ضمن حرب الناشرين ومواقع الويب على إضافات وتطبيقات حجب الإعلانات، يدخل فيس بوك على خط المواجهة ليضع حدا لتطبيق Adblock وأمثاله، في ضربة موجعة حولت هذه الإضافات والتطبيقات إلى ديكور على حواسيب وهواتف المستخدمين لا تسمن ولا تغني من جوع ولا دور فعال لها!
إنه شيء مختلف عما قامت به الكثير من المواقع الإلكترونية خصوصا تلك التي تقدم المحتوى الاخباري والتي هي في أمس الحاجة لتحقيق ايرادات قوية لاستمرار التغطية الاخبارية التي تتم من فرق عمل مكلفة ماديا في نهاية المطاف.
مختلف عن الرسالة التي تظهر لمستخدمي Adblock بأنه عليهم تعطيل الإضافة أو اضافة الموقع إلى القائمة البيضاء كونه يقدم محتوى جيد ولا يكثر من الإعلانات أو ينشر المزعجة والمضرة للمتصفحين.
ومختلف أيضا عن ما قامت به الصحف العالمية والتي اتجهت للنسخة المدفوعة باشتراك اسبوعي أو شهري واتاحة النسخة المجانية لتصفح محدود جدا أو تصفح مجاني مع عرض الإعلانات.
نتحدث عن عرض الإعلانات غصبا عن Adblock وعن المستخدم الذي يتصفح تطبيق فيس بوك أو نسخة الويب ويمنع المنشورات الممولة من الظهور، وهذا عبر تقنية تم تطويرها لتخطي هذه التطبيقات و الإضافات ببساطة.
من جهة أخرى فإن الشركة عملت على تطوير قسم التحكم في الإعلانات وتخصيص الخيارات من أجل اختيار نوعية المنشورات الممولة التي يريد أن تظهر حسب الموقع الجغرافي، الثقافة، الموضوع، الاهتمامات والتحكم بشكل أفضل فيما يظهر للمستخدم من إعلانات.
صحيح ان الاستهداف الحالي المنتشر على مواقع الويب والذي يعتمد في إظهار الإعلانات على سجل زيارات المتصفح وأيضا اهتماماته من الكوكيز دقيق إلا أن الشركة الأمريكية ترى أن اتاحة التحكم في الإعلانات هو أمر أفضل.
التحكم في مواضيع الإعلانات التي تظهر يعني تحسين تجربة المستخدم بالحصول على منشورات ممولة لها صلة بالاهتمامات ويمكن أن يتفاعل معها المستخدم بشكل أفضل، وهو ما يعني المزيد من النقرات والتفاعل والتحويلات والعائدات لفيس بوك ونتائج أفضل للمعلنين.
ولن تتوقف الشركة الأمريكية عند هذه النقطة بل قررت أيضا تحسين جودة الإعلانات وسيكون لديها العديد من الوحدات الجديدة المخصصة لأصحاب اتصال الإنترنت البطيء والتي لا تستهلك أيضا الكثير من البيانات ولا تؤثر على استهلك التطبيق للطاقة وموارد الجهاز بشكل سلبي.
تأتي هذه الخطوة في ظل مساعي فيس بوك لزيادة العائدات من الإعلانات خصوصا في ظل استغلال جميع المساحات المتاحة للإعلانات على صفحات المنصة حاليا وتباطؤ توافد المستخدمين الجدد إلى المنصة وإمكانية أن يؤثر ذلك على العائدات التي تحققها الشركة رغم أنها لم تستغل بعد الفيديو الذي يحقق 8 مليارات مشاهدة يوميا على الأقل والعدد في تزايد مع توجه المزيد من الصفحات إلى رفع الفيديوهات مباشرة إلى المنصة والابتعاد عن نشر روابط الفيديوهات من يوتيوب مباشرة.
- لكن Adblock Plus يتجاوز اجراءات فيس بوك مجددا
بعد ساعات من إعلان فيس بوك عن تغلبه على اضافات حجب الإعلانات وإمكانية عرضها للمستخدمين جميعهم دون استثناء تمكن فريق Adblock Plus من تحديث الإضافة والعمل على تطويرها لتكون قادرة على حجب الإعلانات وقد نجحت بالفعل.
ولا نعرف حقيقة لماذا Adblock Plus مصر على حجب الإعلانات على هذه المنصة، إذ أنه في الواقع غير مزعجة كما أن التحديث الجديد يمكن المستخدمين من التحكم فيما يجب أن يظهر لهم كمنشورات ممولة، لكن يكفي أن نعرف بأن القائمون على هذه الإضافات يبتزون المواقع من خلال مطالبتهم بمبالغ مالية مقابل اضافتهم إلى القائمة البيضاء والتي يتم تعميمها على الملايين من مستخدمي الإضافة، وبالتالي فليس من صالحهم أن تتخطى مواقع الويب اضافاتهم وشعاراتهم بالسعي نحو تحسين الإعلانات الرقمية هي مجرد هراء.
- فيس بوك لن يستسلم وسيكون له رد فعل
ويرى مراقبون أن فيس بوك لن يقف مكتوفي الأيدي يتفرج في قدرة اضافات حجب الإعلانات تنجح في ذلك على المنصة التي تعتمد على المبيعات الاعلانية بشكل أساسي فأي تراجع مستقبلي على هذا المستوى من شأنه أن يشعل أزمة مشابهة لما يعيشه تويتر في الوقت الحالي.
تدرك الشركات الأمريكية العاملة في مجال الويب أن التحدي ليس الرفع من المستخدمين النشيطين ومدة بقائهم في مواقعهم وعلى تطبيقاتهم فقط، بل أيضا وضع حد لإجراءات حجب الاعلانات عند استخدام هذه الخدمات وتحسين جودتها لتقدم قيمة أفضل للمستخدمين.
ومن غير المستبعد أن تتجه الشركات للقضاء ليتم منعها كما هو الأمر بالنسبة لمواقع قرصنة الملفات ومنها التورنت.
نهاية المقال:
في ظل الصراع المتواصل بين اضافات حجب الإعلانات ومواقع الإنترنت اختار مارك زوكربيرغ المواجهة المباشرة ضد Adblock عوض المواجهة الغير المباشرة التي ببدو أن جوجل تفضلها حيث تعمل على اعلانات غير مستهلكة للبيانات وسريعة في التحميل على المتصفحات وستضغط على المواقع الناشرة لتحسين توزيع الدعايات على صفحاتها.