مثل السعودية ودول الجوار، لدى قطر هي الأخرى رؤية قطر 2030 وهي خطة طموحة للإنتقال إلى عصر ما بعد النفط والغاز الطبيعي.
وتعد قطر أكبر منتج للغاز المسال في العالم، ولديها احتياطات مهمة، وهي تبحث عن طريقة لتصديره نحو أوروبا، رغم فشل مشروع أنبوب الغاز الذي سيمر عبر شمال سوريا نحو تركيا ومنه إلى الإتحاد الأوروبي.
غير أن التحدي الواضح هنا لا يتعلق فقط بالصراع الجيوسياسي على مصادر الطاقة في الشرق الأوسط، بل تغير عالمي متسارع نحو الطاقات النظيفة.
وهذا يعني أن الغاز الطبيعي سيتراجع في السنوات القادمة كنتيجة مباشرة لتراجع النفط، وتنامي الطاقات المتجددة، ولهذا السبب تبنت الدوحة رؤية قطر 2030.
4 ركائز مهمة لرؤية 2030:
الركيزة الأولى لاستراتيجية رؤية قطر 2030 هي التنمية البشرية، حيث تركز الدولة القطرية على تنمية المواطن القطري، والتوطين في المجالات السيادية والحساسة.
وهذا يعني تطوير التعليم والصحة والخدمات الأساسية والتكوين البشرية والإستثمار في البشر وتوفير حياة أفضل لهم.
أما الركيزة الثانية فهي التنمية الإجتماعية، وهي التي تستهدف تطوير مجتمع آمن ومتعايش مع مختلف الثقافات التي تتواجد في البلاد، وتحسين حقوق العمال الأجانب.
وبالنسبة للركيزة الثالثة فهي تركز على بناء اقتصاد أفضل والحفاظ على الدخل المرتفع للمواطن ونصيبه الجيد، إضافة إلى حل المشاكل المالية.
وهذا يعني التركيز على قطاعات مهمة مثل السياحة والتكنولوجيا والعقارات، وليس فقط الصناعات البتروكيماوية.
وفي الأخير هناك التنمية البيئة، حيث تسعى قطر إلى أن تتحول من دولة ملوثة للبيئة بسبب استخراج الغاز والنفط في البر والبحر، إلى دولة صديقة للبيئة.
يمكنك تنزيل ملف رؤية 2030 قطر من هنا.
استقطاب الإستثمارات وبناء مركز مالي مهم:
يسعى مركز قطر للمال إلى جذب 25 مليار دولار من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بحلول عام 2022، بحسب ما قاله الرئيس التنفيذي يوسف الجيدة لشبكة CNBC يوم الأربعاء.
يأتي ذلك بعد أسبوع من إعادة المملكة العربية السعودية العلاقات الدبلوماسية مع قطر المجاورة، منهية أكثر من ثلاث سنوات من الحصار المفروض على الدولة الصغيرة الغنية بالغاز.
وأضاف: “أعتقد أن التأثير سيكون إيجابيًا على التجارة، مما يعني أن الدول ستعمل عن كثب مع بعضها البعض”.
وتتنافس الدوحة مع المراكز المالية العالمية في المنطقة بما في ذلك دبي في الإمارات العربية المتحدة والعاصمة السعودية الرياض.
تواجه دبي، إحدى مراكز النقل والسياحة في المنطقة، منافسة جديدة من الرياض ومنافسة مهمة من قطر.
تحاول المملكة العربية السعودية جذب الشركات متعددة الجنسيات إلى العاصمة كجزء من خطة رؤية 2030 الطموحة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع اقتصاد المملكة.
وقال الجيده إن تفوق الدوحة على منافسيها هو الدافع لتطوير التمويل الإسلامي والتكنولوجيا المالية، فضلا عن الخدمات المالية بشكل عام.
وقال إن هدف الاستثمار الأجنبي المباشر الطموح للمركز المالي – إلى جانب هدف خلق 10000 وظيفة جديدة وأكثر من 1000 شركة بحلول عام 2022 – سيحصل على دفعة من الإنفراج الخليجي.
مجلس التعاون الخليجي المكون من 6 دول هو تحالف سياسي واقتصادي واجتماعي يضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وعمان وقطر.
وفقًا للبنك الدولي، من المتوقع أن ينمو الإقتصاد القطري بنسبة 3٪ في عام 2021، وهو الأفضل بين دول مجلس التعاون الخليجي.
الرقمنة والتكنولوجيا في قطر:
تسارعت وثيرة الرقمنة في قطر خلال السنوات الأخيرة، ويسعى هذا البلد إلى تبني أحدث التقنيات بما فيها بلوك تشين والتقنيات الحديثة.
تركز شركات التكنولوجيا المالية في قطر على تحسين تجربة العملاء من خلال توفير خدمات مالية أكثر سهولة.
يساعد مقدمو حلول التكنولوجيا المالية في تمكين قدر أكبر من الشمول المالي، وخفض التكاليف التشغيلية، وتقديم أمان أفضل للتطبيقات.
قد تعمل حلول التكنولوجيا المالية، بما فيها تقنية بلوك تشين والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول على تحسين إمكانية الوصول إلى التمويل الإسلامي للشركات الصغيرة دون الحاجة إلى إجراء الكثير من التغييرات على عقود الصكوك الحالية والمنتجات الإسلامية التقليدية الأخرى.
تقدم الحكومات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي برامج Sandbox، والتي تسمح لشركات Fintech باختبار منتجاتها في السوق الحقيقي، يجب أن تساعد هذه البرامج أيضًا في دعم نمو قطاع التمويل الإسلامي في البلاد.
تم إطلاق العديد من الحاضنات ومشاريع تسريع التكنولوجيا المالية. أصبحت هذه البرامج جزءًا مهمًا من النظام البيئي التكنولوجي المالي في قطر.
تساعد البرامج ضمن رؤية قطر 2030 أيضًا الشركات الناشئة والشركات في المرحلة المبكرة من خلال تزويدهم أو مساعدتهم في تأمين الموارد التي يحتاجونها لتوسيع عملياتهم التجارية.
تعمل شركات التكنولوجيا المالية التي تتخذ من قطر مقراً لها بشكل تعاوني مع الجامعات المحلية والمؤسسات المالية والهيئات التنظيمية.
من جهة أخرى تأمل قطر في استقطاب مكاتب الشركات العالمية والشركات الناشئة أكثر كما يحصل في دبي بالإمارات العربية المتحدة.
إقرأ أيضا:
أزمة اقتصاد قطر وفرصة المصالحة السعودية القطرية
قطر لن تنقذ تركيا التي باعت 10% من بورصتها للدوحة
استثمار قطر في مصر … طز في القطيعة السياسية
كل شيء عن رؤية 2030 المملكة العربية السعودية