الإعلانات و الدعايات تعد أسلوبا تسويقيا فعالا سواء على الويب أو التلفزيون أو في الشوارع و على موجات الراديو و في العالم العربي تكون الشركات المتنافسة في الأسواق المحلية حاضرة بقوة على التلفزيون بالدرجة الأولى للترويج لخدماتها و منتجاتها ضمن سلسلة من الإعلانات الإبداعية التي تبهر المشاهدين.
شركات الاتصالات المحلية قطعت شوطا كبيرا على هذا المستوى و أصبحث خلال السنوات الأخيرة تدخل في حروب إعلانية واضحة للمشاهدين سواء من ناحية عدد مرات تكرار بث الإعلانات أو حتى من خلال الرسائل الموجهة في كل واحدة منها لإعلان الشركة الغريمة.
اعلانات رمضان في المغرب بطعم شبكات الجيل الرابع
بذات الوقت الذي لا يزال يعاني فيه مستخدمي الإنترنت بالمغرب من سوء جودة الجيل الثالث و الخدمات المرتبطة به تتسابق الاتصالات المغربية في الوقت الراهن على إطلاق الجيل الرابع التي يأمل المستخدمين أن تكون متوفرة في كل انحاء المملكة و بجودة عالية رغم أن أغلب الظن يذهب إلى أننا سنرى جودة جيدة من الجيل الثالث بعنوان 4G على الأغلب.
اتصالات المغرب صرحت لوسائل الإعلام أن المستخدمين ليسوا بحاجة لاستبدال شريحة الجوال لدعم الجيل الجديد من الشبكات متناسية أنها بحاجة إلى شريحة بقدرات أفضل من ناحية تبادل البيانات و أيضا إلى هاتف يدعم 4G و لن تكون صالحة لأي جهاز كما يتم الترويج لها الآن من خلال الإعلانات فئة كبيرة من العملاء سيشترون الشريحة الجديدة ليحتفظوا بها لأنفسهم على أمل شراء هاتف الجيل الرابع!
الكثيرون من المغاربة منبهرين من هذه الخطوة التي أقدمت عليها الشركات المتنافسة في السوق المغربية أقصد إتصالات المغرب مع إنوي و ميديتيل رغم أن الأولى إلى حد الآن لم تتمكن من إطلاقها لخلاف مع الشريك الصيني هواوي فيما المنافسين يفخرون من خلال إعلاناتهم بتوفير اتصال إنترنت للموبايل و الحواسيب يتيح للمستخدمين المشاهدة دون انقطاع، الأمر أصعب مما نشاهده في الإعلانات و العملية بحاجة إلى شراء هواتف تدعم 4G قبل شراء الشريحة الجديدة و نحن نعلم أن قسم كبير من مستخدمي الجوال انتقل إلى استخدام الهواتف الذكية لكن معظمها لا يدعم 4G
عشاق جالكسي سيكون عليهم شراء نوت 4 أو جالكسي اس 5 على سبيل المثال، جالكسي اس 4؟ انسى هذا الجهاز فهو لا يدعم شبكات الجيل الرابع!
الإعلانات التي تحتفل بهذه الخطوة سيطرت على مشهد الإعلانات الرمضانية في المغرب بانتظار نتائج جيدة رغم أن المغالطات الشائعة هي التي تسيطر على الجو العام للإعلانات في إطار الضحك على المستهلكين كما العادة.
إعلانات هجومية بين الاتصالات المصرية و الناشطين لتحسين الخدمات معجبين بهذا الأمر!
على الجهة الأخرى و أقصد مصر نجد أن خدمات الإنترنت هناك و الجوال سيئة للغاية سواء على مستوى الجودة أو حتى الأسعار المبالغ فيها و التي تتوفر بها للمستخدمين، الغريب هناك أن الشركات قادرة على إنفاق مبالغ قياسية لعمل حملات إعلانية رمضانية هجومية على بعضها البعض بصورة واضحة لكنها غير قادرة للإنفاق لتحسين الخدمات المتدنية.
ما الفائدة من إعلانات ناجحة لخدمات سيئة؟ هذا ما تقوم به الشركات المحلية في العالم العربي خصوصا الاتصالات و بشكل واضح خلال شهر رمضان فيما لم تتمكن الهجمات التي يقوم بها المستهلكين المتضررين على الشبكات الاجتماعية من دفعها لتقديم خدمات بأسعار معقولة و بجودة أفضل.
المضحك فعلا هم هؤلاء المحللين للإعلانات و المنبهرين من الإبداع الموجود فيها و المعجبين بقسم التسويق في تلك الشركات التي عادة ما يهاجمونها على الشبكات الإجتماعية خلال الأشهر الماضية، سبحان الله كم من شخص كان يهاجم فودافون أو اتصالات أو موبينيل خلال ما مضى ليكلف نفسه عناء كتابة منشورات و تغريدات يعبر فيها عن إعجابه بالعمل الممتاز الذي تم في تلك الإعلانات التلفزيونية.
يتحدثون عن “قصف جبهة فودافون” بينما الجبهة التي تم قصفها في الحقيقة هي جبهة العملاء الموهومين بالإعلانات الإبداعية لبعض الوقت و بمجرد أن تزول أثرها سيدركون مدى بشاعة الخدمات المقدمة إليهم.
الكثيرون من الناشطين ضمن ثورة الإنترنت تحولوا إلى محللين للإعلانات، عكفوا لساعات لمشاهدة الإعلانات و الحرب بين الشركات في التلفزيون باحثين عن شخصية المارد الأخضر و هل خدعت إتصالات مشاهدي الإعلان بشخصية شبيهة بالمارد الأحمر!
الأجذر أن نثبت لهم أن إعلاناتهم لا تسمن و لا تغنيهم من السوء الذي يلحق بسمعتهم و الذي يعود إلى سوء الخدمات بأسعار مرتفعة لعل و عسى أن يكون حافزا للشركات للعمل على تحسين خدماتها.