان تبقى في المقدمة يجب أن يكون لديها قاعدة كبيرة من الشباب والأطفال وإلا فإنها أمة منتهية ومصيرها الإنكماش.
-
مزيد من المواليد … مزيد من المبيعات والأرباح
في ظل العولمة والتجارة الدولية المفتوحة، لم يعد من مصلحة الشركات التركيز على أسواقها المحلية فحسب بل أيضا الوصول إلى الملايين من المستهلكين حول العالم.
أبرز مثال على ذلك هي فيس بوك وجوجل، الشركتين ترغبان دائما في المزيد من المستخدمين وينفقان المليارات من الدولارات لنشر الإنترنت والوصول إلى الأسواق النامية، إضافة إلى تقديم المساعدات للتجار والمسوقين هناك للإندماج في التجارة الإلكترونية.
وهذه ليست هدفا خاصا بشركات التكنولوجيا الكبرى، بل حتى شركات صناعة الأغذية والمنتجات الأخرى وخدمات التمويل والبنوك، تسعى للوصول إلى شرائح أكبر وزيادة مبيعاتها وتنويع مصادر الدخل لديها.
انتهى زمن نجاح شركة لأنها تسيطر على سوق واحدة، الأرقام القياسية في المبيعات وعدد المستخدمين والعملاء أمور مهمة للمستثمرين وكلما ازدادت استثمروا أكثر وزادت القيمة السوقية للشركة وقوتها.
الكثير من الصناعات أيضا تعول على تزايد نسب الزواج ومعدلات الولادة، منها العقارات وصناعة الفراش والملابس والخدمات التعليمية وما إلى غير ذلك.
لذا بانخفاض معدلات المواليد وتزايد الشيخوخة فسيكون لهذا تأثيرات سلبية على النتائج المالية للشركات التي تسعى دائما إلى كسب عملاء إضافيين.
-
الشباب هم الأكثر إنفاقا واستهلاكا
حللت GOBankingRates بيانات الإنفاق السنوي لعام 2017 من مكتب إحصاءات العمل في 15 فئة تغطي الإنفاق الضروري والتقديري لمعرفة مقدار ما ينفقه المواطن الأمريكي في كل جيل في اليوم.
وقد وجدت أن الفئة العمرية ما بين 25 عاما و 34 عاما هي الأكثر إنفاقا وفي المتوسط ينفق هؤلاء 208 دولار اكبر من البالغين 45-54 الذين ينفقون 202 دولار واكبر من الفئة 35-44 التي تنفق 189 دولار في اليوم، أما المسنين فينفقون 135 دولار في اليوم والجيل زد ينفقون 93 دولارا يوميا.
تختلف الأرقام من بلد لآخر لكن الفئات العمرية الشابة والأصغر سنا مهمة للغاية بالنسبة للإقتصاد والإنتاج الوطني وللشركات.
-
الشيخوخة تهدد الإقتصاد
في هذه السنوات يتقاضى الموظفين تقاعدهم وبتزايد المتقاعدين تتعرض ميزانيات الحكومة والمؤسسات للمزيد من الضغط المالي.
نسبة قليلة من كبار السن نجحوا في ادخار أموال يعيشون بها خلال هذه السنوات المتبقية من حياتهم، أغلبهم كانوا موظفين في السابق ولا يحتفظون الكثير.
على عكس الفئات الأخرى منتجة وتنفع الإقتصاد وقادرة على دفع ضرائب اكبر والإنفاق بشكل يومي أكثر مقارنة بكبار السن.
إقرأ أيضا:
الخطة الإقتصادية NSSM-200: تعقيم النساء في مصر وبلدان أخرى
مصالحة قطر والسعودية: دور إسرائيل ومشروع الغاز الطبيعي الإقتصادي