شكل وباء كورونا الذي يهدد الآن بأسوأ كساد اقتصادي منذ الحرب العالمية الثانية صدمة لمن تعود على الاستقرار الدولي المستمر لسنوات طويلة تحث مظلة النظام العالمي الراهن.
وبالرغم من تطوير التوقعات وتحديد الإحتمالات وأهميتها للشركات والأفراد في صياغة خطط نمو واضحة، يمكن لعالمنا أن يشهد أوبئة أو حروب جديدة والكساد الاقتصادي واضطرابات المناخ بشكل أكبر.
إليك كيف تتصرف الشركات بشكل أفضل في الأوبئة والحروب والأزمات؟
علاقات جيدة بمجلس الإدارة
من الأهمية بمكان أن يبني الرؤساء التنفيذيون علاقة قوية وصحية مع مجلس إدارتهم حتى يتمكنوا من إدارة مجلس إدارتهم خلال الأوقات المضطربة لتحقيق التوافق والنجاح.
في الأزمات تختلف الطريقة التي يتبناها كل شخص لمواجهة الأوقات العصيبة، ما يجعل العلاقات متوترة خصوصا بين الأشخاص المختلفين.
في وباء كورونا فضل البعض إيقاف الأعمال والمصانع، فيما يصر البعض الآخر على زيادة الإنفاق والإنتاج والإنتقال بشكل أسرع إلى العمل عن بعد واستخدام الروبوتات في المصانع، لتصطدم العقليتين القديمة والجديدة.
العلاقة بين مجلس الإدارة والمدير التنفيذي تقوم على الثقة والاحترام، خذ الوقت الكافي للتحدث مع مجلس الإدارة للتأكد من أن لديهم ولديك نفس التوقعات.
كيف سيبدو النجاح والأداء الجيد في هذه الأوقات المختلفة؟ وضح الافتراضات وأدرك أن التوقعات الواضحة المتفق عليها بين مجلس الإدارة والمدير التنفيذي هي وصفة للنجاح تمامًا كما قد يؤدي الافتراض والتخمين إلى كارثة.
لا داعي للذعر والإرتباك
هناك أكثر من سبب يهيئ المرء كي لا يرتبك عند الأزمات، أولها أن يكون على علم مسبق بأن كل شيء وارد وأن عالمنا يتغير بسرعة وأن المفاهيم تتقادم وطرق التفكير يجب أن تختلف ويجب إيجاد حلول جديدة.
ومن جهة أخرى ينبغي أن ندرك أيضا أن الأزمات تحدث دائما وهي فرصة من أجل تغيير المسار أو فهم أمور جديدة وأن تحقيق الأرباح منها ممكنة.
بدون هذه العقلية، سيدفعك الذعر للقيام بردة فعل دفاعية، قد تكون متهورة وستكلفك الكثير على المدى الطويل.
قول الحقيقة والشفافية أمر مهم
عند الحديث عن الخسائر والأرباح والإحتمالات الممكنة ينبغي أن تكون هناك مصداقية ووضح سواء مع مجلس الإدارة والمستثمرين أو مع الموظفين.
فكر في الحاجة إلى بناء الثقة والمصداقية مع مجلس الإدارة بأنك وفريقك لديك القوة للفوز في عالم من الفرص المختلفة.
الثقة والصدق والانفتاح من خلال التواصل الواضح والمنتظم مع مجلس الإدارة أمر بالغ الأهمية، لكن ينبغي أن تكون ذات مصداقية أيضا مع الموظفين وفريق عملك.
لا تضيع فرص الأزمة
أدت الحاجة إلى التحرك بسرعة وكسر الأشياء من أجل التكيف والاستجابة للصدمة الصحية والاقتصادية إلى زيادة وتيرة الإبتكار.
أظهر الرؤساء التنفيذيون الناجحون استعدادهم للتغلب على الجمود وإجراء التغييرات التي ستمكّن أعمالهم من الانتقال من البقاء إلى الازدهار في عالم مختلف.
فكر في ما يعمل بشكل جيد وما لم يعد يعمل، وابدأ رحلة التغييرات التي تطرأ على الأشخاص والعمليات والأدوات والتكنولوجيا التي ستمكن عملك من الإزدهار تحت قيادتك.
في زمن كورونا وما بعده ستسير الأعمال بشكل مختلف عن السابق، ولهذا السبب ينبغي أن تضع استراتيجية أو خطة مختلفة عن السابق وتركز على التقنيات الجديدة والعمل عن بعد وخدمات الشحن.
لقد ساعدتنا الأزمة الجديدة على التأكد من ان النقود الرقمية هي المستقبل وكذلك الميتافيرس والتقنيات الجديدة والتجارة الإلكترونية وأن من يسير وفق القواعد القديمة سيعاني كثيرا في السنوات القادمة.
هذه ليست أول أزمة ولن تكون الأخيرة
حتى لو حدث الكساد الإقتصادي وحصلت حرب واسعة النطاق بين القوى العالمية، هذه ليست أول أزمة ولن تكون الأخيرة وستستمر الحياة وفق قواعد وتوازنات جديدة.
من الأكيد أن النظام المالي العالمي السائد يحتاج إلى تعديلات كبيرة كي يستمر، كما أن القوى العالمية الصاعدة تتطلع للمزيد من النفوذ.
عالم الشركات يتغير حيث تحرز الشركات الكبرى والعملاقة تقدما هائلا بالرغم جهود التنظيم وقوى السلطات التي تتدخل لمنع الإحتكار والحفاظ على مصالح الشركات الصغيرة، لكن أيضا الكثير من الشركات الناشئة ازدهرت في فترة كورونا خصوصا تلك العاملة في مجالات الرعاية الصحية والتحول الرقمي والتجارة الإلكترونية والروبوتات.
ما من مشكلة ان يتم إعادة تعريف الشركة والتوسع إلى مجالات ومنتجات جديدة هي التي تخدم احتياجات السوق مستقبلا، فملا شركات النفط عليها أن تستثمر في الطاقات المتجددة واتناج الهيدروجين، وهكذا يمكنها أن تستفيد من التحول الجديد ولا تسقط نحو الإفلاس.
إقرأ أيضا:
إدارة الأزمات: أكبر خطأ يساعد على انتشار فيروس كورونا والأوبئة
5 أدبيات بسيطة لإدارة الأزمات في الشركات الناشئة
7 خطوات تقودك إلى إدارة الأزمات بنجاح
مميزات العزوبية في زمن الأزمات المالية والإقتصادية
مميزات التشاؤم في عالم الإستثمار والأسهم والأزمات