لماذا تراجع فيس بوك عن حظر إعلانات العملات الرقمية؟

فيس بوك فعلها!

بالعودة إلى شهر يناير من هذا العام أعلنت فيس بوك عن حظر إعلانات العملات الرقمية المشفرة، ومنصات التداول المتخصصة في تقديم خدمات مرتبطة بالأصول الرقمية المشفرة.

القرار تبعه قيام كل من جوجل و تويتر إضافة إلى سناب شات بالإعلان عن خطوة مماثلة، بمحاربة إعلانات منصات التداول وهذه الأصول بشكل عام.

وأكدت فيس بوك حينها على موقعها بقسم سياسات الإعلانات، أنها تمنع كل الإعلانات التي تروج للمنتجات المرتبطة بالعملات الرقمية وتداولها وعمليات الطرح الأولي. مؤكدة بأنها تسعى لخلق منصة آمنة للمستخدمين ومنع أي عمليات مشبوهة على منصاتها بشكل عام، ولا تريد أن تتحول إلى واجهة للترويج لما هو ممنوع.

ولا تنص القوانين الأمريكية على منع العملات الرقمية صراحة، بل هناك تحذيرات منها أطلقها بعض مدراء البنوك والمستثمرين المشهورين.

تبريرات فيس بوك جاءت مع تخوفها من أن الترويج لهذا الأصول والتسبب في خسارة أموال المستخدمين هو أمر يجب أن يتوقف.

لكن ها هي الشركة الأمريكية تتراجع عن قرارها مع استثناء عمليات الطرح الأولي التي ستظل محظورة كما جاء في بيان رسمي من الشركة.

 

  • إعلانات العملات الرقمية و بيتكوين مقبولة دائما

من خلال تصفحي لموقع فيس بوك للنشر على صفحة المجلة ألاحظ دائما منشورات ممولة متعلقة بالعملات الرقمية على مدار الأشهر الأخيرة منها لمنصات التداول وحتى بعض عمليات الطرح الأولي.

قد يقول قائل أن تلك الحملات الإعلانية تم إنشاؤها منذ أشهر ولم تنتهي بعد لهذا لا يسري عليها القانون، لكن ما لاحظته أنها إعلانات جديدة لمنشورات تم نشرها في الأشهر والأسابيع الأخيرة ويتم الترويج من خلالها لخدمات حديثة.

هذا يعني أن القرار السابق لم يدخل أبدا حيز التنفيذ بشكل حرفي وصارم، لا تزال الشركة الأمريكية تحصل على عائدات من خلال هذه الصناعة التي تتعرض لحرب ضروس منذ أشهر وحاليا يتم تنظيمها بعد أن اقتنعت البنوك المركزية بأنه لا فائدة من قمعها.

 

  • مقبولة لكن بشرط مهم للغاية

السياسة المعلن عنها خلال يناير 2018 تمنع بشكل عام كل الإعلانات ذات الصلة بعملة بيتكوين ومنافساتها، لكن السياسة الجديدة المعلن عنها تقول بصراحة أن العملات الرقمية المشفرة مقبولة.

وتضيف أنه على المعلنين التقدم للإعلان مع تأكيد أهليتهم وهم ملزمون بالتصريح بالشفافية وتأكيد على نزاهتهم، وأن تلك العملات التي سيروجون لها معروضة للعامة وتتوفر على المواصفات التي تجعلها عملة رقمية مشفرة حقيقية.

على حد تعبير روب غولدين، مدير منتجات فيس بوك فإن هذه السياسة لا تعطي الضوء الأخضر لعمليات الطرح الأولي التي ستظل محظورة إضافة إلى رفض الترويج لأي عملات احتيالية أو خدمات لا تتوفر على شروط القبول.

وأضاف قائلا: “ولكننا سنستمع إلى التعليقات وننظر في مدى نجاح هذه السياسة ومواصلة دراسة هذه التكنولوجيا بحيث يمكننا، إذا لزم الأمر تعديلها بمرور الوقت”.

 

  • لماذا أقدمت الشركة على هذه الخطوة؟

فيس بوك شركة تجارية تبحث هم مصلحتها في نهاية المطاف، وهي ترغب في أن تحصل على المزيد من المعلنين وتعرض إعلانات جيدة للمستخدمين وترفع من العائدات والأرباح.

ليس في صالحها أن تحظر هذه الإعلانات إذ يعني ذلك خسارة الكثير من المعلنين والمليارات من الدولارات بالطبع. ومن المعلوم أن الشركات العاملة في هذا المجال تعمل على انفاق مبالغ طائلة مقابل الإعلانات والنقرات والمحتوى الممول.

 

  • ما التالي؟

سيدخل قرار جوجل حظر إعلانات العملات الرقمية المشفرة حيز التنفيذ، لكنها بمعية تويتر وبقية الشركات التي تتنافس في سوق الإعلانات من المنتظر أن تراجع سياساتها وتعلن عن خطوة مماثلة لما اقدمت عليه فيس بوك.

بداية الشهر القادم سيشهد إعلان توصيات مجموعة العشرين لتنظيم هذه الأصول، وشخصيا أرى أن هذا الحدث سيكون بمثابة تحول ايجابي في تاريخ قطاع لا يزال يناضل للإعتراف بمشروعيته.

 

نهاية المقال:

بعد أن أقدمت فيس بوك على حظر اعلانات العملات الرقمية و بيتكوين خلال يناير الماضي، يعد التراجع المعلن عنه بمثابة انتصار لهذا القطاع الذي يعيش أزمة خانقة هدفها تنظيمه وجعله أقوى وأفضل للمستقبل القريب.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.