تحدثنا سابقا في مقال خاص عن الأزمات التي تهدد فيس بوك والتي جعلت السنة الحالية بالنسبة له سيئة جدا، بالرغم من الأرباح المتنامية والتي لا تترجم ما يحدث في الواقع بالوقت الحالي.
لكن ماذا أيضا عن يوتيوب؟ منذ مارس الماضي وأنا اكتب مقالات حول أزمة يوتيوب والتي تابعنا فيها تطورات قضية خطاب الكراهية والتزييف والفوضى التي تعيشها هذه المنصة التي لم تختلف كثيرا عن المنصات الاجتماعية الاخرى.
خطورة ما يحدث في يوتيوب هو أن الإعلانات يتم بثها على الفيديو، لهذا فإن ظهورها على مقاطع مشبوهة وذات رسائل سيئة هو تشويه لسمعة الشركات المعلنة.
وفيما يزخر فيس بوك و تويتر بمنشورات الأخبار المزيفة ومقاطع فيديو الاغتصاب وممارسة خطاب الكراهية في صور متعددة، إلا أن عدم تفعيل الإعلانات على مقاطع الفيديو هو ما يحمي المنصتين من العقاب إلى حد الآن.
وخلال الأسابيع الأخيرة توجهت المنصتين إلى إظهار الإعلانات على مقاطع الفيديو وحاليا فإن هذا الخيار محدود وعندما يكون متاحا للجميع وتوفران لكافة الناشرين تحقيق الأرباح من مقاطع الفيديو الخاصة بهم ستواجه المنصتين حملات انسحاب المعلنين مع تأكد ظهور إعلاناتهم على مقاطع من غير المقبول تمويل أصحابها.
-
أزمة يوتيوب مع خطاب الكراهية والمحتويات غير اللائقة
على مدار السنوات الماضية اهتمت جوجل بجعل منصتها الإعلانية مواتية لجلب نتائج كبيرة للمعلنين، فكلما أنفق المعلن المزيد من الأموال حصل على المزيد من المشاهدات لإعلاناته والنتائج الأخرى بما فيها التحويلات والمبيعات.
وتغافلت عملاقة البحث الأمريكية عن نقطة مهمة في منصة الفيديو الخاصة بها، وهي العمل على ضمان أن لا تظهر الإعلانات على مقاطع غير لائقة.
المقاطع الغير اللائقة تشمل ما يتضمن التهديد بالقتل لطائفة أو لمجتمع أو سكان دولة، أيضا ما يتضمن التحرش الجنسي وما يحرض على القيام بأشياء ممنوعة مثل الاختراق وإلحاق الأذى بالأفراد والمجتمعات، إضافة إلى مقاطع الفيديو التي تتضمن عبارات السب والشتم.
كل هذه المقاطع كانت تظهر عليها إعلانات ويتم تقاسم أرباحها مع ناشريها، وكان الجميع سعيدا بذلك، إلى أن قامت وسائل الإعلام البريطانية بتسليط الضوء حول دور فيس بوك – جوجل – تويتر – مايكروسوفت في الفوضى التي تهدد المجتمعات الغربية والعالم بأسره.
عندما يملك شخص قناة على يوتيوب وينشر عليها مقاطع غير لائقة ويكسب الآلاف من الدولارات فهو سيستمر في نشاطه دون أن يهتم بتأثير محتويات قناته على مشاهديها وكيف تؤثر على سلوكهم وتحولهم إلى أشخاص همجيين.
وأقدم المعلنون خلال مارس الماضي بالانسحاب ليلاحظ بعدها أصحاب القنوات تراجعا ملحوظا في العائدات الإعلانية نظرا لقلة الإعلانات التي تظهر على مقاطع الفيديو بالمنصة.
وبعد أشهر قليلة عاد المعلنون إلى المنصة وهذا كرد فعل على اجراءات كثيرة وشجاعة تشكر عليها جوجل أقدمت عليها لمعالجة الأزمة.
لكن إلى الآن الأمور ليست مثالية، والشركة تدير حملة تنظيف واسعة سقطت قنوات كبيرة بسببها منها قناة حوحو للمعلوميات وكذلك قناة Toy Freaks.
-
أزمة مشاهدات مقاطع الفيديو وتراجع التفاعل
لاحظ أصحاب القنوات على يوتيوب خلال الفترة الأخيرة تراجعا حادا في مشاهدات مقاطع الفيديو بالتوازي أيضا مع تراجع الأرباح.
وكان مؤسس واحد من أكبر قنوات التقنية في العالم العربي قد تطرق إلى هذه المشكلة وظل يتساءل عن الأسباب دون أن يجد أي أجوبة مقنعة.
مشاهدات مقاطع الفيديو تأثر سلبا بالنسبة للقنوات لأن مقاطع الفيديو الجديدة منذ أسابيع لم تعد تصل إلى كافة المشتركين، ويبدو أن هذا ناتج في الواقع إلى مشكلة في الخوارزميات التي يستخدمها الموقع في فحص مقاطع الفيديو الجديدة سريعا قبل الموافقة أو رفض بث الإعلانات عليها.
مشاهدات مقاطع الفيديو لدى الكثير من القنوات قد تراجعت بصورة مرعبة، فيما تستمر الشركة الأمريكية في اغلاق القنوات والحسابات بشكل يدوي ونهائي.
نهاية المقال:
عام 2017 سيء لكافة المنصات الاجتماعية التي تعيش حالة من الفوضى لم تعد مقبولة، يوتيوب يعاني من أكبر أزمة في تاريخه وهي مرشحة لتستمر خلال 2018 حتى سقوط كافة القنوات التي تنشر المحتوى غير اللائق.
إقرأ كل مقالات أزمة يوتيوب من هنا الآن.