كيف سيطور ميناء الناظور الجديد مدينة وجدة والجهة الشرقية؟

كيف سيطور ميناء الناظور الجديد مدينة وجدة والجهة الشرقية؟

بعد نجاح ميناء طنجة الذي يعد الأكبر في أفريقيا ومحطة أساسية في التجارة بين القارة السمراء والعالم، تستمر أشغال بناء ميناء الناظور الجديد الذي تعول عليه الجهة الشرقية.

وبينما تحولت طنجة إلى مدينة الوظائف التي يلجأ إليها الكثير من الشباب للعمل في مصانع شركات الصناعة والإستيراد والتصدير، ينتظر أن تكون الناظور نظيرتها الشرقية في شمال المغرب.

مثل ميناء طنجة لن يكون فقط ميناء للتصدير والإستيراد لكنه سيتضمن الكثير من المصانع والمشاريع التي توظف آلاف الشباب، وسيكون له تأثير إيجابي على مدينة وجدة والجهة الشرقية.

لماذا ستستفيد مدينة وجدة والجهة الشرقية؟

تبعد مدينة وجدة التي تعتبر العاصمة الشرقية للمغرب بحوالي 137 كيلومتر، وهذا يعني رحلة بحوالي ساعتين ونصف حسب الطريق المتاح حاليا، فيما يستغرق الطريق بين الميناء ووجدة 3 ساعات إلا ربع.

هناك تجارة تربط بين المدينة الساحلية المميزة ومدينة وجدة والمدن الأخرى المحيطة بهما، وهي تجارة ستتنامى بشكل تلقائي مع انطلاق ميناء الناظور الجديد.

ينتمي إقليم الناظور إلى الجهة الشرقية المكونة أيضا من عمالة وجدة وإقليم بركان وإقليم تاوريرت وإقليم جرادة وإقليم فكيك وإقليم الدريوش.

وتعد مدينة وجدة صناعية حيث تتضمن العديد من الورش الصناعية الصاعدة، وتعد تكنوبول وجدة من المحطات الصناعية المهمة في المنطقة، حيث تتضمن منطقة حرة للتصدير ممتدة على مساحة 40 هكتار على مقربة من مطار وجدة.

وينتظر أن تستقطب المدينة مصانع عديدة لصناعة أجزاء السيارات وتجميعها إضافة إلى مشاريع مختلفة مخصصة للتصدير.

وتتمتع المنطقة الشرقية بقوة بشرية مهمة من شأنها ان تساهم في الثورة الصناعية والتكنولوجيا التي يتبناه المغرب من خلال مشاريعه.

تحسين شبكة الطرقات بين وجدة والناظور

في بداية الصيف الحالي تم تدشين بناء الطريق السيار كرسيف-الناظور وهو الذي سيمكن الجهة الشرقية بميناء الناظور الجديد وسيرع من عمليات النقل.

وسيرتبط هذا الطريق السريع بشبكة الطرقات الوطنية الموجودة في المنطقة بما فيها الطريق السريع وجدة الناظور، وهي خطوة مهمة لجعل نقل البضائع والسلع والتنقل في الجهة أفضل من المستوى الحالي.

وتعد هذه خطوة مهمة للغاية، حيث بدون توفر طرقات جيدة لنقل السلع، ستفوز مدينة الناظور بأغلبية مشاريع الصناعة وتخسر وجدة والمدن الأخرى عدد من المشاريع وهذا يتعارض مع الرؤية الملكية لتنمية الجهة الشرقية.

وستتقاسم الناظور ومدينة وجدة حصة الأسد من المشاريع الصناعية التي ستأتي إلى الجهة الشرقية، على أن تستفيد مدن أخرى في المنطقة.

تحسين الطرق سيكون له تأثير إيجابي على حركة السكان والسياح في المنطقة، وسيزيد من النقل العمومي والخاص في المنطقة وبالتالي رواج محطات الوقود والمطاعم والخدمات ذات الصلة.

توفير بديل للتهريب والمخدرات والأنشطة غير القانونية:

تعاني الجهة الشرقية من معدل بطالة مرتفع مقارنة ببقية الجهات، ومن المنتظر أن يفتتح ميناء الناظور الجديد عام 2024، وقد بدأت وجدة في استقطاب المشاريع تمهيدا للمرحلة القادمة.

وتعيش الكثير من الأسر في هذه المدينة ونواحيها على تهريب السلع الجزائرية إلى الأسواق المحلية وهو ما يضر السلع المغربية والمنتجات القانونية.

ومن جهة أخرى هناك نشاط مستمر لعصابات المخدرات والتهريب بين المغرب والجزائر بشكل مستمر، بحيث تدخل أنواع من المخدرات والأدوية المهربة إلى المغرب، ويتم تهريب مخدرات ومنتجات أخرى إلى الجزائر.

وعانت محطات الوقود في المنطقة من انتشار الوقود المهرب والذي يتوفر بأسعار رخيصة، حيث يتم تهريبه من الجزائر.

ومن خلال بناء مصانع وتوظيف آلاف الشباب وتحسين البنية التحتية يمكن لمدينة وجدة أن تتغير بشكل كلي بحلول العقد القادم، وتصبح الأنشطة غير القانونية أقل انتشارا من الوضع الحالي.

الميناء بديل الحدود المغلقة:

عندما كانت الحدود المغربية الجزائرية مفتوحة كانت المنطقة تتمتع برواج كبير لدرجة أن أسعار العقارات والأراضي ارتفعت بشكل جنوني، وتستقطب المدينة آلاف السياح الجزائريين والمتسوقون الذين يأتون لشراء البضائع وبيع ما لديهم من منتجات أيضا.

وتعد وجدة أكثر مدينة متضررة من اغلاق الحدود، ويقابلها على الجهة الأخرى المدن الحدودية الجزائرية التي تضررت للسبب نفسه.

لكن ميناء الناظور الجديد يعد بارقة أمل للشباب وسكان الجهة الشرقية، وهو ما يعني أن الكثير منهم لن يضطر للسفر إلى الدار البيضاء وطنجة وأكادير ومراكش للعثور على العمل.

إقرأ أيضا:

حقائق عن ميناء طنجة المتوسط أفضل ميناء في أفريقيا

إنتاج الطاقة المتجددة في المغرب وتصدير الكهرباء إلى أوروبا

إجراءات المغرب لمنع تكرار حرائق غابات الجزائر

لماذا المغرب أفضل من الجزائر فلاحيا ويمكنه أن يتفوق عربيا؟

لا حرب بين المغرب والجزائر ولا فتح الحدود أيضا

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز