فيس بوك يربح المال من الأكاذيب والأخبار المزيفة

فيس بوك يربح المال من الأكاذيب والأخبار المزيفة

لا يزال فيس بوك يعاني مع مشكلة الأخبار المزيفة، بل ويبدو أنه سعيد بالتفاعل القوي على منصته ولو من خلال المحتويات التي تثير الذعر وتساعد على نشر الأكاذيب.

رأينا خلال الفترة الأخيرة فيضان من نظريات المؤامرة والقصص المزعومة، والتي لقيت تفاعلا جبارا على المنصة الاجتماعية وصدقها الملايين من الناس.

والحقيقة أن نشر تلك الأكاذيب لا يتم من خلال منشورات الصفحات العامة المجانية والحسابات الشخصية أو فيديوهات البث الحي، بل أيضا من خلال الترويج المدفوع لها.

وقد رصدت وسائل الإعلام الأجنبية الفترة الماضية أكثر من منشور ممول، تروج لمعلومات خاطئة وأبرزها أن فيروس كورونا وهم وغير موجود، وهي النظرية التي تشكل أساس أن الوباء مؤامرة كبرى لتمرير قرارات خطيرة على حساب حرية الشعوب.

وتأتي التجربة الجديدة لتؤكد أن المشكلة موجودة بالفعل ولم تذهب إلى أي مكان.

  • النظام الإعلاني على فيس بوك يفشل مرة أخرى

كانت الإعلانات جزءًا من تجربة أجراها كاتب التكنولوجيا الأمريكي كافيه وادل في وقت سابق من هذا الشهر لاختبار القدرة المبكرة لشركة الإعلام الاجتماعي العملاقة على إيقاف المعلومات الخاطئة عن الفيروسات التاجية عندما بدأت في الإنتشار.

لم يتم نشر الإعلانات أو مشاهدتها من قبل الجمهور، فقد أوقفها صاحبها بعد أن تمت الموافقة عليها مباشرة.

وكان الغرض من ذلك فقط هو اختبار مدى تفاعل النظام الإعلاني في المنصة مع تلك المنشورات، هل يمنع الترويج لها كما هو متوقع أم لا؟

للأسف تسمح الشركة بالترويج لكل تلك النظريات، رغم أنها صدعتنا بإجراءات تنظيف منصتها من الأخبار المزيفة والمعلومات الخاطئة.

واحدة من الإعلانات التي تمت الموافقة عليها أيضا هو الإعلان القائل أن الأشخاص أقل من 30 عاما لا خوف عليهم من فيروس كورونا وأن التباعد الاجتماعي لا يحدث أي فرق.

وتمت التجربة على النحو التالي:

تم إنشاء حساب فيس بوك جديد باسم مزيف

ثم قام بإنشاء صفحة لمنظمة خيالية تسمى “جمعية الحفاظ على الذات”.

كتب الإعلانات المزيفة للصفحة وقدمها للموافقة عليها.

بمجرد الموافقة عليها، تم إضافتها إلى قائمة انتظار جاهزة للمشاركة

تمت الموافقة على بعض الإعلانات في غضون دقائق.

  • فيس بوك وربح المال من الأكاذيب والأخبار المزيفة

على عكس المنشورات العادية التي تنشر على المنصة فوريا بالضغط على زر “نشر”، يخضع الترويج للمنشورات بشكل مدفوع للمراجعة من قبل فريق فيس بوك والتقنيات التي تسرع من عملية المراجعة.

ومن المعلوم أن الشركة تكسب المال من بقاء المستخدمين على الموقع والتطبيق واستهلاك المحتوى على الصفحة الرئيسية التي تعرض فيها الإعلانات.

لكن يبدو أن حتى الإعلانات التي تعرضها على صفحاتها والتي تكسب منها المال، ما هي إلا أكاذيب وقصص مؤامرات غير موجودة.

بموافقة الشركة على تلك الإعلانات في هذه التجربة فهذا يعني أنها توافق على الترويج المدفوع للمقالات والفيديوهات والمنشورات الكتابية التي تروج للمعلومات الخاطئة.

وللعلم يمكن لتلك الإعلانات المزيفة أن تشق طريقها إلى انستقرام هو الآخر ومختلف المنصات التي تعرض عليها الشركة الإعلانات بما فيها مواقع الويب التي تستخدم إعلانات فيس بوك.

حققت فيس بوك 30 مليار دولار من الإعلانات على انستقرام لوحده العام الماضي، ورغم إجراءات منع المعلومات الخاطئة من الإنتشار على مواقعها إلا أنها لم تفلح في التعامل مع مشكلة العصر الأكبر التي تعاني منها.

وتقول فيس بوك أنه بالرغم من توظيفها للكثير من المراجعين البشر لمراجعة الإعلانات والتعامل مع المخالفات ومطالبات حذف المحتوى من المستخدمين والمنظمات إلا أن هؤلاء لا يستطيعون التعامل مع الكم الهائل من الطلبات والاستعلامات وبناء على ذلك توظف الذكاء الإصطناعي وأحدث التقنيات التي تفشل في كثير من الأحيان.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

التعليقات مغلقة.