لا يوجد مشروع تجاري ناجح إلا وكان الهدف من وراءه هي حل مشكلة معينة أو مجموعة من المشاكل التي يعاني منها فئة معينة من الناس.
هذه هي الحقيقة التي لا يعرفها الكثير من الناس وحتى المهتمين بريادة الأعمال يجهلونها ما يجعل من الصعب عليهم بناء مشاريع وشركات ناجحة.
حياتنا تزخر بالمشاكل والعالم غارق فيها وعوض التقاعس والاستسلام في حلها، رواد الأعمال الناجحون يستغلونها لتقديم قيمة إضافية لمجتمعاتهم.
كسب المال من خلال حل مشاكل الناس وأزماتهم هو ما نفعله جميعا كموظفين وكمهنيين وكأصحاب المشاريع التجارية أيضا.
-
كيف يتم ذلك؟
الأمثلة لا تنتهي، لكن سنبدأ من متجر الحي والذي يحل مشكلة مهمة للساكنة وهي توفير المواد الغذائية لهم دون حاجتهم لقطع مسافات كبيرة للتسوق والتبضع، إلى حارس العمارة والذي يسهر على الأمن العام للمنشأة ويحمي ممتلكات السكان من السرقة.
ولا ننسى منظف الشوارع الذي يعمل على إزالة الأزبال والمساعدة في منع تحول الشوارع والأحياء إلى أماكن مقيتة كريهة وسيئة.
على الإنترنت جوجل حلت مشاكل عديدة أشهرها صعوبة الوصول إلى المعلومات والحصول على الأجوبة على شبكة الإنترنت، وجاءت الشبكات الإجتماعية والمنتديات لتحل مشكلة مهمة للناس وهي صعوبة ايصال رأيهم للمسؤولين وبناء العلاقات الإجتماعية والتعارف.
كل مهنة وكل مشروع تجاري وكل حرفة تحل مشكلة معينة، قد تكون صغيرة أو كبيرة، قليلة أو كثيرة، المهم أن هناك فئة من الناس يرغبون في تلك الخدمات التي تحل تلك المشكلات.
-
هذا هو التفكير الذي يجب أن تتبناه
الآن أعد النظر إلى محيطك، حيك ومدينتك ومجتمعك، ما هي المشاكل التي يعاني منها ويمكنك أن توفر لها حلولا؟
هناك الكثير من المشاكل منها ما يوجد في مجالك الذي تفهم فيه وتحبه ومنها ما يوجد في مجالات قد لا تكون على علم جيد بها.
هذه المشاكل هي فرص تجارية في الواقع، تنتظر منك فقط أن يكون لديك حل وتقدمه على شكل منتج أو خدمة للناس.
عندما تتبنى هذا التفكير ستنظر إلى المشاكل التي يعاني منها مجتمعك وعالمك بمثابة فرص تجارية لك يمكنك تحقيق الربح المادي منها.
وكما أشرنا فالشرط الأساسي أن يكون لديك حل لهذه المشكلة والشرط الثاني أن تصل إلى الفئة التي تعاني من هذه المشكلة.
-
هل يمكن أن تنجح هذه النظرية في عالمنا العربي؟
ما ينجح لدى العالم المتقدم يمكن أن ينجح هنا، وهذه النظرية التي تنتمي إلى عالم ريادة الأعمال هي في الواقع ناجحة عربيا.
هناك العديد من القصص الرائعة التي تؤكد لنا أنها هذا ممكن عربيا، لعل واحدة منها هي قصة الشيخ المرحوم سعود بهوان في سلطنة عمان الذي كان يتفقد أحد مشاريعه الخاصة بالسيارات وطرح حينها سؤالا على أحد السائقين حول حل لتعطل السيارة أثناء الليل خلال السفر، وكان رد السائق هو الانتظار حتى حلول الصباح.
الجواب لم يمر على الشيخ المرحوم سعود بهوان مرور الكرام بل دفعه إلى إنشاء مراكز خدمات تعمل على مدار الساعة وطوال أيام السنة توفر للعملاء حل مشاكل السيارات الخاصة بهم في أي وقت، وكان ذلك واحدا من أهم أسباب نجاحه.
هناك الكثير من رجال الأعمال في العالم العربي الذين بدأت مسيرتهم من خلال تقديم حل لمشكلة معينة ثم حولوا ذلك إلى عمل تجاري وأصبحوا يملكون مشاريع ضخمة والكثير من الموظفين والعاملين.
-
ما هي المشكلة التي ستقوم بحلها؟
هل عانيت من مشكلة معينة وتعرف حلا جيدا لها؟ يمكن أن تكون هذه فرصتك التجارية الكبرى ولا أبالغ إن قلت بأنها ربما فرصتك للثراء.
المشاكل والأزمات هي فرص كبرى، قلة من الناس يعرفون بقيمتها وما الذي تعنيه حقيقة، أما عامة الناس فإما يستغلونها للتهجم على الحكومات أو الاكتفاء بالدعاء!