
ارتفع الروبل إلى 83 مقابل الدولار خلال اليوم الثلاثاء مقابل مستوى قياسي منخفض بلغ 139 في 7 مارس، وهذا يعني أن الدولار الأمريكي قد تراجع مقابل العملة الروسية بشكل كبير.
استعاد الروبل معظم خسائره وأصبح العملة الأفضل أداءً على مستوى العالم، واستمر في الارتفاع وارتفع بنسبة 60 في المائة مقابل الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته في الأسبوع الأول من مارس.
انهيار الروبل الروسي على أرض الواقع
يقول المحللون إن انخفاض قيمة الروبل بعد الغزو متواضع، بالنظر إلى شدة العقوبات الأوروبية والأمريكية على روسيا.
وكجزء من العقوبات جمدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ما يقرب من نصف احتياطيات البنك المركزي الروسي من النقد الأجنبي والبالغة 640 مليار دولار والمحتفظ بها في بنوك خارج روسيا.
مُنعت الشركات والأفراد الروس من إجراء معاملات بالدولار واليورو وأغلقت ما يقرب من 400 شركة غربية عملياتها في روسيا.
تم طرد غالبية البنوك الروسية من نظام الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (SWIFT)، التي تنفذ المعاملات المالية والمدفوعات بين البنوك في جميع أنحاء العالم، وأدت هذه التحركات إلى قطع المعاملات المالية والتجارية لروسيا مع الدول الغربية.
مع ذلك يقول المحللون إن تعافي الروبل يشير إلى أن تأثير العقوبات الاقتصادية التي يفرضها الغرب أقل بكثير مما كان متوقعًا في البداية، لقد خلقت العقوبات والقيود مخاطر إفلاس للاقتصاد الروسي مما أدى إلى عمليات بيع كبيرة للروبل.
العقوبة الأهم لم تتحقق بعد
قال دانانجاي سينها، العضو المنتدب وكبير المحللين الاستراتيجيين، جي إم فاينانس إنستيتيوشنال إيكويتي، إن الضغوط الاقتصادية قد تراجعت بشكل كبير مع استمرار الدول الأوروبية في شراء النفط والغاز من روسيا، والأسواق الناشئة الرئيسية بما في ذلك الصين تواصل التجارة مع روسيا.
تعد الأسواق الأوروبية مهمة للغاية بالنسبة لروسيا، واستمرار قيام موسكو ببيع النفط والغاز إلى هذه الأسواق يعني أنها حتى الآن لم تتلقى الضربة القاتلة.
لكن خطط أوروبا بالإبتعاد عن النفط والغاز الروسي في غضون سنوات قليلة وتسريع التحول الطاقي يضع الروبل الروسي في خطر على المدى الطويل.
مقترح بيع النفط والغاز بالروبل الروسي
حدثت أكبر قفزة في الروبل عندما أعلن الرئيس الروسي أن الدول غير الصديقة ونتحدث عن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان يجب أن تدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي.
إذا اضطرت الدول الأوروبية إلى الموافقة على ذلك، فسيتعين عليها استبدال اليورو والدولار بالروبل، سيخلق هذا طلبًا عالميًا كبيرًا على الروبل، مما يؤدي إلى ارتفاع إضافي في قيمته مقابل الدولار واليورو، ويستخدم الروبل إلى حد كبير لتسوية المعاملات المحلية في روسيا.
رفضت دول مجموعة السبع، بما في ذلك الولايات المتحدة وحلفائها، دفع روبل مقابل الغاز الروسي، ويحصل الاتحاد الأوروبي على 40 في المائة من غازه الطبيعي من روسيا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس إن العقوبات على روسيا قد تؤدي إلى أزمة طاقة عالمية، وقال فاتح بيرول، رئيس وكالة الطاقة الدولية: “بالنظر إلى دور روسيا في نظام الطاقة العالمي، يمكن أن تتبع هذه الأزمة الإنسانية أزمة طاقة”.
تصر موسكو على هذا المقترح الجديد، بينما ترى الدول الأوروبية أن العقود الحالية طويلة الأمد مع روسيا وقد تم تحديد العملات التي يتم التعامل بها خصوصا اليورو والدولار الأمريكي.
رفضت دول مجموعة السبع طلبًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن يدفعوا ثمن الغاز الطبيعي الروسي بعملة البلاد الخاصة الروبل، وتعتمد أوروبا على صادرات الغاز الطبيعي الروسي وهي تدفع تقليديًا ثمن الغاز باليورو.
قال جوناثان ستيرن، الأستاذ في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة: “كانت هذه طريقة مفيدة للغاية لروسيا للحصول على عملات أجنبية لشراء كل الأشياء التي تحتاجها من السوق الدولية”.
لكن بعد العقوبات الغربية ضد روسيا وجدت موسكو أن أغلب احتياطاتها من العملات الأجنبية حاليا بدون أي فائدة، وهي مجمدة في البنوك العالمية.
لا تريد الدول الأوروبية دعم الروبل لأن إبقائه ضعيفًا يضغط على الإقتصاد الروسي، لكن أوروبا لا تزال تعتمد على الغاز الطبيعي الروسي للتدفئة والكهرباء.
أعلنت الحكومة الألمانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن أكد، للمستشار أولاف شولتز أن أوروبا لا يزال يمكنها تسديد ثمن الغاز الروسي باليورو وليس بالروبل كما طلبت موسكو أخيرا، وهذا في اشارة ايجابية من روسيا على أنها غير مصرة على تغيير نظام المدفوعات.
إقرأ أيضا:
خطة اجبار روسيا على اعادة اعمار أوكرانيا
ما وراء هزيمة روسيا في حرب الإعلام والمعلومات ضد أوكرانيا
روسيا رائدة في صناعة فيروسات الفدية
هزيمة روسيا في أوكرانيا أصبحت حقيقة
تجميد الاحتياطي النقدي الروسي بمثابة ضربة روسيا بالنووي