أحدث المقالات

كيف تقضين يوم ترفيهي رائع في أبوظبي؟

أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، هي واحدة من أبرز...

اغلاق قناة الحرة انتكاسة للإعلام الحر والتنوير العربي

من الممكن أن نشهد في العام الحالي اغلاق قناة...

الليرة التركية تنهار أسرع من الجنيه المصري ويقتربان من التعادل

في مشهد اقتصادي متسارع ومثير للقلق، تواصل الليرة التركية...

من هو مخترع بطاريات الليثيوم؟ نهاية كذبة رشيد اليزمي

في السنوات الأخيرة نشرت وسائل الإعلام المغربية وحتى العربية...

أصل سكان تونس والجزائر: التونسيين والجزائريين أبناء أوروبا

في تقرير نشرته مجلة Nature حول "الحمض النووي القديم...

كل شيء عن صناعة زيت أركان في المغرب

كل شيء عن صناعة زيت أركان في المغرب

يعد زيت أركان من أكثر الزيوت ندرة في العالم حيث أشجار ثماره لا تزرع بل تنبت بشكل طبيعي في بعض المناطق وأغلبها في المغرب.

وتعد جهة سوس ماسة درعة بجنوب المغرب مناطق انتشار هذه الأشجار وحتى صناعة زيت أركان، وهي المناطق المحيطة والقريبة لمدينة أكادير.

ويتزايد الطلب على هذا الزيت، في الوقت الذي فشلت فيه العشرات من محاولات زرع أشجار أركان في مناطق غير تلك التي يتواجد بها.

والحقيقة أن هذا الزيت أصبح ذهبا في الأسواق العالمية حيث زاد الطلب عليه بشكل كبير خصوصا من شركات صناعة مستحضرات التجميل.

  • لماذا يرتفع الطلب على زيت أركان؟

يستخدم هذا الزيت في الطعام خصوصا في إضافته إلى اللبن الذي يسكب على الكسكس ويؤكل وهو لذيذ، لكن أيضا يستخدم مثل زيت الزيتون في الأكل سواء بإضافته لبعض الأطعمة أو اضافته إلى الخبز.

ويستخدم أيضا لترطيب الوجوه لدى النساء وحتى استخدامه للشعر وكمرطب وملمع أيضا، وتعتقد الكثير من النساء المهتمات بالتجميل والجمال بأن هذا الزيت له أثر سحري على البشرة والشعر وربما هو سر جمال المغربيات.

ينتشر ذلك الإعتقاد في الخليج العربي وحتى لدى الكثير من الأوروبيات، لهذا تقبل تلك النسوة على شراء الزيت وطلب الحصول عليه عبر الإنترنت.

  • أطراف صناعة زيت أركان

هناك العديد من الأطراف التي تستفيد من هذه الصناعة، وهم كالتالي:

أصحاب الأراضي الزراعية التي يتواجد عليها أركان: في أرياف المغرب وخصوصا في سوس ماسة درعا وحتى بعض المناطق شمال البلاد، تتواجد هذه الأشجار في الجبال والبرية وعلى أراضي مقسمة بين السكان، تلك الساكنة هي التي تعمل على جمع الثمار وقطفها في الصيف.

النساء العاملات في استخراج الزيت من الثمار: تعمل العشرات من النساء من بيوتهن وأيضا في جمعيات محليات على استخراج الزيت من الثمار بعد تجفيفها، وتبيع تلك النساء الزيت بأسعار متفق عليها محليا إذا كانت الثمار ملكهن أو يعملن بمقابل مادي للساعة أو شهريا.

الشركات والجمعيات: تحصل هذه الأطراف على الإنتاج المحلي وتقوم بتعليبه وتسويقه في الأسواق المحلية والعالمية، وتبيعه بأسعار أكبر لتحصل على هامش ربح يصل إلى نسب كبيرة في أحيانا كثيرة.

المستهلكين: في النهاية يحتاج المستهلك إلى هذا الزيت سواء للأكل أو التجميل.

  • كيف يتم صناعة زيت أركان

في المناطق التي تنتشر بها هذه الزراعة على نطاق واسع، لا يتم فيها زراعة أشجار أركان، بل تنبت لوحدها وربما بتدخل السناجب وقطيع الماعز الذين يأكلون بعد ثمارها ويرمون نواتها، وهكذا تنتشر هذه الأشجار في مساحات لم تكن بها بنفس المنطقة.

