كان هدف الدوحة استقطاب أكثر من 3 مليون زائر دولي في كأس العالم 2022 لكن الرقم الحقيقي والنهائي أقل من مليون زائر وهناك أسباب عديدة ضربت جهود الدوحة.
أكد تقرير للجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم إن قطر استقبلت أكثر من 765 ألف زائر خلال أول أسبوعين من البطولة، وقد تراجعت توقعات الدوحة إلى 1.4 مليون مشجع في أحسن الأحوال، فيما أكدت في أحدث الأرقام أن عدد الزوار وصل إلى أكثر من 1.4 مليون مشجع.
تعد قطر دولة خليجية صغيرة، لذا يصعب بالفعل ملاحظة أن الإقبال الجماهيري كان قليلا في البطولة ولا يمكن ملاحظته بالعين المجردة، لكن الإحصائيات الرسمية من فيفا والسلطات تظهر انخفاضا كبيرا مقارنة مع كأس العالم 2018 الذي حضر إليه 3.31 مليون زائر.
إليك أسباب فشل نسخة قطر في استقطاب الأهداف المعلنة سابقا وعدم تجاوز عدد الزوار مليون مشجعا؟
قطر ليست دولة كروية قوية
على خريطة كرة القدم هناك دول معروفة بهذه اللعبة مثل الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية ويمكن أيضا لأفريقيا وامريكا الشمالية أن تستقطب الكثير من الزوار وهي معروفة بمنتخباتها في المحفل الدولي لكن ليس قطر.
كان منتخبها سيئا للغاية في دور المجموعات وحقق أرقاما سلبية أكدت للجميع على أن الدوحة ما كان عليها أن تبحث عن استضافة هذا الحدث العالمي.
استثمرت الدوحة أكثر من 220 مليون دولار لاستضافة مونديال 2022 وعملت على تنويع مصادر دخلها بعيدا عن الغاز وهي إلى حد الآن تعتمد على المحروقات وتريد أن تتحول إلى دولة سياحية ورياضية كبرى، ولديها استثمارات كبرى في الكرة الأوروبية من بوابة باريس سان جيرمان الفرنسي.
كأس العالم شتاء فكرة سيئة
من المعلوم أن درجات الحرارة عادة ما تكون مرتفعة في الخليج العربي خلال الصيف، لهذا غيرت الفيفا القواعد وأجلت البطولة إلى ما بين نوفمبر وديسمبر هذا العام.
لكن الكثير من الناس حول العالم حاليا لا يمكنهم الحصول على اجازات للسفر إلى أي دولة أخرى وفقط فئة من الناس قبلوا بالعمل صيفا على أن يحصلوا على اجازاتهم في هذا الوقت من أجل بطولة قطر.
حظيت البطولة بمتابعة قياسية عبر التلفزيون ومواقع الإنترنت، خصوصا مع حدوث المفاجآت في كأس العالم والتي يعود عدد منها إلى قلة مشجعي المنتخبات الكبرى والأقوى في البطولة لصالح منتخبات أفريقية وعربية وآسيوية.
مخاوف من ثقافة قطر وممارساتها ضد الآخر
مع انتشار الأخبار التي تفيد بأن الخمور محرمة والعلاقات المثلية أيضا والعلاقات غير الزواج وأن السلطات في قطر تعاقب أي شخص لا يحترم الثقافة الإسلامية المحافظة، فقد ألغى أكثر من مليون مشجع إضافي فكرة السفر إلى قطر.
تسامحت الدوحة لاحقا مع المشجعات بثياب شبه عارية في الملاعب لكن الوقت قد فات بالنسبة للكثير من المشجعين الذين يعتقدون أن قطر دولة محافظة جدا.
كانت أيضا التقارير التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام العمال في ظروف سيئة قاتلة ودفعت كثيرين لمقاطعة المونديال.
الأزمة الاقتصادية العالمية
بعد وباء كورونا الذي تسبب في فوضى بسلاسل التوريد، ومن ثم التضخم الكبير بسبب ارتفاع الطلب وارتفاع المعروض النقدي أيضا، ثم حرب أوكرانيا التي زادت الطين بلة، يبدو أن الكثير من عشاق كرة القدم لا يستطيعون انفاق آلاف الدولارات لقضاء شهر كامل في قطر.
تكاليف غرف الفنادق أيضا كانت عالية في الأيام الأولى بالبطولة قبل أن تتراجع مع رحيل المشجعين الذين خرجت منتخباتهم من المنافسة وارتفاع عدد الغرف الشاغرة.
هناك تباطؤ عالمي اقتصادي وخطر بداية الركود في الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والصين لذا فإن الإنفاق على الترفيه والسياحة حاليا ليس في أعلى مستوياته.
لا يزال قطاع السفر الجوي والدولي مضطربا عالميا بسبب تداعيات وباء كورونا، ورغم التعافي المتسارع لهذا القطاع إلا أنه لا يزال يحتاج لوقت ليعود إلى حالته قبل الوباء.
إقرأ أيضا:
فضيحة رشاوي قطر من كأس العالم إلى قلب الإتحاد الأوروبي
مؤامرة الفيفا ضد المغرب وفرنسا كي يفوز ميسي بكأس العالم 2022
نصرة الإسلام من تدمير سوريا إلى كأس العالم بقطر
المبلغ المالي الذي دفعته قطر لكل مشجع مزيف ساند المنتخب القطري
كل ما نعرفه عن فساد الفيفا لتنظيم كأس العالم في قطر
منتخب قطر ضعيف ومنفوخ وليس لديه جمهور حقيقي
أكاذيب منشورات نصرة الإسلام وفلسطين في مونديال قطر 2022
كأس العالم في قطر: كرة القدم من الإستعمار إلى الديكتاتورية
انسحاب قطر من أوبك.. هل ستعود مجددا؟