كل واحد منا لديه فكرة مشروع تجاري واحد على الأقل، وهناك من يملك عشرات الأفكار في ذهنه، وأسهل سبب لتبرير توقف تحولها إلى واقع هي غياب التمويل.
يذهب الكثير من الشباب في الوطن العربي لتبني شماعة غياب التمويل والدعم الحكومي، والحقيقة أنها تبدو مثل نكتة مضحكة.
ورغم انتشار ثقافة ريادة الأعمال، إلا أن الكثير من هؤلاء يعتقدون أن سبب نجاح ووجود هذه الشركات الكبرى هي أنه توفر لأصحابها الدعم المادي والظروف الملائمة.
الحقيقة أن تلك مجرد أكاذيب لكن الكذبة الكبرى هي التي تتعلق بأن شرح وعرض فكرتك كاف للحصول على تمويل من المستثمرين.
-
لا يوجد مستثمر سيراهن بالمال على أفكارك العبقرية
قد تملك فكرة عبقرية من شأنها أن تغير العالم وتدر المليارات من الدولارات عليك، واحتمالية نجاحها تصل إلى 100 بالمئة.
لكن رغم شرحها وعرضها وكتابتها بالتفصيل ومناقشتها مع المستثمر أو الممولين، لا يقتنعون بها وينتهي المطاف بك مرفوضا من تلقي التمويل.
ستكتشف مع مرور الوقت أن أفكارك العبقرية والعادية أيضا يتم التعامل معها بنفس الطريقة من هؤلاء، الرفض والتجاهل!
-
المستثمر لا يستثمر في الأفكار بل في المشاريع
ضع نفسك مكان المستثمر، لديك سيولة وتريد أن تستثمر، هل ستراهن على أفكار لا وجود لها على أرض الواقع؟ أم ستركز على مشاريع بدأت ولها إنجازات؟
إذا استثمرت مبلغا ماليا في مشروع غير موجود وهو عبارة عن فكرة مفصلة لك مع دراسات تؤكد إمكانية نجاحه فأنت تخاطر بصورة كبيرة وأكثر من مشروع بدأ على أرض الواقع وتملك معطيات رقمية تخصه وتساعدك على توقع مستقبله في حالة توسع.
هكذا يفكر المستثمر، هو حريص على أن لا يخسر أمواله، وإن خسر كانت حجم الخسائر قليلة ومناسبة له.
قد تكون لدى شاب في مصر على سبيل المثال فكرة إنشاء منصة تداول العملات الرقمية المشفرة، وهي توفر للمصريين والمتداولين من هذه السوق شراء وبيع هذه الأصول بسرعة وبسهولة، لماذا سأستثمر في هذه الفكرة رغم أن المشروع يبدو واعدا؟
أحتاج لأرى أولا تلك المنصة موجودة على أرض الواقع وتعتمد التقنيات الحديثة ولديها مزايا تنافسية، حينها سأتأكد من أن صاحبها جاد بالفعل ولن يجد الكثير من العراقيل لإقناعي.
-
إذن كيف سأحصل على تمويل من المستثمرين؟
لا تكتفي بالفكرة، يجب أن تبدأ في العمل عليها وفق مواردك المتواضعة، حاول أن تشاركها مع أصدقاء مقربين منك وتبدأ معهم شركتك.
من الجيد أن تكون لديك فكرة في البداية وتشرحها وتفصلها في مستند معين، وتقوم بأبحاث السوق وتدرس المنافسين وتعتمد على خبراتك.
الخبرة تلعب دورا مهما، إذا كنت مثلا مبرمجا فسيكون بإمكانك تحويل فكرتك إلى موقع أو تطبيق أو مشروع رقمي معين، ولا حرج في أن تعتمد على استضافة رخيصة في البداية.
مع توفر مشروعك على أرض الواقع وبدء تحقيق نتائج معينة، ولا يشترك أن تكون فكرة مربحة في الوقت الحالي، سيكون بإمكانك استقطاب المستثمرين.
قد لا يهتم المستثمرين العالميين بها بينما ستجد أن بعض معارفك الذين يملكون النقود ويرغبون في استثمارها، هم فرصتك الأفضل والمثلى في هذه الحالة.
لهذا لا تحتاج إلى الحصول على استثمارات كبرى ومن صناديق استثمار عالمية او إقليمية في البداية، فكلما نجح مشروع وانتشر وحقق نتائج جيدة أصبحت أبواب هؤلاء مفتوحة أمامك.
-
التجارب السابقة تنفع أحيانا لكن ليس دائما
ربما سبق لك أن أطلقت مشاريع ناجحة في مجالك وتعمل على فكرة جديدة، هل هذا مغري لتحصل على تمويل من المستثمرين؟
بعضهم قد يخاطر ويستثمر لكن غالبا بعد أن تشرع أولا في العمل على الفكرة، لكن الأغلبية لن تخاطر معك فقط لأن مشروعك السابق ناجح.
في الواقع هناك احتمال جيد ليفشل مشروعك بعد نجاحك السابق، قلة من رواد الأعمال استطاعوا تحقيق النجاح في أكثر من مشروع.
وتبقى أفضل وسيلة للحصول على تمويل هو الشروع في العمل على فكرتك وتحويلها إلى منتج أو خدمة أو شركة، بعد ذلك بإمكانك تلقي تمويلات من المستثمرين.
نهاية المقال:
بعد قراءتك للمقال ستدرك أن طريقة التفكير الشائعة لأصحاب الأفكار خاطئة من الأساس، وستتعرف أكثر على الطريقة التي يفكر بها المستثمرين وسبب رفضهم دعمك.