أحدث المقالات

مراجعة Gate.io: أفضل بديل لمنصة بينانس؟

موقع Gate.io هي منصة تداول عملات رقمية عالمية تُقدم...

أهمية ومستقبل الربط الكهربائي بين المغرب واسبانيا

في 28 أبريل 2025، شهدت إسبانيا والبرتغال وأجزاء من...

لماذا تأثرت أورنج أكثر من اتصالات المغرب بانقطاع الكهرباء في إسبانيا؟

انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا ودول...

رقم خدمة عملاء اورنج للإنترنت المنزلي Orange Maroc

إذا كنت من مستخدمي الإنترنت المنزلي عبر أورنج المغرب...

إسرائيل وراء انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال!

بعدما كشفت وسائل الإعلام عن انقطاع الكهرباء في إسبانيا...

فوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون انتصار الإقتصاد على السياسة

%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1%d9%8a%d9%83%d9%8a-%d9%81%d9%8a-%d8%b9%d9%87%d8%af-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8
الإقتصاد هو كل شيء اليوم

أثبتت الإنتخابات الأمريكية التي انتهت بفوز المرشح دونالد ترامب أن الإقتصاد القوي وتوفر فرص العمل والإستقرار المادي هي من أولويات الشعوب، والشعب الأمريكي ليس استثناء لهذه القاعدة التي لا يريد أغلب القادة السياسيين في العالم التسليم بها.

حال الولايات المتحدة الأمريكية بعد الأزمة المالية لسنة 2008 من سيء إلى أسوأ ويكفي أن تعرف أنه خلال الساعات الماضية عقدت CNNMoney لقاء صحفيا مع وارن بافت الذي قال أن الإقتصاد الأمريكي أضعف مما يظن عامة الناس، وأكد دعمه للمرشح الجمهوري بالرغم من أنه كان من بين أكبر المساندين لهيلاري كلينتون.

لم أنظر قط إلى المنافسة بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون على أنه مظهر من مظاهر الصراع بين المرأة والرجل، هذا أولا لأنني لا أؤمن بهذا الهراء الذي تروجه عددا من الجهات التي تدافع عن حقوق المرأة واستقلاليتها وتنظر إلى الرجل على أنه عدو يجب القضاء عليه، ولا أوافق الرأي أيضا هؤلاء المتخوفين من وصول المرأة إلى سدة الحكم في أقوى بلد في العالم.

لقد كان الصراع منذ البداية بين السياسة التي تحترفها هيلاري جيدا ولديها تاريخ طويل من التجارب وتولي المسؤوليات السياسية ضد الإقتصاد الذي يفهم فيه دونالد ترامب وعالم الأعمال الذي حقق فيه نجاحات كبيرة وتجاوز كل المخاطر التي واجهها ليصنع ثروته ويخرج من الأزمات والإفلاس الذي واجهه أكثر من مرة وهو أقوى كل مرة من المرات السابقة!

وفي ظل الأوضاع الإقتصادية المحرجة التي يعيشها العالم يتطلع الشعب الأمريكي كما بقية الشعوب إلى وصول رجال الأعمال والناجحين في الإقتصاد إلى سدة الحكم، لأنهم أكثر وعيا بحجم الأزمة ولديهم اهتمام بهذا الجانب أكثر من السياسيين الذين أثبتت السنوات الأخيرة أنهم منفصلين عن الواقع ويعتمدون اسلوب الخطابات والشعارات الرنانة طريقا للحكم ولتهدئة الشعوب.

إذن فوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون هو انتصار للإقتصاد على السياسة، كما حدث في بريطانيا التي اختارت فيها الأغلبية الخروج من الإتحاد الأوروبي بالرغم من تحذيرات السياسيين ودعوات من أوباما و ميركل و آخرين التي تجاهلها هؤلاء الغاضبون من سياسات الإتحاد عامة والتي لم تخرج البلدان الأوروبية من دوامة أزمة 2008 و أزمة الديون الأوروبية 2009 التي تعد نتيجة مباشرة لها.

والنتيجة نفسها ستتكرر العام القادم عندما يقرر الألمان التخلي عن السيدة الحديدية أنجيلا ميركل عبر الإنتخابات خصوصا وأن حزبها خسر في البرلمان وستحسم الإنتخابات الرئاسية هذه المعركة.

الفشل في حل أزمة 2008 وتفاقم الوضع بعد مرور 8 سنوات يجعلنا أمام خريطة جديدة من قادة العالم، يكون همهم الأكبر حل المشاكل الإقتصادية وإيجاد تسوية للملف السوري الذي زاد الطين بلة، حيث اللاجئين يغرقون أوروبا وأمريكا وكندا والدول المجاورة لسوريا ما يزيد من المعاناة الإقتصادية لهذه البلدان، فيما الإرهاب المستفحل في الدول المختلفة يضر بالسياحة فيها وثقة المستثمرين بها ويضعها في موقف ضعيف للغاية.

وعلى مر التاريخ يكون الفشل الإقتصادي بمثابة الكارثة التي تطيح بالقادة، سواء من خلال الإنتخابات أو الإنقلاب أو الفوضى والثورات، فالشعوب في النهاية ترى ان الأزمات ليست السبب فيها بل القادة هم من تسببوا في حدوثها، إما لخلل في النظام المالي أو بسبب الفساد أو حتى باتباع سياسات إقتصادية غير مجدية.

8 سنوات من زيادة الضرائب على الأفراد والشركات واتباع سياسات التقشف، فيما الديون السيادية في ازدياد وعدد من البنوك مهددة بالإنهيار في أمريكا وأوروبا والنمو الإقتصادي يتراجع عاما بعد عام وهو الذي يتوقع أن يكون العام القادم 3 في المئة بينما أقر صندوق النقد الدولي أن النمو هذا العام محدد على 3.1 في المئة فقط.

من جهة أخرى تراجعت الاستثمارات الأجنبية العالمية إلى 1.6 تريليون دولار هذا العام، وهو انخفاض بنسبة 15% عن العام الماضي وهو ما أكدته مؤسسة الأونكتاد (مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية).

كل هذه الظروف العالمية السيئة تدفع الشعوب نحو عقاب القادة الحاليين والتحرك نحو التصويت للبديل خصوصا إذا كان الإقتصاد والمطالب الشعبية غاية للوصول إلى السلطة ولديه طموحات كبيرة في هذا الشأن.

لهذا فشلت هيلاري كلينتون بالرغم من كل الدعم الذي حظيت به سواء من الإعلام أو رجال الأعمال مثل وارن بافت والشركات التقنية الأمريكية أو حتى من قادة دول أخرى مثل أنجيلا ميركل وقد أنفقت المرشحة الديمقراطية 521 مليون دولار على حملتها الإنتخابية مقابل 270 مليون دولار فقط أنفقها دونالد ترامب الذي يبدو ماهرا للغاية في ادارة المال واستغلال أسلوبه في جذب شرائح الشعب الأمريكي إليه.

 

نهاية المقال:

فوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون ليس تفوقا للرجل على المرأة، وليست فوز العنصرية على المساواة، إنه انتصار الإقتصاد على السياسة وتأكيدا للعالم أن مكافحة الأزمة المالية العالمية والمشاكل الإقتصادية لا بد لها أن تكون من بين الأهداف الرئيسية للقادة حول العالم اليوم قبل حدوث انهيار للإقتصاد العالمي سيغرق لامحالة العالم في فوضى تنهي كل مظاهر المدنية والإزدهار!

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)