إذا كنت لا تزال تعتقد أن العملات النقدية مثل الدولار واليورو والريال السعودي وبقية العملات لها غطاء من الذهب فأنت لا تزال تعيش قبل أغسطس 1971.
انتهى معيار الذهب منذ زمن طويل، وأخذ الدولار الأمريكي مكانه، وهذا الأخير ليس له غطاء ذهبي، بل هناك عوامل أخرى تتحكم في نقودنا لعل أبرزها العرض والطلب وسعر الفائدة.
لكن نتابع دائما في الأخبار كشف البنوك المركزية عن احتياطات من الذهب تحتفظ بها، ولا يوجد بلد تقريبا في العالم لا يملك احتياطي من المعدن الأصفر.
حتى لبنان لديه حوالي 18 مليار دولار من الذهب وثاني أكبر احتياطي بعد السعودية، لكن ذلك لم يمنع انهيار الليرة اللبنانية المرتبة بالدولار الأمريكي.
وتعد البنوك المركزية التي تشرف على العملات النقدية، هي أكبر ممتلك للذهب على وجه الأرض وهي تشتري بكميات هائلة، وتبيع أيضا وتتسبب في تراجع سعر الذهب.
مكانة الذهب لدى البنوك المركزية:
تمتلك هذه المؤسسات الذهب كأحد أصولها الاحتياطية، يتم تصنيف أي ذهب يحتفظ به البنك المركزي كأصل احتياطي على أنه ذهب نقدي.
بالإضافة إلى الذهب النقدي، تشمل الأصول الاحتياطية للبنك المركزي أشياء مثل أصول الصرف الأجنبي (مثل الدولار الأمريكي) وحقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي (SDRs).
بشكل عام، تدار الأصول الاحتياطية التي تحتفظ بها البنوك المركزية وفقًا لمعايير الأمان والسيولة والعائد.
بالطبع هذا ليس ملكا لتلك المؤسسات بل هي تحتفظ به نيابة عن الدولة الذي يمكن أن تحتاجه لاحقا خصوصا في الفترات الصعبة.
عملات نقدية دون غطاء ذهبي:
كما أشرنا سابقا فإن الغطاء الذهبي ولى زمنه، وتحولت هذه العملات من أموال حقيقية إلى نقود وهي وسيلة فقط تستخدم للشراء والبيع ويذخرها الناس للشراء وليس ادخارا طويل الأمد.
في حين أن الأسباب الشائعة لامتلاك البنوك المركزية للذهب تتراوح من مخزن القيمة، إلى التأمين المالي، إلى تنويع الأصول، فقد اعتقدنا أنه من الأفضل السماح للبنوك المركزية الحاملة للذهب بأن تكشف هي بنفسها عن سبب احتفاظها بالذهب.
رأي البنك الاتحادي الألماني في الذهب:
جاء في أحد بيانات هذه المؤسسة: “يمكن على وجه الخصوص، تنشيط الجزء من احتياطيات الذهب الذي سيبقى في الخارج في حالة الطوارئ، لذلك سيبقى جزء واحد في نيويورك بعد الانتهاء من عملية النقل حيث تمتلك الولايات المتحدة أهم عملة احتياطي في العالم وجزء آخر في لندن أكبر مركز تجاري للذهب في العالم”.
وأضاف: “في حالة حدوث أزمة، يمكن التعهد بالذهب كضمان أو بيعه في موقع التخزين في الخارج، دون الحاجة إلى نقله. بهذه الطريقة، يمكن للمؤسسة جمع السيولة بعملة احتياطي أجنبية، ومع ذلك فهذه إجراءات احترازية بحتة لأننا لا نتوقع هذا النوع من سيناريو الطوارئ في الوقت الحالي”.
واختتم بالقول: “الذهب هو نوع من احتياطي الطوارئ يمكن استخدامه أيضًا في حالات الأزمات عندما تتعرض العملات للضغط”.
رأي البنك المركزي الأسترالي:
“السبب الرئيسي لاستمرار البنك في الاحتفاظ ببعض الذهب هو كطوارئ ضد أحداث غير متوقعة، قد تكون على دراية بأنه في عام 1997 باع البنك 167 طناً من الذهب، مما قلل من ممتلكاته من 247 طناً إلى 80 طناً بعد أن خلُص إلى أن حيازات الذهب وفرت مزايا تنويع أقل من بعض الأصول الاحتياطية الأخرى”.
رأي البنك المركزي البرتغالي:
“تحتفظ البنوك المركزية باحتياطيات الذهب في الغالب من أجل الأمان والسيولة والعائد وكإستراتيجية تنويع، يُقارن الذهب بشكل إيجابي للغاية مع الأصول الاحتياطية التقليدية الأخرى ذات الجودة العالية والسيولة التي تساعد البنوك المركزية على الحفاظ على رأس المال، وتنويع المحافظ، وتخفيف المخاطر، وعلى المدى المتوسط / الطويل، فقد تفوق الذهب باستمرار على متوسط عوائد الأصول المالية البديلة الأخرى”.
رأي البنك المركزي اليوناني:
“السببان الرئيسيان للبنوك المركزية، بما في ذلك بنك اليونان (المنظمات ذات التوجه الحكيم عادة)، لاختيار إدراج الذهب كأصل احتياطي في ميزانياتها العمومية، هما: 1) الاعتراف به كأصل ملاذ آمن خلال فترات الاضطرابات و 2) القدرة على التصفية الفورية في حالة الطوارئ”.
رأي البنك المركزي السويدي:
“السبب الرئيسي وراء احتفاظ السويد باحتياطي من الذهب هو أن قيمة الذهب لا تتبع عادة نفس نمط قيمة احتياطي العملة وبالتالي فإن القيمة المجمعة لاحتياطي الذهب والعملات أكثر استقرارًا من قيمة احتياطي الذهب واحتياطي العملة بشكل منفصل”.
لماذا تخزن البنوك المركزية الذهب حتى الآن؟
الأسباب التي تجعل البنوك المركزية تحتفظ بالذهب بكميات كبيرة تتضاعف هي أن “حيازات الذهب يمكن تنشيطها في حالة الطوارئ”، وأن الذهب هو “احتياطي طارئ في أزمة مالية”، و “احتياطي ضد الأحداث غير المتوقعة”، وهو شكل من أشكال “التأمين”.
أشارت العديد من البنوك المركزية إلى ارتفاع السيولة في الذهب، وأشار البعض إلى القدرة على استخدام ذهبهم لزيادة السيولة بعملة أجنبية، حتى للتدخل في العملات الأجنبية.
نعم يمكن للبنوك المركزية استخدام الذهب لشراء عملاتها بالدولار وهذا من أجل منع العملة الخضراء من الإرتفاع كثيرا ضد عملاتهم.
إقرأ أيضا:
جودي شيلتون وحلم العودة إلى معيار الذهب
أهمية احتياطي الذهب وحقيقة طباعة النقود مقابل الذهب
سعر الفائدة أو الربا هي أكبر ديانة في العالم
ما أشبه طرد آدم وحواء من الجنة بما يحدث مع آكل الربا