شاهد الفيديو أعلاه لمعاينة صور المنشورات المخالفة والتي يرفض فيس بوك حذفها!
لا تزال وسائل الإعلام والصحف البريطانية في مقدمتها تركز على سياسات فيس بوك المتواطئة مع فوضى الأخبار المزيفة والمحتويات التي تحرض على الكراهية والقتل والإرهاب وشتى أنواع الهمجية التي تهدد استقرار كافة المجتمعات والدول حول العالم.
ومؤخرا تمكنت صحيفة الجارديان من تسريب أكثر من 100 وثيقة من داخل الشركة الأمريكية، تتعلق بنظام التبليغات المعمول به والذي يعتمد عليه في التعامل مع تبليغات المستخدمين عن المنشورات التي يرون أنها مخالفة وليس مقبولا أن تكون موجودة على الموقع.
التسريبات تؤكد مجددا أن الإتهامات الموجهة إلى فيس بوك صحيحة وما من مؤامرة تتعرض لها وهجمة وسائل الإعلام في محلها، وعلى الشركة مراجعة سياساتها وإعادة النظر فيها قبل فوات الأوان.
الوثائق المسربة تدل على تساهل الموقع مع محتويات مخالفة ومنها صور تعذيب الحيوانات والأطفال وإهانة النساء والمحتوى الجنسي والمحتوى التهديدي إن كان موجها لأفراد عاديين!
هذا دفع الجارديان إلى نشر سلسلة من الصور التي يمكن تداولها على فيس بوك، والقرار الذي يمكن أن يتخذه عند التبليغ عنها.
الصورة الأولى هي رسم لشخص مقنع يظهر على صدره شعار النازية، وهي لا تظهر أي سلوك ضار أو سيء بالنسبة لمعظمنا.
لكن بالنسبة لشركة فيس بوك في حالة التبليغ عنها سيتم حذفها إذ أنها مخالفة.
نريد أن نتأكد من خلال الصورة الثانية إن كان شعار النازية هو الدافع وراء حذف الصورة السابقة في حالة التبليغ عنها، هذه الصورة تتضمن وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشارب أدولف هتلر، وشعار النازية بشكل واضح وملون.
يفترض إذن في حالة التبليغ عنها أن تتخذ الشركة نفس القرار السابق وهو حذف الصورة، لكن ليس هذا ما يحدث للأسف، الشبكة الإجتماعية تتجاهل التبليغ في هذه الحالة وتبقى الصورة متداولة على الموقع.
نمر إلى الصورة الثالثة وهي لمجموعة من المسدسات والأسلحة النارية وأسلحة يدوية فتاكة، يمكن أن يستخدمها تجار الأسلحة في الترويج لها على فيس بوك، ويمكن أن تستخدم في قصص ومنشورات مختلفة.
في حالة صادفت مثل هذه الصورة وقمت بالتبليغ عنها فإن رد فعل الشركة الأمريكية سيكون هو تجاهل التبليغ والإبقاء عليها حتى وإن كانت مرفقة مع رسائل ترويجية للأسلحة والإرهاب، خصوصا وأن موظفي الرقابة في الشركة لديهم بضعة ثوان لإتخاذ قرار حاسم بخصوص كل تبليغ.
يفترض أن لا يتداول الناس صور تعذيب الحيوانات على فيس بوك، بالتالي فإن هذه الصورة تبدو مخالفة وهي توضح لنا التلذذ بتعذيبهم، بدون تفكير يتوجب على الشركة حذفها، ومرة أخرى ليس هذا ما يحدث، فريق الرقابة سيتجاهل التبليغ ولن يتم حذف الصورة.
في الوقت الذي ترى فيه فيس بوك أن نشر صور تعذيب الحيوانات هي حرية تعبير، وتداول صورة الأسلحة التي تستخدم في القيام بأعمال إرهابية مباح، واتهام الرئيس الأمريكي بأنه ديكتاتوري ونازي غير ممنوع فإن نشر صورة رسومية لزعيم القاعدة اسامة بن لادن ليس مسموحا به، وبالتالي في حالة قمت بذلك ولجأ أحدهم إلى التبليغ عنها سيتم حذفها من طرف فريق الرقابة.
