
ترتفع إحتمالات إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلفية تواطؤ حملته الإنتخابية مع روسيا، وقد تابع أغلبنا أو سمع على الأقل بمجريات هذه القضية المتواصلة والتي كان آخرها منذ أيام الخبر الذي نشرته الصحف عن مداهمة إف بي آي منزل المدير السابق لحملة ترامب الشهر الماضي وقد تمت العملية ليل 26 من شهر يوليو / تموز.
بناء على ذلك حصل مكتب التحقيقات الفيدرالية على مستندات تؤكد أن روسيا سلمت عبر محامية روسية بعض المعلومات التي من شأنها أن تضر كلينتون وهذا لإبن الرئيس الأمريكي الذي يبدو أنه شارك في وصول والده إلى الحكم.
وقد رأينا أيضا خلال الأسابيع الماضية وجود تقارير تؤكد تورط الرئيس الأمريكي في التدخل الروسي بالإنتخابات وأنها مسألة وقت فقط وستتضح صورة هذا التعاون الغير الشرعي.
في هذا الوقت تنظر وول ستريت إلى هذا الملف بقلق بالغ، فكلما اتجهت الأضواء إلى هذه القضية وكان الحديث عنها قويا كلما خسرت البورصة الأمريكية بعض مكاسبها وكلما أكدت تقارير أخرى عدم وجود أي دليل ملموس على ورطة ترامب ارتفعت الأسهم الأمريكية وتنفس المستثمرين الصعداء.
-
وول ستريت من مؤيدة لهيلاري كلينتون إلى مشجعة لدونالد ترامب
أتذكر جيدا أنه خلال أشهر الحملة الإنتخابية في الولايات المتحدة الأمريكية أيد معظم المستثمرين الكبار هيلاري كلينتون باعتبارها سياسية محترفة ويمكنها على الأقل أن تحافظ على مكاسب عهد أوباما فيما يمكنها أن تقدم على المزيد من الإصلاحات.
خلال تلك الفترة تأثرت وول ستريت ايجابا باحتمال وصول العجوز الشقراء إلى الحكم، بينما تنظر إلى دونالد ترامب على أنه متعصب وسيورط الولايات المتحدة الأمريكية في حروب على طريقة سلفه جورج بوش، كما أنه مندفع ولا يفقه كثيرا في السياسة وسيرتكب أخطاء تدمر الإقتصاد الأمريكي الذي لا يزال يتعافى ببطء جديد من أزمة 2008.
لكن انقلاب صارخ حدث عندما هزمت هيلاري كلينتون وصدم الملايين من الأمريكيين والناس حول العالم، فالمندفع وصل إلى الحكم ورغم المخاوف التي وصلت إلى ذروتها حينها، ذهبت وول ستريت للتركيز على الجانب الإيجابي من برنامجه الإنتخابي، لعل خلق الملايين من الوظائف واعادة المصانع من الصين والقضاء على العجز التجاري من خلال اعادة النظر في العلاقات التجارية مع مختلف البلدان، والتقليل من التكاليف الغير المهمة ومنها تكاليف كبيرة تنفقها الولايات المتحدة الأمريكية على الدعم المادي لبعض البلدان ومنها مصر، وأيضا على العديد من المنظمات ومنها الأمم المتحدة أبرز إيجابيات خطته بالنسبة للأمريكيين.
-
رالي دونالد ترامب الأعظم في التاريخ
أعلن وارن بافيت واحد من أنجح المستثمرين الأمريكيين والمؤيد الكبير لهيلاري كلينتون ومن قبلها للرئيس السابق باراك أوباما، عن تأييده الكبير لدونالد ترامب الذي عارضه كثيرا وكانت هناك اشتباكات كلامية في وسائل الإعلام حول الضرائب.
أكد وارن أنه سيقدم الدعم والمشورة للرئيس الأمريكي وقتما احتاجها وطلبها منه رسميا كما فعل أوباما عدة مرات من قبل.
وبالموازاة مع هذا التأييد الثمين ارتفعت الأسهم الأمريكية وحطم داو جونز أرقاما قياسية لم يصل إليها في عهد أي رئيس أمريكي سابق، كان أشهرها وصول مؤشر داو جونز إلى 20000 نقطة ومنذ أيام وصل إلى 22000 نقطة وهذا من حوالي 17000 نقطة خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي.
-
وول ستريت تراهن على قانون الضرائب الجديد
الكلمة السر في تأييد وول ستريت لدونالد ترامب وعدم انهيارها على وقع صدمة فوزه، هي وعده بتخفيض الضرائب إلى أقل نسبة ممكنة والعمل على إطلاق مشروع ضخم من أجل تطوير البنيات التحتية وزيادة الوظائف وأنه سيضغط على الشركات في المقابل لتعمل على توفير فرص العمل بالسوق الأمريكية لصالح الأمريكيين.
هذه الخطة التي بها العديد من المخاطرة حيث قد تزيد من ديون الولايات المتحدة الأمريكية إلى المزيد من الأرقام القياسية تتصف بأنها شجاعة وتخدم مصالح الشركات والمؤسسات والمستثمرين.
-
إقالة دونالد ترامب يعني نهاية مشروعه وبداية الأزمة المالية!
لا شك أن دونالد ترامب يواجه خطر الإقالة في أي وقت سواء لمحاولته عرقلة سير العدالة في التحقيقات بخصوص تدخل روسيا في الإنتخابات أو لأسباب أخرى.
التحقيقات جارية إلى الآن والمزيد من الأشخاص الذين كانوا معه في فريقه الإنتخابي سقطوا أو تم عزلهم، وهناك حالة من الفوضى في البيت الأبيض وانقسام حاد في الشارع الأمريكي حوله.
إقالة دونالد ترامب ستكون بشارة خير لمعارضيه ولمن يكرهون فلسفته في الحياة والسياسة وادارة الحكم، لكنها ستكون صدمة موجعة لأسواق المال الأمريكية، وول ستريت التي أيدت خلال الحملة الإنتخابية هيلاري كلينتون هي اليوم بقيادة الملياردير وارن بافيت في صفه، وقد تكون قضية اقالته بوابة لاندلاع الأزمة المالية العالمية المنتظرة.