مر عام وشهرين على إصدار فيس بوك خوارزمية جديدة غيرت من خلاصة الأخبار أو النيوز فيد التي تظهر للمستخدمين المنشورات من مختلف الجهات التي يتابعونها والأصدقاء والعائلة والمجموعات التي هم مشتركون فيها.
بعد هذه الفترة لم تختفي الأخبار المزيفة من خلاصة الأخبار، إذ لا تزال تجد طريقها من الأصدقاء والعائلة والصفحات العامة التي قل ظهور منشوراتها وكذلك المجموعات التي تعد رئيسية على المنصة الآن.
وتعد هذه ضربة قوية لتحديث تسبب في آلام كبيرة للناشرين وأصحاب المواقع الإلكترونية الذين يستخدمون الصفحات العامة في الترويج لأحدث المحتويات والمقالات مواقعهم الإلكترونية.
في ذلك الوقت، قال المدير التنفيذي مارك زوكربيرغ إنه يأمل أن يؤدي التغيير إلى رؤية “لحظات شخصية تقودنا إلى التواصل أكثر مع بعضنا البعض”.
وقال زوكربيرغ في ذلك الوقت: “يظهر البحث أنه عندما نستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأشخاص الذين نهتم بهم، فقد يكون ذلك مفيدًا لرفاهيتنا”.
لكن التحديث الذي يفترض به ان يساعد في تزايد التفاعل بين المستخدمين ويزيد من قوة الروابط بين المستخدم والعائلة وأصدقائه وأفراد مجتمعه، لم ينجح في المهمة التي كلف بتنفيذها.
-
الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية حاضرين بقوة
يتضح بعد 14 شهرا من التحديث الشهير، أن الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية هي سمات مميزة لهذه المنصة ولا يمكن القضاء عليها في نهاية المطاف.
تنتشر هذه المحتويات من مصادر مختلفة، منها المجموعات والصفحات الشخصية للمستخدمين والصفحات العامة وحتى من خلال تبادلها في الرسائل الخاصة.
عان المستخدمين خلال الأشهر الأخيرة من المنشورات المزيفة عن الإجهاض والدين وقضايا المجتمع والتطرف، وكانت مواضيع ثرية للأخبار المزيفة وخطاب الكراهية.
في العالم العربي الوضع ليس مختلفا، فالكثير من القضايا الرياضية والسياسية والفنية والمجتمعية التي ينشر عليها الأشخاص في حساباتهم وفي المجموعات تخللها التزييف والكراهية والسب والشتم وتشويه الآخرين.
إذن الخوارزمية التي تفضل المنشورات من الأصدقاء والعائلة والمجموعات وتعتبر هذه المحتويات أقل تطرفا وسوءا لم تكن على حق.
-
الغضب يسيطر على مشاعر المستخدمين
مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي أكثر غضبًا وانقسامًا من أي وقت مضى، بينما يركز المحتوى الأكثر شيوعًا على مشكلات بما في ذلك الإجهاض والدين والأسلحة في الولايات المتحدة.
تم تفصيل النتائج في دراسة جديدة من شركة NewsWhip لتتبع مشاركات وسائل التواصل الاجتماعي والسلوكيات على هذه المنصات.
بدلاً من تعزيز الروابط، أدى التغيير في الغالب إلى مشاركة المستخدمين لقصص مبنية على الخوف والقضايا السياسية المثيرة للانقسام والغضب.
قامت NewsWhip بتجميع قائمة من “محتوى الويب الأكثر مشاركة” على فيس بوك حتى الآن هذا العام وتعكس النتائج كيف أصبح الموقع بيئة سامة إلى حد كبير.
التقرير الذي يمكنك أن تتطلع عليه من هنا يظهر لنا القصص السيئة التي تم مشاركتها بقوة من قبل المستخدمين على فيس بوك، وهي للأسف مبنية على تزييف الحقائق والكراهية ولعب دور الضحية والغضب والاحتقان المجتمعي والسياسي.
ليس لدينا بيانات عن المشاركات الأكثر رواجا في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، لكن كمراقب أعرف أن أغلبها سلبية.
الأخبار السياسية المحلية السلبية تأتي عادة في المقدمة، بحضور خطاب الكراهية والأخبار المزيفة وتلفيق الحقائق في معركة “فكرية” عادة ما تدور بين السلطة والمعارضة، يحاول فيها كل طرف التأكيد على أن الحق معه وليس مع غيره.
يتم التفاعل أيضا بشكل سلبي مع التصريحات والتدوينات “المثيرة للجدل” فقط القليل من التعليقات تصنف ضمن الإحترام والحوار البناء سواء كانت معارضة أو مؤيدة.
السب والشتم حاضر بقوة بين أنصار فرق كرة القدم المتنوعة، وهناك أيضا تلفيق للصور والتصريحات ومحاولات لتشويه سورة بعض فرق الكرة المتفوقة أو تلك التي تقاتل لتصبح الأفضل.
الأفكار السلبية التي تدعوا الناس للإحباط والهجرة إلى الخارج والتي لا ترى في بلداننا سوى “الظلام” تشكل أمواجا عاتية تدفع بالفعل المزيد من الشباب إلى الهجرة بشكل مشروع وغير مشروع.
ولا يزال التعصب والتطرف حاضرين بقوة فأنصار فكر داعش موجودين بكثرة، وهم يدافعون عن أفكارهم على هذه المنصة ويكسبون المزيد من المحبطين إلى صفوفهم.
كل هذه المنشورات التي يستهلكها المستخدم يوميا تجعله غاضبا وحزينا وكئيبا ولا يرى في هذا العالم سوى السوء والمشاكل وقد يتمنى الموت أو يقدم على الإنتحار.
نهاية المقال:
خوارزمية خلاصة أخبار فيس بوك والتي أضرت سلبا بالناشرين منذ يناير 2018، فشلت في منع الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية والسلبية، المستخدمون غاضبون وسلبيون وهذه خلاصة تقرير NewsWhip المتاح للتحميل الآن.