تعاني كل من الصومال واثيوبيا وكينيا بالوقت الراهن من غزو الجراد، وتهاجم هذه الحشرات أيضا باكستان في آسيا، لكن التهديد الأبرز حاليا يركز على دول شرق أفريقيا.
إذا لم تتوقف غزوات الجراد لتلك الدول فإن مصر والسودان ودول أخرى في هذه الجهة من افريقيا ستشهد كوارث زراعية جديدة هي في غنى عنها.
ومن يعرف؟ ربما قد نرى الغزو يتجه إلى الغرب الأفريقي ليضع دول أخرى تعتمد على الفلاحة والزراعة تحث ضغط إضافي.
-
غزو الجراد يهدد اقتصاد كينيا
وصفت وزارة الخزانة غزو الجراد الصحراوي بأنه “خطر نظامي” قد يمنع الإقتصاد من تحقيق هدف النمو على المدى المتوسط وهو 7 في المائة.
المخاطر النظامية هي احتمال أن يضر الحدث على مستوى الصناعة بشدة بالإقتصاد الكيني بأكمله.
في حين أن تقديرات الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الآفات المهاجرة على المراعي والأراضي الزراعية لم يتم تحديدها بعد، قالت وزارة الخزانة إن التعطيل المحتمل للزراعة يشكل مخاطر نظامية على الإقتصاد الكيني.
هناك حوالي 70000 هكتار من الأراضي في كينيا موبوءة بالفعل بحشرات مدمرة بطول الأصابع وهو ما يدمر القطاع الزراعي في البلاد.
وقالت وزارة الخزانة في بيان سياسة الميزانية الذي صدر مؤخراً: “إن غزو الجراد الذي شهدته البلاد في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020 يشكل خطراً على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي”.
وأضاف: “(غزو الجراد) يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الإنتاج الزراعي، مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم الذي قد يبطئ النمو الإقتصادي”.
إن رفع غزو الجراد كخطر مالي يضع الحشرات الغازية ضمن تهديدات محتملة أخرى للإقتصاد الكيني واقتصادات أخرى مثل اثيوبيا التي تتمتع هي الأخرى بنمو اقتصادي سريع خلال السنوات الأخيرة.
-
اقتصادات شرق أفريقيا تحث تهديد غزو الجراد
يعتبر العلماء أن الجراد الصحراوي هو أخطر الآفات المهاجرة لأنها يمكن أن تتطور في نهاية الأمر إلى أجنحة وتشكل سربًا متماسكًا يمكنه عبور القارات والبحار.
يمكن لتلك الحشرات إلتهام المحاصيل من الحقول الزراعية بأكملها في صباح واحد، ويمكنها أن تسبب خسائر قياسية لأراضي زراعية وفلاحية ضخمة في فترات زمنية قصيرة.
يوم الاثنين قال وزير الزراعة بيتر منيا في كينيا إن الأمر سيستغرق ما يصل إلى ستة أشهر للسيطرة على الجراد.
تتعرض شرق أفريقيا لغزو ضخم من هذه الحشرات والتي تنتشر بشكل متسارع وتقطع الحدود وتهاجم المحاصيل وتفسد الزرع، وقد أعلنت الصومال حالة الطوارئ مع تعرضها لهجوم هو الأسوأ خلال 70 عاما الأخيرة.
وبينما تعاني هذه المناطق من التغير المناخي من خلال موجات الجفاف التي تضرب جنوب أفريقيا والفيضانات التي عانت منها دول النيل.
ستحتاج الدول المتضررة إلى انفاق 70 مليون دولار أمريكي لإيقاف غزو الجراد والقضاء عليه مجددا، وهو مبلغ كبير بالنسبة لدول ناشئة بهذه المنطقة.
قد يتحول هذا المبلغ في النهاية إلى ديون إضافية على هذه الدول ما يزيد من الضغوط ويدفع الحكومات للتقشف أو حتى توجيه الإنفاق لمواجهة هذه الكارثة وتقليل الإنفاق على أمور أخرى لا تقل أهمية عن هذه الأزمة.
-
تباطؤ اقتصادي عالمي متواصل
حقق الإقتصاد الكيني نموا بنسبة 5.1 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من عام 2019، مقارنة مع 6.4 في المائة في نفس الفترة من عام 2018، حسبما ذكر مكتب الإحصاء الوطني الكيني في ديسمبر.
هذا يعني أن هناك تباطؤ للنمو الإقتصادي في هذا البلد لا يمكن تجاهله، وهو امتداد لتباطؤ الإقتصاد العالمي الذي يتعرض لضغوط قوية حاليا بسبب فيروس كورونا.
من شأن تضرر الزرعة في هذه الدولة والدول المجاورة أن يؤثر سلبا على النمو الإقتصادي لهذه البلدان ما يضر النمو الإقتصادي العالمي.
تحاول المؤسسات المالية والحكومات حول العالم تجنب الركود الإقتصادي العالمي المرتقب والذي يمكن أن يكون مقدمة لأزمة مالية عالمية جديدة، من الصعب مكافحتها في ظل أسعار الفائدة المتدنية حاليا ونفاذ ذخيرة البنوك المركزية من السلاح الذي لطالما أنعشت بها الإقتصاد العالمي.
نهاية المقال:
بينما تعاني جنوب افريقيا ونواحيها من الجفاف الكبير بوجود الأزمة الإقتصادية هناك، يأتي غزو الجراد مع تهديد اقتصادي لكل من كينيا واثيوبيا والصومال وبقية دول شرق أفريقيا.