كأس العالم 2018 على فيس بوك برعاية خطاب الكراهية ضد المرأة المحلية

فيس بوك: منصة خطاب الكراهية رقم 1 في العالم

حتى وإن كنت لا تستخدم فيس بوك ولا تتواجد فيه بشكل شخصي، يمكن لعملية تصفح واحدة وإلقاء نظرة على قسم الاستكشاف والبحث عن الصفحات الشهيرة وقراءة التعليقات أن تجد خطاب الكراهية واضحا وضوح الشمس على هذا الموقع.

منذ تأهل المنتخبات العربية الأربعة “المغرب – مصر – تونس – السعودية” إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا وفيس بوك يعيش حالة من الحديث الحماسي عن الحدث الرياضي الذي سيتابعه الملايين من الناس حول العالم.

العرب بصفة عامة يتمنون وصول المنتخبات العربية التي تأهلت إلى أبعد من الدور الأول من هذه المسابقة، والاستمرار لأطول فترة ممكنة.

وبالطبع هناك كثيرون يخططون من الآن للسفر إلى روسيا خلال الصيف القادم، وهناك عروض سفر بدأت تظهر من الآن على شكل منشورات ممولة للمهتمين، منها عروض مزيفة من جهات غير معتمدة وتلك مشكلة أخرى ضمن مشاكل هذه الموجة.

لكن المشكلة الأساسية التي نتحدث عنها هنا هي خطاب الكراهية ضد المرأة المحلية سواء المصرية أو المغربية أو السعودية أو التونسية أو غيرها من الجنسيات العربية والمحلية، وهي ظاهرة موجودة منذ سنوات لكنها أصبحت أكبر حجما في الوقت الحالي.

هناك مقاطع فيديو ومنشورات وحتى صفحات أسست للترويج للزواج للروسيات، وللأسف الترويج هذا مبني على التقليل من شأن المرأة المحلية.

المرأة المحلية في نظر تلك الصفحات كما تروج لها هي أنها مكلفة من الناحية المادية وغير متواضعة وطماعة، بينما المرأة الروسية لن تكلفك الكثير فهي ترضى بالقليل وستصبر عليك طويلا، وبغض النظر إن كان ذلك صحيحا أو مجرد واحدة من الأكاذيب الأكثر انتشارا على الشبكات الإجتماعية، لا ينبغي التعميم فحب الماديات شائع لدى النساء والرجال على السواء وليس عيبا.

وهناك أعداد هائلة من المنشورات والتعليقات التي روجت لفوائد الزواج من الروسيات بالتأكيد على أن المرأة المغربية عاهرة وهو ما يعد امتدادا لخطاب الكراهية الذي يمارس ضد النساء في بلدان أخرى مشابهة مثل تونس ولبنان وحتى الجزائر ومصر.

يروجون أيضا للمرأة الروسية على أنها الأكثر جمالا مقارنة مع النساء المحليات، وتحصل بالزواج منها على الجمال وتفوز في الدنيا والآخرة بانضمامها إلى دين الإسلام، على أساس أنهم سيضمنون اقناعهن بتغيير دينهن من المسيحية أو الإلحاد إلى الإسلام.

في المقابل يرون أن المرأة المحلية ناقصة على مستوى الجمال بل ويصل البعض إلى وصفها بأنها كائن بشع ستخرجك من الإسلام وستجعل حياتك كلها أحزان، في دليل آخر على الاحتقار وممارسة خطاب الكراهية ضدهن.

المشكلة أن هذا الكلام يردده مختلف الذكور من مختلف الجنسيات العربية والمحلية، في تعليقاتهم ومنشوراتهم وهم سعداء وفخورين بذلك، ويتناقله الصغير والكبير والمراهق والشباب ما يشكل خطرا على أفكارهم وقد يعرض النساء المحليات للمزيد من العنف ضدهن ويشجع على الطلاق، وهذا طريق خاطئ.

 

نهاية المقال:

خطاب الكراهية ضد المرأة المحلية لأجل الروسيات أو لأجل أي شيء آخر هي حرب خاسرة وتافهة، عندما تصف المرأة المحلية بأنها مادية وطماعة وعاهرة وبشعة فهذا اعتراف منك بأن والدتك وبنات عائلتك بمن فيهن أخواتك ينطبق عليهن تلك الصفات، وهذا ما يسمى بمهاجمة نفسك بنفسك!

يمكنك أن تتزوج فتاة روسية أو من أي جنسية أخرى وفق رؤيتك وتفكيرك سواء كان مقنعا أو غير مقنع للآخرين، لكن لا تحتاج إلى ممارسة خطاب الكراهية ضد المرأة المحلية لتحقيق هذا الهدف فهذا غير موجود ضمن شروط اللعبة.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز