مرة أخرى يودع فريق باريس سان جيرمان مسابقة أبطال أوروبا خلال مارس في وقت مبكر بعيدا عن الأدوار النهائية.
ويعد الفوز بلقب أبطال أوروبا هدفا لهذا النادي الفرنسي، وهي المسابقة الأهم في القارة العجوز لكل الأندية الكبيرة هناك، فالفوز بها يجعل الفريق الأفضل أوروبيا.
ربما حتى من لا يتابع كرة القدم كثيرا سيكون قد سمع بانتقال نيمار من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان في صفقة قيمتها 222 مليون يورو وهي القيمة الأكبر في انتقالات اللاعبين بالتاريخ.
هذا النادي الذي يقف وراءه مستثمرين قطريين أنفقوا أكثر من مليار يورو في صفقات وتطويرات وتجديدات، فشل مرة أخرى في تحقيق أي نجاح أوروبي يذكر.
في الدوري الفرنسي اعتاد هذا النادي على تصدر المسابقات المحلية، لكن في أوروبا حيث يواجه فرقا من دوريات قوية أخرى يعود بخفي حنين.
ينفق هذا النادي بسخاء ويعد من أكبر الأندية في العالم على المستوى التجاري والمالي متفوقا على فرق أفضل منه في تصنيف المنافسة وأقل منه امكانيات مادية مثل أتلتيكو مدريد الإسباني.
هناك دروس بالطبع يمكننا أن نتوصل إليها من فشل مشروع باريس سان جيرمان أوروبيا والتي يمكنها أن تفيدنا في مجال ريادة الأعمال.
-
يجب أن تكون الهوية حاضرة
أي مشروع تجاري أو ترفيهي يجب أن تكون لديه هوية واضحة، باريس سان جيرمان ليس لديه أي هوية، سوى أنه فريق فرنسي عملاق بدون معنى.
الهوية تختصر قيم النادي أو الشركة، وتوضح المبادئ التي يسير عليها المشروع وما الذي يريد تحقيقه بشكل واضح.
كل شركة من الشركات الناجحة لديها هوية واضحة، بينما الشركات الفاشلة هي التي تعمل كل شيء وتتخبط لأجل التفوق.
-
خطة مفصلة وسياسة التدريج أفضل
صحيح أن باريس سان جيرمان لديه هدف وهو الفوز بلقب أبطال أوروبا، لكن ليس لديه خطة واضحة ومفصلة لفعل ذلك.
يختصر النادي الفرنسي خطته في خطوات بسيطة وهي جلب نجوم كبار مثل نيمار ومدرب محنك، وها نحن سنفوز بالألقاب.
الخطة نفسها تقول أن الفوز باللقب سيحصل هذا العام أو العام المقبل أي أن الإنجاز الكبير سيحصل سريعا وهو ما يعد غير ممكنا.
الخطة الناجحة هي المفصلة وتتضمن الانتقالات والخطوات المطلوبة وأيضا الدور الذي يجب الوصول إليه هذا العام والتحسن كل عام على السنة التي قبلها حتى الوصول إلى النهائيات والفوز بها.
-
التسرع سيء وغير مطلوب
لا يمكن لمشروعك أن يكون عملاقا بين ليلة وضحاها، ولا يمكن لشركتك أن تنتقل من شركة ناشئة إلى عملاقة مثل آبل في عام أو عامين أو حتى خلال سنوات قليلة.
انفاق المال بغزارة يمكن أن يصنع نموا قويا لكنه ليس مستداما وغير مستمر وليس مبنيا على أسس قوية وراسخة.
باريس سان جيرمان أنفق الكثير من الأموال في مدة قصيرة، وهو يريد الحصول على الأبطال، ولم يتبقى له سوى أن يسعى لشراء لقب ليضيفه إلى كؤوسه المحلية الكثيرة.
-
توظيف الأشخاص المناسبين أفضل
قد لا يكون البحث عن أفضل مدير أو موظف هو الأنسب لمشروعك، ربما تحتاج إلى موظفين لديهم الرغبة في المزيد من التعلم وصناعة المجد الشخصي ومتحمسون للعمل في شركتك.
باريس سان جيرمان يوظف عادة الأشخاص الذين لديهم نجاحات وبرواتب كبيرة وهؤلاء حققوا المجد الشخصي من قبل في أندية أخرى وقد لا تكون لديهم الحماسة الكبيرة لإضافة الكثير بل لكسب المال الوفير فقط.
-
ضعف المنافسة مضرة بشكل عام
أي قطاع تكون فيه المنافسة قليلة لا يتقدم وقد لا يستمر وجوده، الدوري الفرنسي يبقى ضعيفا رغم أنه ينتج مواهب ونجوم رائعين.
لكن هؤلاء المواهب ينتقلون إلى الدوريات الأخرى التي يجدون بها منافسة وأندية قادرة على أن تطور مستوياتهم.
ضعف المنافسة في الدوري الفرنسي يجعل باريس سان جيرمان غير قادر على مجاراة الكبار في مباريات دوري الأبطال.
نهاية المقال:
مرة أخرى يودع باريس سان جيرمان بطولة أبطال أوروبا من الأدوار الأولى رغم توفره على نيمار ونجوم كبار، وهذه هي الدروس الخمسة التي يمكننا الاستفادة منها في عالم ريادة الأعمال.