لماذا تتجه سامسونج و سوني و HTC مع فوكسكون للتصنيع في الهند؟

لماذا تتجه سامسونج و سوني و HTC مع فوكسكون للتصنيع في الهند؟
توقعنا هذه المعركة منذ عامين !

بعد أن أعلنت سامسونج نيتها تصنيع هواتفها الذكية الراقية في الهند توصلنا بتقارير صحفية تؤكد أن الخطوة ذاتها هي التي تستعد لها HTC بالتعاون مع Global Devices Network فيما سبقتها سوني التي أكد مسؤول فيها على نفس الخطوة.

بذات الوقت اتجهت فوكسكون لفتح مصانع لها بالهند بالتوازي مع اهتمام اريكسون بهذه السوق دون أن ننسى أيضا تواجد Gionee الصينية فيها.

ما سر كل هذا الاهتمام بهذا البلد الأسيوي؟ لماذا جميع الشركات العاملة في قطاعات الجوال ترى الهند البلد الفرصة و التي لن تتكرر مستقبلا؟

في هذا المقال سنجيب عن هذا السؤال بتفصيل أكثر.

 

  • الإقبال على الهواتف الذكية في الهند جنوني هذا العام

تتميز الهند بكونها ثاني بلد اسيوي يتميز بكثافة سكانية هائلة، مليار فرد هو عدد سكانها كما أنها تتميز بنمو اقتصادي متسارع على خطى الصين صاحبة أكبر اقتصاد في العالم حاليا.

آسيا تتسارع بشكل كبير و تعيش العديد من الدول فيها ثورة اقتصادية مذهلة بالتوازي مع تراجع اليابان و دول الغرب.

خلال العام الماضي كانت نسبة الإقبال على الهواتف الذكية في الهند محددة على 27 في المئة فقط بينما هذا العام تتفق جميع التوقعات على أنه سيتجاوز 40 في المئة، إنها قفزة عالية جدا.

 

  • السوق الهندية مصيرية للشركات

تتواصل حرب النفوذ بين الشركات العالمية العاملة في مجال الهواتف الذكية، كل شركة تحاول السيطرة على أكبر عدد ممكن من الأسواق.

الهند تعد سوقا غنية بالفرص مثلها مثل الصين في الأهمية هذه الأخيرة كانت محور الاهتمام العالمي و التنافس الشرس بين الأقطاب الصينية و العالمية و إلى الآن الأمور غير محسومة هناك.

و فيما تستمر المعارك التنافسية بين الشركات العالمية و المحلية في الصين، رأت جميع الأطراف أنه من الحكمة توسيع المنافسة إلى بلدان أخرى خصوصا الهند التي تعد الحديقة الخلفية للصين.

الفوز في هذه السوق بالنسبة لسامسونج على سبيل المثال سيجعلها تحترف التعامل مع السوق الصينية التي فشلت إلى حد الساعة في السيطرة عليها.

 

  • نجاح سامسونج زد 2 دليل على حكمة هذه الخطوة

سبق لسامسونج أن قررت إطلاق هاتف زد بنظام تايزن في روسيا و لكن سرعان ما سحبته من تلك السوق الصاعدة لأسباب عدة، و عندما قررت العودة و القيام بمحاولة ثانية أفضل من أجل النجاح قررت البدء من الهند.

أطلقت بالفعل سامسونج زد 2 في الهند خلال شهر يناير الماضي و خلال نصف هذا العام تمكنت من بيع 1 مليون وحدة منه مدعوما بسعره الذي يتراوح ما بين 90 دولار و 100 دولار للوحدة و اعتمادها مؤخرا على مصانع تم افتتاحها خصيصا لهواتفها الذكية.

هذا النجاح شجع سوني و HTC مؤخرا للعزم على المضي قدما في خطة “صنع في الهند”، كلا الشركتين في مأزق كبير و بحاجة إلى مبيعات قوية للإستمرار، الهند هي الحل.

 

  • الهند بديل مثالي للصين بالنسبة لسوني

سوني و الشركات اليابانية تواجه تكاليف كبيرة في الإنتاج لأن أغلبية العمليات التصنيعية لها تتم في مصانعها المحلية و أغلبها لا يريد الاعتماد على الصين بشكل كبير نظرا للنزاع الصيني-الياباني التاريخي و الذي تعود جدوره إلى الإستعمار الياباني الغاشم للصين.

ترى سوني و أخواتها أن الهند هي البديل المثالي، تواجد فوكسكون و مصانع الطرف الثالث هناك سيساعدها لنقل عملياتها الإنتاجية بسرعة إلى هناك و الشروع في إنتاج هواتف أرخص بمواصفات جيدة كما ان بعض عملياتها المستمرة في الصين قد تتوقف نهائيا لاحقا.

 

  • التصنيع في الهند يسهل عملية الشحن

بما أن الهند من الدول المتسارعة في النمو من حيث استهلاك التكنولوجيا و بالضبط الهواتف الذكية و اللوحيات فمن الطبيعي جدا أن تتواجد مصانع الشركات هناك و ليس فقط فروعها.

و من البديهي أيضا أن نرى الكثير من المؤتمرات الصحفية التي تقام هناك من أجل الكشف عن هواتف عالمية و أخرى مخصصة لهذه السوق فقط.

تواجد Gionee الصينية في الهند دليل على أن هذه الأخيرة تدرك أن اقامة مصانع مخصصة لهذا البلد لوحده قرار جيد و سيفصل العمليات التصنيعية عن تلك التي تتم على الأراضي الصينية، في وقت نرى فيه تعرض شاومي للضغوط و عدم القدرة على تلبية الطلبات بسبب توسعها إلى الهند من خلال فرعها و ليس بإقامة مصانع هناك مستقلة عن مصانعها في الصين.

عملية الشحن تصبح أسرع و اسهل إلى الهند بالنسبة للشركات التي تملك مصانع هناك أو لديها اتفاقيات مع مصانع طرف ثالت، كما أن تلبية الطلبات يصبح أفضل.

 

  • تصنيع آيفون في الهند فرصة كبيرة لآبل

بعد سنوات من المحاولات تمكنت أخيرا آبل من تحقيق نتائج طيبة في الصين و هي ترى الهند أيضا فرصة كبيرة لتحقيق مبيعات أكبر.

إنتاج آيفون في الهند من شأنه أن يكون حافزا لنمو الشركة الأمريكية في هذا البلد الاسيوي إلى جانب تخفيف الضغط على فوكسكون بالصين من خلال التصنيع بمصانع الشركة التايوانية في الهند.

هذه الخطوة ستضرب بها آبل عصفورين بحجر واحد.

 

نهاية المقال:

لقد امتدت حرب الهواتف الذكية في الصين لتتجاوز جغرافيتها نحو شبه القارة الهندية حيث الفرص كبيرة أيضا و السيطرة على تلك السوق قد يكون غالبا اسهل من تحقيق نفس الهدف على الأراضي الصينية، الشركات الهندية سريعا ما ستتراجع أمام الغزو الخارجي لها من الشركات الكورية و الأمريكية و الصينية و حتى اليابانية عكس ما رأيناه في بلد التنين الأصفر حيث الشركات المحلية هناك مخيفة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.