يواصل فيروس كورونا انتشاره عالميا، وقد تمكن من إعاقة العديد من الصناعات إلى الآن وأضر بالتجارة العالمية، وحتى رغم حصول البورصة الأمريكية على دعم من البنك المركزي بخفض سعر الفائدة، فإن التراجعات القوية مستمرة.
الآن هناك جرس انذار واضح ومعلن من شركة رأس المال الإستثماري Sequoia، والتي راسلت شركات محفظتها ودعت القائمين عليها للإستعداد للأسوأ.
في عام 2008، في منتصف الركود الإقتصادي الأخير، نصحت شركة رأس المال الاستثماري Silicon Valley الشهيرة سيكويا كابيتال شركات محفظتها بشأن مدى سوء الأمور، في عرض تقديمي بعنوان “R.I.P. Good Times”.
الآن تدق الشركة ناقوس الخطر مرة أخرى، وتطلب من المؤسسين والمديرين التنفيذيين لشركات محفظتها الاستعداد للظروف المتفاقمة.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يواصل فيه فيروس كورونا تهديد الأسواق المالية الأمريكية والأجنبية، مما يتسبب في اتخاذ الشركات العامة خطوات لتقليل التأثير على موظفيها وشركاتها.
تظهر المذكرة أن الشركات الخاصة قد تتأثر أيضًا بما يحدث الآن في العالم، وأن كل الأعمال التجارية معرضة لتأثيرات سيئة.
وقالت الشركة في المذكرة: “مع تعرض الأرواح للخطر، نأمل أن تتحسن الظروف في أسرع وقت ممكن”.
وأضافت: “في غضون ذلك يجب أن نستعد للاضطرابات ولدينا عقلية مستعدة للسيناريوهات التي قد تلعب بها”.
ونصحت الشركة الشركات بطرح أسئلة أساسية مع استمرار COVID-19 في العمل، بما في ذلك ما إذا كانت تحتاج إلى تقليص عدد الموظفين وتكون أكثر انفاقًا مع نفقات التسويق.
تأسست سيكويا عام 1972 ومقرها في كاليفورنيا، وهي من بين أكثر شركات رأس المال الاستثماري نجاحًا في العالم ، حيث استثمرت في العديد من الشركات الناجحة منها GitHub, Google, LinkedIn, Nvidia, Oracle, Square, YouTube.
يبدو أن الأيام الرائعة بالنسبة للأعمال التجارية والشركات تصبح من الماضي، وخلال الأزمة الإقتصادية ينجح فقط الأفضل والأقدر على التحمل.
ومن المعلوم أن البنك المركزي الأمريكي قد خفض سعر الفائدة بحوالي 0.50 في المئة بداية الأسبوع الحالي في خطوة من شأنها ان تساعد الاقتصاد الأمريكي على امتصاص الصدمات الناتجة عن الفيروس.
ورغم تلك الخطوة التي ستجعل الفوائد على القروض أقل، ويمكن للمؤسسات والشركات الحصول على المزيد من القروض لتمويل عملياتها، إلا أن فيروس كورونا يهدد الطلب والاستهلاك، حيث انهار أعداد المسافرين يوميا وتوقفت الكثير من رحلات الطيران اليومية.
وتعد السياحة من أهم القطاعات بالنسبة للكثير من الدول حول العالم ومنها اسبانيا وكوريا الجنوبية وإيطاليا ومصر وتونس والمغرب.
من شأن تراجع الرحلات السياحية أن يؤدي أيضا إلى انهيار عائدات وأرباح الفنادق والمنتجعات والفعاليات السياحية والأنشطة الاقتصادية التي تعتمد على السياح والزوار.
منع الجماهير من حضور مباريات كرة القدم في العديد من الدوريات حاليا والتهديد بإلغاء أو إيقاف بعض الدوريات أو الأنشطة الرياضية يزيد الطين بلة، إذ أنه يضرب صناعات لها وزنها ومساهماتها في الإقتصادات.
ومهما تم تخفيض سعر الفائدة فإن بقاء الناس في منازلهم واغلاق المتاجر التقليدية بسبب انتشار الفيروس ومنع الحضور إلى مقرات عملهم هي المشكلة الأساسية بالنسبة للإقتصاد حاليا.
توسع رقعة المناطق المنكوبة بسبب فيروس كورونا يجعل التأثيرات والتداعيات أكبر بالنسبة للشركات العامة والخاصة.
وتتوقع جولدمان ساكس تراجع أرباح أكبر خمس شركات لصناعة السيارات في اليابان بمقدار 170 مليار ين (1.6 مليار دولار) في الربع الأول.
من المتوقع انخفاض إجمالي مبيعات السيارات العالمية بنسبة 3.5% خلال العام الحالي وهو أعلى من التقديرات التي أشارت إلى تراجع قدره 0.3%.
وفي حال استمرار الوضع على ما هو عليه فإن مبيعات الشركات العامة والخاصة في مجالات عديدة ستنهار كما أن الإنتاجية ستتراجع بقوة وهو ما يعني أن الأهداف المالية لهذه السنة لن تتحقق.
وهكذا تبدو الطريق حاليا واضحة إلى الأزمة الإقتصادية المرتقبة والتي تعاني تراجع العائدات والأرباح وتسريح الموظفين وانتشار الفقر والبطالة.
إقرأ أيضا: نصائح للشركات لتجنب الإفلاس والخسائر بسبب فيروس كورونا