في خبر نشرته شبكة سي ان ان الأمريكية، أعلنت مؤسسة The Rockefeller Foundation، وهي مؤسسة خيرية عمرها 107 سنوات بناها قطب النفط جون دي روكفلر، التخلي عن الوقود الأحفوري في محاولة لإنقاذ الكوكب.
بالإضافة إلى التعهد بالتخلي عن حيازاتها من الوقود الأحفوري، فإن مؤسسة الـ 5 مليارات دولار تعد أيضًا بعدم القيام بأي استثمارات جديدة في القطاع المحاصر.
هذه الخطوات تجعل مؤسسة روكفلر أكبر مؤسسة أمريكية تتبنى حركة سحب الإستثمارات سريعة النمو من قطاع النفط والغاز الطبيعي.
-
قرار للحفاظ على مستقبل الأرض
قال راجيف شاه، رئيس مؤسسة روكفلر، لشبكة CNN Business في مقابلة حصرية: “إن حرق الوقود الأحفوري ليس ضروريًا للحفاظ على اقتصادنا ونمونا الاقتصادي على المدى الطويل وهو ضار بمستقبل مناخنا”.
هذا التجريد من الاستثمارات رمزي بشكل خاص لأن مؤسسة روكفلر تأسست بأموال النفط، تم بناء الهبة إلى حد كبير من عائدات Standard Oil، وهي شركة كانت تسيطر في ذروتها على أكثر من 90٪ من المنتجات البترولية في الولايات المتحدة.
بعد أكثر من قرن من الزمان، قررت مؤسسة روكفلر أن الوقت قد حان لقطع العلاقات مع الوقود الأحفوري لأن مثل هذه الاستثمارات تتعارض مع مهمتها في رفع مستوى الإنسانية.
تضع هذه الخطوة علامة تعجب على الضغط الهائل الذي يواجه صناعة الوقود الأحفوري حيث يسير الإستثمار الواعي اجتماعيًا في الاتجاه السائد وتشتد أزمة المناخ.
من خلال التخلص من الوقود الأحفوري وضخ الأموال في الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية تسعى المؤسسة جاهدة لتسريع انتقال الطاقة.
قال شاه، الذي قاد سابقًا الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) خلال إدارة أوباما: “إنه يساعد بشكل جماعي في وضع بصمتنا على المقياس نحو مستقبل أكثر استدامة، هذا أملنا وهذا هو طموحنا”.
-
عائلة مشهورة تقطع العلاقات مع النفط
وتأتي هذه الأخبار بعد أسابيع من تعهد صندوق المعاشات التقاعدية بولاية نيويورك والذي تبلغ قيمته 226 مليار دولار بالتخلص من مخزونات الوقود الأحفوري في السنوات الخمس المقبلة وسحب الإستثمارات في الشركات التي تساهم في الاحتباس الحراري بحلول عام 2040.
مؤسسة روكفلر هي أكبر منظمة خيرية تخرج من الوقود الأحفوري، لكنها ليست الأولى في العائلة الشهيرة التي تقوم بذلك.
في عام 2014، أعلن صندوق Rockefeller Brothers، وهو منظمة شقيقة لمؤسسة Rockefeller Foundation التي تأسست في عام 1940 أنه لن يستثمر بعد الآن في رمال الفحم والقطران وسيبدأ التحول بعيدًا عن أنواع الوقود الأحفوري الأخرى، في ذلك الوقت كان الصندوق يسيطر على حوالي 860 مليون دولار من الأموال.
ذلك بعامين، تعهد صندوق عائلة روكفلر، وهو مؤسسة خيرية أسسها أفراد من العائلة في عام 1967، بالتخلي عن الوقود الأحفوري، بما في ذلك حصته في إكسون.
على مدى السنوات الست الماضية، تم تقليص أثر الوقود الأحفوري لمؤسسة روكفلر إلى النصف إلى 2٪ فقط من إجمالي الأصول، مما يعكس التراجع الكبير في الصناعة، هذا الإنكشاف الصغير نسبيًا يجعل الطلاق أقل فوضى اليوم.
-
عام قياسي لسحب الإستثمارات من النفط
تكتسب حركة سحب الإستثمارات زخمًا جادًا، جنبًا إلى جنب مع صعود الإستثمار البيئي والإجتماعي والحوكمة.
قامت أكثر من 1300 مؤسسة وعائلة تسيطر على 14.5 تريليون دولار بالتخلص من استثماراتها في الوقود الأحفوري والمؤسسات النفطية، وفقًا لإحصاء أجرته مجموعة البيئة 350.org
تقديرات أخرى أكبر من ذلك، تبنت الصناديق التي تتحكم في ما مجموعه حوالي 18 تريليون دولار سياسة تصفية الوقود الأحفوري منذ أغسطس 2020.
هذا العام يسير على الطريق الصحيح ليكون عامًا قياسيًا لإعلانات سحب الاستثمارات، بقيادة مستثمرين مؤسسيين كبار. تعهدت شركة BlackRock، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم بقيمة 8 تريليون دولار، في يناير بالتخلي عن منتجي الفحم الحراري والإستثمارات الأخرى التي تعتبرها من مخاطر الاستدامة.
هناك تاريخ طويل من حركات سحب الاستثمارات، بما في ذلك الجهود السابقة لتوجيه الأموال بعيدًا عن صناعات الدفاع والكحول والتبغ، تعرض الوقود الأحفوري لانتقادات شديدة في السنوات الأخيرة بسبب الإهتمام المتزايد بتغير المناخ.
-
أزمة النفط 2014 مستمرة
ويتعرض النفط الذي يعد من أهم معالج الوقود الأحفوري في العالم والذي يستخدم حاليا في النقل والصناعات وإنتاج الطاقة، منذ عام 2014 لأزمة انهيار كبرى وشكلت أساس انهيار فنزويلا.
على اثرها تبنت المملكة العربية السعودية رؤية 2030 التي ستنوع مصادر الدخل لهذه الدولة المهمة في الشرق الأوسط، كذلك سارت على طريقها عدد من الدول.
لكن بعض الدول تواجه مخاطر متزايدة لعل أبرزها حاليا هي الجزائر والعراق ونيجيريا إضافة إلى الكويت، وهي الدول التي لا تشهد تحولات كبرى ولا تزال تأمل تعافي السوق.
في حين ركزت عمليات تصفية الوقود الأحفوري في البداية على الفحم وأقذر أشكال التنقيب عن النفط، فقد توسعت لتشمل شركات النفط والغاز على نطاق واسع مما خلق صداعا جديدا لصناعة في حالة من الفوضى.
إقرأ أيضا:
تأثير فوز بايدن على الأسهم السندات الذهب النفط تركيا
السعودية تعاني من حرب أسعار النفط الثانية وتستعد لحرب ثالثة
توقعات النقد الدولي: أسعار النفط 2021 وانكماش الشرق الأوسط
بريتيش بتروليوم تنتقل إلى عصر الطاقة النظيفة وتترك النفط والغاز
هكذا تقودنا أزمة فيروس كورونا نحو نهاية عصر النفط