
تحظى بلوك تشين بتفضيل كبير من الحكومات والبنوك والمؤسسات المركزية والسلطات حول العالم، في وقت تشكك فيه من مشروعية العملات الرقمية المشفرة وفي مقدمتها بيتكوين.
لدرجة أن الرئيس الصيني ألقى خطابا منذ أشهر دعا فيه الشباب في بلده إلى تعلم بلوك تشين و الإنفتاح عليها لتحقيق الهدف الأسمى وهو السيطرة على هذه الصناعة الجديدة.
بلوك تشين ستقلل من تكاليف المعاملات المالية وتسرع من ارسال واستقبال الحوالات المالية، من جهة أخرى ستستخدم في كل القطاعات والصناعات بما فيها الطاقة والعقارات وتخزين البيانات في الشركات وتطوير الذكاء الإصطناعي ومواقع الإنترنت وتطوير الرعاية الصحية والتعليم الرقمي … حتى أنه لم يعد هناك مجال إلا وتم التسويق فيه لهذه التكنولوجيا على أنه ستحل مشاكله.
لا جدال على أن هذه التقنية مبهرة ورائعة وتنهي “المركزية” لصالح اللامركزية التي من شأنها أن تطور الكثير من الصناعات والقطاعات وتعزز الشفافية والعدالة وتنهي الإحتكار.
لكن يشن فئة كبيرة من هؤلاء المعجبون الهجوم على العملات الرقمية المشفرة، حتى أن الصين تتزعم الدول التي تحارب هذه الأصول بحظرها والتضييق على تداولها.
كانت هناك موجة من الأحداث السلبية لهذه العملات قبل أن تنفجر الفقاعة خلال يناير الماضي، وخلال الأزمة بدأت الحكومات تتحرك على نحو “ايجابي” وهو تنظيم هذه الأصول وتقنين الصناعة.
قبل 7 أشهر دافع رئيس لجنة تداول العقود المستقبلية (CFTC) السيد جي كريستوفر جيانكارلو عن العملات الرقمية بالقول أنه ينبغي أن نتذكر أنه في نهاية المطاف لا يوجد بلوك تشين بدون العملات الرقمية وفي مقدمتها بيتكوين.
ماذا يعني هذا؟ لا ينبغي أن نتبنى بلوك تشين بدون أن ننفتح على العملات الرقمية المشفرة، الحرب على الأخيرة تعرقل الأولى وهذه حقيقة سنتعرف عليها اليوم بالتفصيل.
-
لا بيتكوين ولا عملات رقمية بدون بلوك تشين
تعد العملات الرقمية المشفرة وفي مقدمتها بيتكوين أولى تطبيقات بلوك تشين، كل واحدة لديها شبكة بلوك تشين خاصة بها أو قاعدة بيانات لامركزية، تتميز بمواصفات وخواص معينة وتعمل على انتاج عملات رقمية كمكافأة للمشتركين في التعدين، ويمكن للشركة المطورة لتلك الشبكة أن تستخرج كافة وحدات العملة الخاصة بها وتوفرها للإستخدام ضمن مشروعها.
أي عملة لا تعتمد على بلوك تشين فهي مزيفة ولا علاقة لها بهذه العملات الرقمية المشفرة، وهي عملة افتراضية فقط.
هذا يعني أنه في حالة قضينا على بلوك تشين سنقضي على العملات الرقمية المشفرة مباشرة، والحقيقة أن لا أحد يريد القضاء على هذه التقنية.
-
لا بلوك تشين محمية بدون عملات رقمية مشفرة
مختلف مشاريع بلوك تشين المتاحة التجارية والخاصة بالمنظمات الغير الربحية لديهما عملات رقمية مشفرة خاصة بها، هي التي يشتريها المستثمرون أو يعمل العاملون في التعدين على العثور عليها.
هذا يعني أن كل شبكة بلوك تشين في أي مجال ولأي غرض تولد بالفعل عملات رقمية مشفرة، هي التي تسمح بأن تبقى لامركزية وقيد الحياة أيضا إذ أن المكافأة يتحصل عليها المشاركون في تلك الشبكات بالتعدين أو حتى الإستثمار.
الأموال التي تبنى عليها تلك المشاريع هي أموال المستثمرين أو العاملين في التعدين أو معا وهو ما يجعلها “لامركزية” ومشروع جماعي لا يعتمد على فرد أو جهة واحدة.
أي بلوك تشين لا تولد هذه الرموز والعملات الرقمية مشكوك في أمرها حقيقة، وهناك من يقول بأنها شبكات مركزية لا تمت بصلة بتقنية بلوك تشين.
-
وظائف بلوك تشين تتراجع مع تراجع العملات الرقمية
ارتفعت بصورة كبيرة وظائف بلوك تشين وفرص العمل في القطاع الجديد، لكن من الرسم البياني الذي حصلنا عليه، يتبين انه مع اشتداد الأزمة خلال الصيف بين يوليوز وإلى الآن تراجع نمو الوظائف في آسيا التي تعد واحدة من أكبر أسواق هذه التقنية.
هذا يعني أن الأزمة التي تعاني منها العملات الرقمية منذ 8 أشهر ليست في صالح هذه الصناعة التي تحظى بترحيب كبير من الحكومات والشركات ومختلف الأطراف، مع العلم أن قطاع العملات الرقمية قد تراجع إلى 190 مليار دولار وهي ادنى قيمة سوقية لهذه الأصول خلال الأزمة، وحدث هذا خلال أغسطس.
-
حرب خاسرة
مما سبق يمكن القول بكل ثقة بأن الحرب على العملات الرقمية المشفرة خاسرة، هؤلاء الذين يحبون بلوك تشين وفي ذات الوقت يكرهون بيتكوين والعملات الرقمية ما هم إلا حمقى، أعماهم الجهل وجعلهم جنودا في معركة ستنتهي بأن تغزو هذه الأصول الجديدة كل بيت وكل مجال وكل صناعة … لا مجال للطلاق بين بلوك تشين والعملات الرقمية!