تسبب الأعاصير والكوارث البشرية خسائر مادية كبيرة، ففي حال إعصار هارفي ونظيره كاترينا وصلت الخسائر المادية إلى 125 مليار دولار أمريكي.
يقول الخبراء أن الكوارث الكبرى يمكن أن تكلف البشرية أرقاما من الصعب تقبلها وتصديقها، ونتحدث عن 1000 مليار دولار أمريكي على الأقل، تريليون دولار فما فوق.
العواصف الشمسية يمكنها في الواقع أن تكون أكثر تكلفة من العواصف التي تحدث على الأرض والتي تنتقل من قارة إلى أخرى.
-
ما هو طقس الفضاء؟
غالبا ما يجيب الناس على هذا السؤال بالقول أنه الطقس الخاص بالكواكب الأخرى، لكن في الواقع هذا جواب خاطئ أو غير دقيق.
يتم تعريف الطقس الفضائي فعليًا بواسطة موقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) على أنه تباينات في بيئة الفضاء بين الشمس والأرض (وفي جميع أنحاء النظام الشمسي) يمكن أن تؤثر على التقنيات في الفضاء وعلى الأرض.
-
يمكن فعلا التنبؤ بالعواصف الشمسية
هذه العواصف المغنطيسية الأرضية والأحداث المرتبطة بها مثيرة للاهتمام من الناحية العلمية، ولكنها يمكن أن تكون مدمرة للغاية للمجتمع.
لدى NOAA بالفعل مركز تنبؤ بالطقس الفضائي (SWPC) في بولدر، كولورادو يخدم وظيفة مماثلة لـ “العواصف الشمسية” مثل المركز الوطني للأعاصير للأعاصير المدارية.
ولحسن الحظ عمل خبراء الفضاء على تطوير التقنيات التي يمكن أن تساعدهم في التنبؤ بالعواصف الشمسية ومعرفة قدومها بعدة أيام.
يعمل فرق من الباحثين حول هذا الموضوع خصوصا وأن تلك العواصف يمكن أن تسبب مشاكل للأقمار الصناعية وبالتالي للإتصالات والإنترنت.
-
التاريخ يشير على حدوث عاصفة شمسية من قبل
في مايو 1921، ضربت عاصفة قوية تقريبًا الأرض، مما تسبب في أضرار لمرافق التلغراف.
إذا حدث حادث كارينغتون أو عاصفة عام 1921 مرة أخرى اليوم، فإن الأضرار تقدر بما يزيد عن تريليون دولار، حيث أن العديد من ملايين الأشخاص سيكونون بلا كهرباء أو اتصالات لشهور أو حتى سنوات.
وفي الواقع لا تبدو تلك العاصفة الشمسية هي الأكبر في تاريخ البشرية، ففي فاتح سبتمبر 1859 تعرضت الأرض لأقوى عاصفة شمسية جعلت الليل نهارا.
تسبب توهج شمسي في الأول من سبتمبر 1859 قدرت طاقته بما يعادل طاقة 10 مليارات قنبلة ذرية إلى إرسال غاز مكهرب وجسيمات دون ذرية نحو الغلاف الجوي للأرض، متسبباً بعاصفة جيومغناطيسية سجلت على أنها الأعنف في تاريخ البشرية.
أدى ذلك إلى تعطل جميع أجهزة التلغراف بكل من شمال القارة الأميركية وأوروبا لساعات عديدة وهي وسيلة الإتصال الأحدث في ذلك الوقت.
تعطل هذه الأجهزة أوقف البورصات العالمية عن العمل وانتشر الرعب في العالم، وتحدث الناس عن نهاية وشيكة للعالم خصوصا وأن الليل أصبح مضيئا وهناك حركة للعصافير والطيور على غير عادتها.
آمنت نسبة هامة من الأميركيين باقتراب نهاية العالم بناءً على نصوص دينية من الديانات السماوية التي تتنبأ نصوصها بذلك.
-
ماذا لو حدث ذلك مرة أخرى الآن؟
سيكون الأمر كارثيا ولا أعتقد أن أوروبا وأمريكا هي التي ستتضرر لوحدها، بل إن إتصال الإنترنت في العالم قد لا يعمل بشكل كامل أو ربما ينقطع في مساحات شاسعة من دول العالم.
سيقبل المستثمرين على بيع الأسهم وشراء الذهب مع ورود أولى حالات شلل الإنترنت والإتصالات، لكن في وقت لاحق ستعجز هذه المؤسسات والخدمات عن مواصلة العمل.
الخسائر لن تقل عن تريليون دولار وقد يكون هذا الرقم صغيرا في حال حدوث عاصفة شمسية كبرى مثل التي شهدتها البشرية 1859، فكما نعلم جميعا تعتمد الكثير من القطاعات والشركات اليوم على التجارة الإلكترونية.
من المنتظر أن تتعطل الأقمار الصناعية وربما تصاب بعضها بأضرار كبيرة، وهو ما سيجعل عودة الاتصالات بعد مرور العاصفة أمرا مكلفا للوقت بالنسبة للكثير من دول العالم.
نهاية المقال:
قد يعيد التاريخ نفسه، ونعيش نفس العاصفة الشمسية الأكبر في التاريخ والتي عاشتها الأرض أواخر أغسطس وبداية سبتمبر 1859 وعطلت الاتصالات والبورصات وحولت الليل إلى نهار.