تلقت شركة جوجل ضربة قوية وغير متوقعة بعد أن نشرت صحيفة “تايمز” البريطانية تقريرا مطولا كشفت فيه عن ظهور الإعلانات على مقاطع يوتيوب لجماعات إرهابية وجهات تبث الفرقة وتحض على الكراهية وقتل الآخر ومنها جماعات متشددة مثلا داعش.
مباشرة بعد نشر هذا التقرير تلقفته الصحف البريطانية ووسائل الإعلام هناك والتي سارعت إلى نشر مقالات تدين فيه أخطاء جوجل، وبالطبع وصل الخبر إلى كبار المعلنين والشركات الإعلانية وحتى الحكومة البريطانية التي أصيبت بإحباط كبير لهذا السبب وقررت ايقاف حملاتها الإعلانية على منصتها الإعلانية Google AdWords والتي تستخدمها للترويج في المملكة المتحدة لرسائل التوعية والوصول إلى مختلف فئات الشعب البريطاني في المملكة.
هذا ما حدث بالضبط نهاية الأسبوع المنصرم، قبل أن تقدم وسائل الإعلام البريطانية وفي مقدمتها صحيفة الجارديان التي أعلنت ايقاف حملاتها الإعلانية على منصة جوجل، مبررة ذلك بالقول أنها فعلا رصدت إعلاناتها على مقاطع يوتيوب لمتشددين ومن جمات إرهابية مثل داعش.
بعدها أقدمت BBC هي الأخرى على ايقاف حملاتها الإعلانية وأعلنت المزيد من الصحف ووسائل الإعلام البريطانية سحب إعلاناتها من منصة جوجل الإعلانية، مطالبة اياها بإعادة النظر في سياساتها بخصوص عرض الإعلانات.
ومن المعلوم أن وسائل الإعلام تروج في هذه الإعلانات لمحتوياتها الإخبارية وكذلك الإنفاق على الترويج لنسختها المدفوعة من مواقعها الإلكترونية، وبهذه الطريقة تزيد من عائداتها وشهرتها، وبالتأكيد فإن ايقاف الحملات الإعلانية لن يسبب خسارة لجوجل فقط بل أيضا لهؤلاء المعلنين.
-
المملكة المتحدة هي ثاني أكبر سوق لشركة ألفابت بعد الولايات المتحدة الأمريكية
تكمن أهمية هذه القضية الساخنة في أن ساحتها الرئيسية هي المملكة المتحدة، ثاني أكبر سوق إعلانات بالنسبة لشركة ألفابت المالة لشركة جوجل الأمريكية.
وقد حققت 7.8 مليار دولار من الإعلانات في هذه السوق حيث تتمتع هناك بشعبية كبيرة وقاعدة هائلة من المعلنين والناشرين الكبار ولديها مصالح جد كبيرة مع هذه السوق الحيوية بالنسبة لها.
نتحدث عن 9 في المئة من العائدات العالمية للشركة الأمريكية، ولكن خطورة الأمر تكمن في أن هذه الدولة مؤثرة على الرأي العام للعالم ويمكن أن تدفع المعلنين في دول أوروبا وأمريكا الشمالية للإحتجاج ضد سياسات جوجل الإعلانية.
صحف مثل الجارديان لم تتوانى منذ بداية الأزمة على نشر التقارير الإخبارية حول القضية وتسليط الضوء عليها وكذلك بالنسبة لبقية وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية.
-
ظهور الإعلانات على مقاطع بمحتويات مشبوهة وصفحات مشابهة يسيء للعلامات التجارية
إذا كنت تتساءل عن السبب الحقيقي الذي استفز المعلنين للقيام بهذه الخطوة في بريطانيا، ولماذا هو مهم أين تظهر الإعلانات على الإنترنت؟ فإن الجواب المفصل هو ما سنتطرق إليه.
ظهور الإعلانات على مقاطع الفيديو لمتشددين وجماعات إرهابية وشخصيات تحرض على القتل والكراهية والتمييز الجنسي والطائفي والعنصري، يسيء أولا إلى سمعة العلامات التجارية التي تظهر على تلك المقاطع وتظهر وكأنها تدعم فعلا تلك المحتويات وتشجع عليها.
وتهتم الشركات بمسألة “مكان ظهور إعلاناتها” فعندما تظهر على مقطع يحرض على العنف ضد جماعة أو طائفة أو حكومة أو شخص، فهذا يعني للمشاهدين أن تلك الشركات التي تظهر إعلاناتها توافق على وجهة نظر المقطع أو المقال!
من هذه الزاوية هاجمت العلامات التجارية جوجل لأنها لا تهتم بمكان ظهور الإعلانات، وهي تحرص فقط على ايصال إعلاناتها للفئة المستهدفة دون أن تحلل الصفحات والمقاطع التي تعرض على الدعايات وتمنع ظهورها على مقاطع مشبوهة وسيئة.
-
ظهور الإعلانات على هذه الصفحات والمقاطع تشجيع على مزيد من إنشاء المحتوى المشبوه
تذهب وسائل الإعلام البريطانية والمحللين لقطاع الإعلانات إلى أبعد من سمعة العلامات التجارية، وهذه المرة إلى تورط محتمل لشركة جوجل في دعم الجماعات الإرهابية ومنشئي المحتوى المشبوه من خلال تقاسم العائدات الإعلانية معهم.
ومن المعلوم أن الناشرين على يوتيوب يكسبون المال من تلك الإعلانات التي تظهر للمشاهدين، وفي ذات الوقت تتقاسم جوجل العائدات الإعلانية مع أصحاب المواقع الذين يستخدمون أدسنس لعرضها والربح من الزيارات التي يحصلون عليها في العادة، وهذه المواقع لا تخلوا من الترويج للأخبار المزيفة وبعضها تحول إلى منابر لنشر الطائفية والتشدد والعداء والتحريض على القتل.
لذا يطالب الكثير من المحللين والفاعلين بضرورة حذف هذه المحتويات وأيضا معاقبة الناشرين من خلال ايقاف حساباتهم في أدسنس.
نهاية المقال:
منذ نهاية الأسبوع الماضي تعيش جوجل كابوسا يهددها فعلا من ثاني أكبر سوق لها، الشركة مهددة الآن بخسارة تاريخية بعد انسحاب كبار المعلنين وعلى رأسهم الحكومة البريطانية وصحيفة الجارديان وقناة BBC وقائمة طويلة من الصحف والعلامات التجارية سنتعرف عليهم في المقال التالي.
ننصحك بمتابعة التغطية الخاصة لهذه القضية وتداعياتها اليوم على مجلة أمناي والتي سننشر روابطها أولا بأول.
صدمة: أبرز 250 علامة تجارية توقفت استخدام إعلانات جوجل
أزمة إعلانات جوجل في بريطانيا قد تتمدد إلى بقية العالم وفيس بوك متورط
المعلنون منزعجون من أن الشيخ وجدى غنيم يكسب 78 ألف دولار من يوتيوب