لا تزال سوني تبحث عن انتصار في قطاع الهواتف الذكية الذي تخسر فيه الملايين من الدولارات سنويا، لكن قوتها في مجال الألعاب قد تكون سلاحها لإعادة تشكيل هذا العالم.
في الفترة الأخيرة أعلنت الشركة عن Sony Xperia 5 II الذي لقي استحسان النقاد، لولا أن سعره المرتفع الذي يجعل بيعه صعبا في الكثير من المناطق.
الهاتف الجديد وصف على أنه ربما بداية حقبة جديدة بالنسبة للشركة اليابانية، رغم أنه لن يتوفر للأسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعدد من المناطق حول العالم، بسبب القرار الذي اتخذته الشركة منذ عامين.
وفي الأسابيع الماضية تسربت صورة لما يبدو أنه هاتف سوني اكسبيريا بلاي 2، ومن اسمه يبدو أنه هاتف ترفيهي مصمم للترفيه أكثر من الإستخدام العملي.
نعم هذا صحيح، والإصدار الأول منه كان يدعى Sony Ericsson Xperia Play وتم إصداره عام 2011، لكن رغم نجاحه النسبي حينها إلا أن هاتف ألعاب في ذلك الوقت ليست فكرة عبقرية.
لكن في عام 2020 وما بعده، يمكن لإصدار هاتف سوني اكسبيريا بلاي 2 أن يكون له معنى، وتأثير إيجابي على مبيعات ووضع الشركة في قطاع المحمول ككل.
-
الفرق بين 2011 و 2020
في سنوات 2010 إلى 2015 تقريبا كانت أغلب الألعاب الإلكترونية تستهلك على الحواسيب ومنصات اللعب المنزلية، لكن في السنوات القليلة الماضية بدأت ألعاب الموبايل تكتسب الشهرة والزخم الكبير.
بل إن الألعاب على أندرويد و آيفون هي التي تحدد مسار المنافسة في هذا القطاع اليوم، ولك في ببجي موبايل وفري فاير وامونج اس مؤخرا أبرز الأمثلة على ذلك.
لا تتوفر الحواسيب لدى كل الناس وفي كل الوقت، لكن الهاتف الذكي رفيق كل المتصلين بالإنترنت اليوم، حتى في الأسواق الناشئة.
لهذا تبدو فكرة هاتف ألعاب مثيرة هذه الأيام ويمكنها أن تحقق مبيعات قوية، إذا توفرت بالمزايا المطلوبة والأداء القوي، وتقدم أفضل تجربة ممكنة.
-
قطاع الألعاب المحمولة الضخم
بحلول نهاية عام 2019، تقدر قيمة سوق الألعاب العالمي بـ 152 مليار دولار، 45٪ منها، 68.5 مليار دولار، تأتي مباشرة من ألعاب الهاتف المحمول.
مع هذا النمو الهائل (10.2٪ على أساس سنوي على وجه الدقة) جاءت موجة من الاستثمارات وعمليات الاستحواذ، حيث يريد الجميع الحصول على حصة من الكعكة الكبرى.
تشكل صناعة ألعاب الهاتف المحمول ما يقرب من 50٪ من سوق الألعاب العالمي، وفقًا لأبحاث Newzoo المنقحة، كان من المتوقع أن تبلغ قيمة سوق الألعاب العالمي 134.9 مليار دولار في عام 2018.
وكان أكبر قطاع في هذا المجال هو الألعاب المحمولة التي قدرت قيمتها بـ 63.2 مليار دولار، أي 47٪ من سوق الألعاب العالمي.
رغم أن الحواسيب وأجهزة الألعاب المنزلية تسيطر على حصة مهمة من الألعاب الإلكترونية، إلا أن نمو ألعاب المحمول يعد متسارعا وكبيرا.
هذا ما فرض على الشركات المطورة لأشهر الألعاب إطلاق نسخ موبايل من عناوينها، وطرحها لكل من أندرويد وآيفون مجانا، وكسب المال من الإعلانات والأشياء المدفوعة بداخلها.
-
السوق بحاجة إلى هاتف سوني اكسبيريا بلاي 2
نعم هناك الكثير من الهواتف الذكية التي تم إصدارها في السنوات الأخيرة والمتخصصة بالأساس في الألعاب الإلكترونية، لكن لم ينجح أيا منها في التأسيس لتحول ضخم في هذه الصناعة.
بلغ عدد اللاعبين عبر الهاتف المحمول 1.36 مليار لاعب في جميع أنحاء العالم العام الماضي، مع 36٪ من اللاعبين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 36 عامًا.
سترتفع النسبة المئوية للمستخدمين الذين يلعبون ألعاب الهاتف المحمول إلى 22.5٪ بحلول عام 2024 أكثر من 1.7 مليار شخص حول العالم بزيادة 18.6٪ العام الماضي.
هذا يعني أن أزيد من 1.7 مليار شخص بحاجة إلى هواتف ذكية مصممة للألعاب، توفر بطاريات قوية وتتضمن معالجات متطورة إضافة إلى مبرد داخلي، ومميزات إضافية يمكنها أن تحسن من تجربة اللعب.
ونعم هؤلاء نسبة منهم يستخدمون جالكسي وآيفون وهواتف عادية ولكنها تتضمن مميزات قوية، لكن رغم ذلك إذا كان هناك هاتف ذكي بسيط وفي ذات الوقت يتضمن المزايا التي يريدها اللاعبون، فستتغير قواعد اللعبة.
هاتف سوني اكسبيريا بلاي 2 الذي ننتظره يجب أن يتضمن لمسة سوني الحقيقية، ليس في التصميم فحسب ولكن في المميزات التقنية والبرمجية والإستفادة من خبرتها في بلاي ستيشن، هذا هو السبيل لجعل اكسبيريا عظيمة مجددا.
إقرأ أيضا:
ماذا تعني شراكة سوني ومايكروسوفت في مجال الألعاب؟
لماذا ستتوقف سوني عن بيع هواتفها في الشرق الأوسط وأفريقيا؟