النتائج المالية لشركة آبل للربع الأول من العام المالي الجديد و إن أظهرت حقا تزايد ايرادات و أرباح الإمبراطورية الأمريكية إلا أنها بنفس الوقت كتبت نهاية تصدرها للقيمة السوقية بسبب مخاوف المستثمرين الذي عاد بشكل سلبي على سعر سهمها الذي تعافى لعدة ايام و ارتفاع إلى 102 دولار ليتراجع الآن إلى حوالي 96,43 دولار للسهم.
و في الواقع مخاوف المستثمرين و إن كانت بالنسبة للبعض “مبالغة كبيرة” إلا أنها في الحقيقة مدفوعة بشكوك حقيقة من عدم قدرة الجيل الحالي من آيفون على تحقيق مبيعات قوية مثل آيفون 6 الذي يعد الأكثر مبيعا في تاريخ الشركة الأمريكية خصوصا و أن الجيل الحالي يتضمن نسختين محسنتين فقط عن الإصدارين السابقين بنفس التصميم و نفس المزايا تقريبا و ببعض التقنيات الجديدة أبرزها 3D Touch.
و فيما وصلت إيرادات الشركة الأمريكية إلى 75.8 مليار دولار حققت الشركة ربحا صافيا قدره 18.4 مليار دولار و هذا في الربع المالي الأول لسنة 2016 و الذي يتطابق مع الربع الرابع من السنة العادية 2015، و مقارنة بنفس الفترة من العام المالي المنصرم نجد أن ايرادات آبل ارتفعت بشكل طفيف حيث حققت حينها 74.6 مليار دولار.
- تباطؤ مبيعات آيفون هو ما حدث في الحقيقة
فيما تمكنت آبل من بيع 74.4 مليون آيفون خلال الربع الرابع من 2014 “الربع المالي الأول من 2015″، فقد حققت الشركة الأمريكية رقما أقبل بقليل و هو 74.7 مليون آيفون أكثر خلال الربع الرابع من 2015 “الربع المالي الأول من 2016”.
و هذا بالفعل ينذر بأن الجيل الحالي لم يحقق قفزة كبيرة كما هو المتوقع بالنسبة للمستثمرين، و آبل هي من الشركات الأسرع نموا لهذا من المطلوب أن تحقق أكثر من هذا بكثير.
لكن شخصيا أرى أن آيفون قادر على التعافي و مواصلة المسيرة الثورية التي يعيشها منذ زمن، خصوصا عند إصدار آيفون 7 و بتصميم جديد و تغييرات كبيرة سيكون قادرا على تعويض تباطؤ مبيعات آيفون أو حتى انخفاضها خلال النصف الأول من العام الحالي.
- تراجع حقيقي و كبير لمبيعات آيباد
مخاوف المستثمرين و المراقبين ليست بخصوص آيفون فقط بل أيضا بالأجهزة اللوحية آيباد، و التي في الحقيقة عانت على مدار العام الماضي من تراجع مبيعاتها.
و كان واضحا هذا التراجع خلال النتائج المالية الأخيرة لشركة آبل و التي أظهرت بيع 16,1 مليون آيباد فقط مقارنة بحوالي 21.4 مليون آيباد في نفس الفترة من العام الماضي.
هذا يعني أن آيباد برو لم ينجح حقيقة في الرفع من مبيعات الشركة الأمريكية أو يقلص من تباطؤها و هذا ينذر في حالة استمر بتراجع مستقبلا للإيرادات و الأرباح فمبيعات آيفون وحدها غير قادرة على إنعاش أرقام آبل.
- حواسيب الماك هي الأخرى إنخفضت مبيعاتها
الحواسيب المكتبية و المحمولة تعيش مبيعاتها حالة من التراجع و الإنخفاض المستمر عالميا، و قد تضررت من ذلك عدد من الشركات العالمية منها لينوفو التي لا تزال المتصدرة و إتش بي و توشيبا و سامسونج و بالطبع آبل هي الأخرى لن تفلت من هذا التراجع.
و قد تمكنت خلال الربع المنصرم من بيع 5.3 مليون وحدة من حواسيب الماك و هو رقم أقل بنفس الفترة من العام الماضي و التي كانت محددة على 5.5 مليون حاسوب الماك.
- تكتم واضح على مبيعات ساعة آبل الذكية
في مؤتمر الكشف عن النتائج المالية أكد الرئيس التنفيذي السيد تيم كوك على أن مبيعات ساعة آبل كانت قياسية في ديسمبر لكن الشركة رفضت التصريح بعدد المبيعات الإجمالية.
هذا التكتم على المبيعات مخيف للمستثمرين و يضعنا أمام شكوك إزاء التقارير السابقة التي تتحدث عن مبيعات قياسية و كبيرة لهذه الساعة و كان آخرها ما أكدته مؤسسة Juniper Research التي إدعت أن 50 في المئة من شحن الساعات الذكية تشكلها ساعة آبل Apple Watch.
- قيمة سهم آبل أثر على القيمة السوقية لشركة آبل و أطاح بها أخيرا.
في بداية شهر فبراير 2015 وصلت قيمة آبل إلى 710.74 مليار دولار لتتربع عن المرتبة الأولى بعيدا عن الشركات الأخرى.
و منذ يوليو من نفس السنة بدأت أزمة أسهم آبل حيث انخفضت قيمتها بشكل متواصل و رغم بعض فترات التعافي إلا أنها سريعا ما تنخفض.
سعر سهم آبل بعدما وصل إلى 133 دولار تقريبا أصبح الآن يتراوح سعره ما بين 92 دولار و 98 دولار، و لا يستبعد أن ينخفض أكثر خلال التداولات القادمة.
نهاية المقال:
أزمة أسهم آبل المتواصلة بسبب مخاوف المستثمرين و المراقبين أدت منذ يوليو الماضي إلى الآن من خسارة 200 مليار دولار على الأقل من قيمتها السوقية لتصبح 535 مليار دولار خلف جوجل التي تصدرت المرتبة الأولى بقيمة 570 مليار دولار.
الأسباب التي تطرقنا إليها هي التي تقف وراء هذه الأزمة، و من الممكن أن تسترجع آبل مكانتها إذا تمكنت من السيطرة على الأمور قبل أن تخرج عن السيطرة نهائيا.