مشاهد القتل يمكن أن تكون من الواقع والحروب والأعمال الإرهابية ويمكن أن تكون من ألعاب إلكترونية، في كل الأحوال ليس كل المستخدمين يقبلون رؤية هذه المشاهد المؤلمة.
وبالتالي فظهورها مزعج ومخالف لدى معظم المستخدمين، وللأسف عند التبليغ عنها لن يحذفها فيس بوك وسيظل ظهورها مرة أخرى واردا في حالة تداولها المزيد من الأصدقاء لديك أو نشرتها المزيد من الصفحات التي تتابعها.
في مقابل حذف الصورة الرسومية التي يظهر فيها شخصا مقنعا وعلى صدره شعار النازية لا تمتنع فيس بوك من تداول صور قطط أو حيوانات بقبعات عليها نفس الشعار بل وتتضمن حركات كان يقوم بها أدولف هتلر، لتزداد علامات التعجب بخصوص سياسات الرقابة الخاصة بهذا الموقع.
نعود مرة أخرى إلى التعذيب والقتل، ومع صورة لا يمكن الدفاع عن محتواها عكس السابقة التي تطرقنا إليها والتي تظهر مشهد قتل من لعبة إلكترونية تسمح فيس بوك بتداولها.
هذه الصورة تظهر لنا مشهد قتل قبيح يتضمن إمرأة تنظف أثار دماء قتل رجل وقد علقت جثته بجوار الثلاجة، هذه الأخيرة تتضمن رأسه المفصول عن جسده.
الصورة رغم أنها فنية وليست حقيقية، إلا أنها بشعة وتتضمن رسائل كراهية وحث على العنف، منها العنف ضد الرجال وهي الأفكار التي يمكن أن تقتنع بها النساء التي مررن حديثا من علاقة فاشلة، وللأسف فيس بوك لا يمنع خطاب الكراهية الذي يمارسه الجنسين إتجاه بعضهما البعض.
صورة أخرى وصدمة أخرى سنتعلم فيها كيف أن فيس بوك متواطئ مع الترويج للتعذيب والقتل و الإضطهاد، وهذه الصورة تظهر لنا مسجونين ملثمين ومكدسين على بعضهم البعض وخلفهم السجانين، إمرأة ورجل يبتسمان وفي غاية السعادة.
يفترض في حالة تداول مثل هذه الصورة وقيامي بالتبليغ عنها أن لا يفكر فريق الرقابة ولو لثانية ويقوم بحذفها في التو والحين، لكن ليس هذا ما يحدث، الشبكة ترحب بالمزيد من هذه الصور للأسف.
ماذا إن تمكن أحدهم من فتح صندوق قبر ميت وإلتقاط صورة له ومن ثم قام بنشرها على فيس بوك، سيكون هذا مؤلما لمعظم المستخدمين الذين يصادفون هذه النوعية من الصور وسيكون مؤلما اكثر لهؤلاء الذين يعرفون الميت شخصيا أو لديهم علاقة قرابة به.
الإبلاغ عن هذه الصورة لحذفها لن يأتي بنتيجة ايجابية للأسف، الشركة ستتجاهل إبلاغك وكأنها تدعوك للتألم في صمت.
ومن المحتويات الشائعة بهذا الموقع نجد الصور التي تسخر من اصحاب البشرة السمراء والسود، وهي محتويات عنصرية بامتياز تعتبرها الشركة الأمريكية مقبولة ضمن حرية التعبير.
في مثل هذه الصورة الساخرة العنصرية لا يفعل فيس بوك أي شيء سوى تجاهل التبليغات عنها وتركها تنتشر.
في النهاية كانت هذه أبرز الأمثلة لقرارات فيس بوك الغريبة اتجاه التبليغات التي يتلقاها بالملايين يوميا وهي التي تظهر لنا الوجه القبيح لهذه الشبكة الإجتماعية، وأن الحرب الإعلامية عليها وموجة انسحاب المزيد من الأشخاص منها ليست مؤامرة بل نتيجة للفوضى والظلم الذي تمارسه.