
عندما نذكر الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون الذي حكم الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة الممتدة من 1969 إلى 1974، فإن أول ما يتباذر إلى أذهاننا هي الفضيحة الشهيرة ووترغيت التي أدت إلى استقالته من منصبه.
لكن هناك جريمة ارتكبها هذا الرجل في حق الإنسانية لا يزال العالم يدفع ثمنها إلى الآن، ألا وهي التخلي عن النظام الذهبي وتعويم الدولار وفك ربطه بالذهب، ليؤدي ذلك إلى فك كافة الدول ارتباط عملاتها النقدية بالمعدن النفيس.
-
ما حدث أثر علينا جميعا
البعض يعتقد أن ما حدث عادي للغاية ولا يحتاج إلى كل هذا الجدل وتسليط الضوء عليه، لكن في الواقع هذا يؤثر علينا جميعا في حياتنا حيث القدرة الشرائية للدولار والعملات النقدية الأخرى تراجعت بصورة كبيرة.
قبل سنوات عدة كان من الممكن أن تشتري بمبلغ معين منزلا أو سيارة أو يمكن بها شراء منتجات واحتياجات أخرى، لكن نفس المبلغ في الوقت الحالي لا يأتي بما كان يأتي به من قبل.
في المقابل انتقل سعر الذهب من 35 دولار للأونصة من 1970 إلى 1200 دولار بالوقت الحالي، وهو لا تنهار قيمته كثيرا وما يفقده من قيمة يسترجعها بعد مدة ويمكن أن يصل إلى 3000 دولار وأكثر خلال الأزمة.
هذا يعني أن الرواتب في الماضي لا تكفي اليوم لتلبية الاحتياجات وهو ما يتضح تماما من المطالبات المتجددة من حين لآخر من قبل الموظفين والعاملين بزيادتها.
فقدت مختلف العملات النقدية أكثر من 90 في المئة من قدرتها الشرائية، وأصبح الناس مطالبين بكسب المزيد من النقود لأجل تلبية احتياجاتهم اليومية.
-
لعنة أغسطس تطيح بريتشارد نيكسون
لم يتورط الرئيس الأمريكي فقط في واحدة من أكبر الفضائح الإقتصادية على الإطلاق، بل إنه بطل أشهر فضيحة سياسية في الولايات المتحدة الأمريكية ونتحدث عن ووترغيت.
الفضيحة ببساطة هي أن الرئيس الأمريكي متورط في التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس، بعد أن تم اعتقال خمسة أشخاص متلبسين بارتكاب الجريمة، وقد أعلن استقالته في الـ 8 من أغسطس عام 1974.
نعم لقد مرت 3 سنوات عندما أقدم الرئيس الأمريكي في الـ 15 أغسطس عام 1971 بإعلان نهاية النظام الذهبي وفك الدولار بالمعدن النفيس ودفع العالم لاتخاذ نفس الخطوة.
قد يعتبرها البعض مجرد مصادفة لكن شخصيا لا أؤمن بالصدف، أعتقد أن كل شيء في الكون مقدر بدقة، وسقوط الرئيس الأمريكي في أغسطس 1974 بعد ارتكابه الجريمة الإقتصادية خلال أغسطس 1971 يجعلنا نتحدث عن لعنة وضعت حدا لمسيرة هذا الرجل.
نهاية المقال:
ارتكب الرجل جريمة اقتصادية شنعاء خلال أغسطس 1971 وقدم استقالته مرغما خلال أغسطس 1974 على اثر أكبر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة، لا تقل لي أن هذه مجرد صدفة فالصدفة مجرد كذبة.