في الصيف تصل ثمار أركان إلى النضج فتتساقط تحث أشجارها، ويأتي السكان لجمعها، وقد تقاسم هؤلاء منذ الأجداد تلك الأشجار فيما بينهم.

ولاحقا يتم جمعها في ساحات لتتعرض لأشعة الشمس لأيام أو حتى بضعة أسابيع كي تجف، ثم يتم جمعها وتخزينها.

وخلال الخريف تبدأ النساء في استخراج الزيت من تلك الثمار، عبر تكسير ثمرات أشجار أركان حتى يحصلن على البذور الموجودة بداخل قشرة صلبة في داخلها.

ويتم طحن تلك البذور وتحويلها إلى الزيوت فيما تستخدم المكونات الأخرى سواء للتدفئة أو حتى التزيين.

وتستمر تلك العملية يوميا حسب الطلب وحسب كميات الثمار التي تم تخزينها، لهذا لا غرابة أن الصيف التالي يأتي ولا يزال بالمخزن الكثير من ثمار العام الماضي.

  • حجم صناعة زيت أركان في المغرب

تشغل هذه الصناعة المئات من النساء في البوادي والأرياف، وتعمل في القطاع أكثر من 300 شركة صغيرة وتعاونيات كثيرة.

وتستخدم هذه المادة للأسف من قبل شركات التسويق الشبكي، التي لا تسعى إلى بيع زيت أركان بقدر ما تستخدم شراؤه كثمن للإنضمام إلى شبكات ربحية يعتمد فيها الربح على ضم المزيد من الأشخاص.

تنتشر أكثر من 18 مليون شجرة أركان في منطقة تمتد بين مدينتي الصويرة وأكادير وتغطي مساحة ضخمة تتجاوز ثلاثة أرباع مليون هكتار.

تحظى أشجار اركان بالحماية من السلطات كما أعلنت أعلنت منظمة اليونسكو للتربية والثقافة والعلوم، التابعة للأمم المتحدة منذ 1999، مساحة الأرض التي تنبت فيها أشجار الأركان جنوب المغرب محمية طبيعية.

وتنتشر في المغرب صيدليات ومحلات أركان، وهي التي لا تبيع الزيوت فحسب بل أيضا مستحضرات التجميل والأدوية الطبيعة التي تم صناعتها من الزيت نفسه.

يصل سعر لتر اركان الأصلي إلى 300 درهم مغربي أي حوالي 30 دولار ويمكن أن يرتفع أحيانا في مواسم الجفاف أو قلة الإنتاج وتزايد الطلب عليه.

يتوقع أن يصل الإنتاج العالمي، الذي يأتي معظمه من المغرب إلى 19623 طنا، أو ما يعادل 1.79 مليار دولار أمريكي بحلول 2022.

  • انتاج أركان مقابل سعر زهيد

رغم أن زيت أركان ليس رخيصا، فإن عملية إنتاجه ليست مكلفة، وهذا لأن الجمعيات والمؤسسات التي تشغل النساء في هذا المجال سيطرت على موضوع الأسعار والرواتب.

تشتري هذه الجمعيات الثمار من مالكيها بأسعار ضعيفة إلى مقبولة، ومن ثم توظف العشرات من النساء للعمل بمقابل أجور متواضعة.

تجلس النساء العاملات في هذه الجمعيات بغرف واسعة كل واحد بالقرب من الأخرى، وامام كل واحدة منهن كمية من الثمار، وحضر كبير تضع عليه الثمرة التي تقوم بتكسريها باستخدام حجرة صغيرة، وترمي القشرة غير المفيدة فيما تجمع الحبوب الموجودة بداخلها.

وهناك نساء يعملن على تعصير ما تم التوصل إليه وتحويله إلى زيت وحتى استخدام بعض الكميات لإنتاج أملو.

 

نهاية المقال:

هذه هي قصة صناعة زيت أركان من خلال معرفتي بها، الزيت الذي أبهر الأوروبيين وتعتقد الخليجيات بأنه سر جمال المغربيات.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)