يعد نظام المقاول الذاتي من أفضل الحلول التي تبناها المغرب في السنوات الأخيرة وهو الذي يفرض ضريبة بنسبة 0.5 في المئة إلى 1 في المئة على كل شخص يزاول بشكل انفرادي نشاطاً صناعياً أو تجارياً أو تقديم الخدمات عبر الإنترنت.
عدد المقاولين الذاتيين في المملكة تضاعف بأكثر من أربع مرات خلال أربع سنوات ليبلغ 373663 في 2021، وانضم 86023 شخصا إليه في عام 2021 لوحده.
لكن بالرغم من سهولة الولوج إليه والتسجيل فيه إضافة إلى الإبلاغ عن الأرباح وتسديد الضرائب وكل ذلك رقميا عبر الإنترنت، إلا أن بعض الجهلة ينشرون أكاذيب حول غرامات وضرائب المقاول الذاتي في المغرب، وإليك الحقيقة في هذا المقال.
غرامات نظام المقاول الذاتي في المغرب
كل مقاول ذاتي يجب أن يلتزم بالكشف عن أرباحه للربع المنصرم، وهذا يعني أنه في شهر يناير يجب عليه التصريح بأرباح الربع السابق الذي يتكون من أكتوبر ونوفمبر وديسمبر.
هذا أمر مفروض ويجب أن يتم من خلال موقع المقاول الذاتي، وهو موقع يعمل بدون مشاكل وتم تحسين خدماته كثيرا، لذا فإن العملية تتم من خلال خطوتين، الأولى التصريح برقم المعاملات والثانية دفع الضريبة ومبلغ الضمان الاجتماعي وكل ذلك يتم في دقائق معدودة!
إذا تجاوز التأخر بالتصريح برقم المعاملات 30 يوما، يتم تطبيق زيادة %5، إذا تم تجاوز هذا الأجل، يتم تطبيق %15 كزيادة عن التأخر (الفصل 184 من المدونة العامة للضرائب).
وبناء على ما سبق فإن الكثير من المقاولين الذاتيين يتأخرون في التصريح بمعاملاتهم أو يتجاهلون العملية لسنوات لتتراكم عليهم الغرامات التي لا تقل عن 100 درهم في الربع.
لا ننسى أيضا أن هناك غرامات الضمان الاجتماعي، الذي ينتظر كل ربع تسديد 300 درهم الخاصة به، وهذا للتأمين الصحي وتغطية تكاليف الأدوية والعمليات الصحية لدى المقاول الذاتي.
لذا لك أن تتخيل تراكم غرامات الضرائب وغرامات الضمان الاجتماعي، وكل هذا لأن المقاول يستهين بمسألة الإبلاغ عن رقم المعاملات، مع العلم أنه لا توجد ضرائب إذا بلغ عن 0 معاملات، وسيكون عليه أن يدفع 300 درهم للتأمين الإجباري وهذا موضوع آخر.
ما أكثر المنتسبين إلى المقاول الذاتي وما أقل المقاولين الذاتيين
تجد شخصا ما يذهب وينتسب إلى المقاول الذاتي ويحصل على بطاقته ومن ثم تجده يقضي الوقت كله على الشبكات الاجتماعية وفي المقاهي وكأن تلك البطاقة ستغير حياته أو تضيف له شيئا.
والحقيقة أن المقاول الذاتي شخص مكافح ومسؤول، يعمل ويقدم خدماته ويسوق لنفسه بطرق مختلفة ويقدم خدمات مجانية للتسويق أكثر بنفسه ويحصل على العملاء.
ومع وجود الشبكات الاجتماعية من السهل الوصول إلى العملاء المحتملين ويمكن للشخص أن يروج لنفسه ويحصل على عمل ويحسن من مستوى خدماته.
وبعد نهاية الربع يصرح بمعاملاته ويدفع واجباته ولن يجد مشاكل لا مع الضرائب ولا الضمان الاجتماعي، ولن يتعرض لغرامات أو عقوبات مالية أو قانونية.
بينما يعد سهولة الإنضمام إلى المقاول الذاتي ميزة جيدة، فقد دفعت كثيرون ممن يجهلون ماهية النظام والمسؤوليات القانونية المترتبة عنه للإنضمام إليه والحصول على البطاقة بدون فائدة تذكر.
القانون لا يحمي المغفلين
يلجأ هؤلاء المغفلين إلى يوتيوب ومنصات الشبكات الاجتماعية، إلى طرح شكاياتهم حول نظام المقاول الذاتي، ووصفه بأنه فخ كبير والتحذير منه ويذهب آخرين لوصفه بأنه نظام نصب على الشباب، ونشر أكاذيب ومعلومات خاطئة لتحذير الشباب وتشجيعهم على التهرب الضريبي.
بدون المقاول الذاتي وفي اطار نظام الدخل العادي سيكون على الشباب دفع ضرائب تصل إلى 38 في المئة على أرباحهم السنوية، وهذا سيء للغاية مقارنة مع المقاول الذاتي الذي لا يتطلب أكثر من 1 في المئة لكل ربع، وأكثر من ذلك يمنحهم النظام صفة قانونية عوض العمل فيالقطاع غير المهيكل.
سيكون على هؤلاء المطالبة بشطبهم من النظام وهو خيار موجود في الموقع الإلكتروني للنظام، لكن قبل ذلك يجب عليهم تسديد الغرامات المتراكمة عليهم، أو التواصل مع إدارة الضرائب لتسوية مشكلتهم، لكن ماذا بعد ذلك؟ إذا كانوا يعملون ويحققون دخلا سيدفعون ضرائب أعلى وهذا ما ينتظرهم.
إقرأ أيضا:
أسباب زيادة الضرائب في المغرب وخطة 20 مليار دولار سنويا
كيف تتعقب مديرية الضرائب في المغرب أرباحك من الإنترنت؟
لماذا ينبغي خفض الضرائب في المغرب وما هي مقترحاتنا؟
ثورة تطوير تسعير التحويل ونظام الضرائب في السعودية
كيف انتصرت أمريكا في نظام الضرائب العالمي الجديد؟
خطة زيادة الضرائب عالميا والقضاء على الملاذ الضريبي