يبدو أن إتش تي سي لن تكون الوحيدة التي ستعتمد على إظهار الإعلانات للمستخدمين على هواتفها من أجل زيادة أرباحها و عائداتها المالية و تقليص الخسائر بسبب قلة الإقبال على هواتفها الذكية و توفر هواتف أفضل مما تقدمه.
الإعلانات قادمة على ما يبدو إلى كل هواتف أندرويد خصوصا بعدما قررت سامسونج الاعتماد على ميزة التنبيهات في هواتف أندرويد التي تنتجها من أجل تحقيق هذا الهدف و هي التي تعاني أيضا من تراجع المبيعات و الأرباح بشكل مستمر خلال الأشهر الأخيرة بسبب منافسة الشركات الصينية لها بقوة.
و يبدو أن هذه الشركات لا تريد أن تكتفي بالثمن الذي تبيع به هواتفها الذكية أو المبالغ الكبيرة التي تجنيها من الشركات المطورة للتطبيقات و التي تعاقدت معها لتنصيب تطبيقاتها في تلك الهواتف مسبقا للمستخدمين بل تريد مصدرا جديدا للربح من المستخدمين و هي الإعلانات.
بالنسبة لمستخدمي هواتف سامسونج الأكثر شعبية و انتشارا في العالم في قطاع هواتف أندرويد و التي لا تزال الرقم 1 في هذه المنافسة، سيكون عليهم التعايش مع الإعلانات التي ستصلهم عبر الإعلانات تارة لهواتف جديدة من سامسونج نفسها و تارة أخرى لبرنامج تلفزيوني سيعرض بعد قليل على قناة تلفزيونية تروج لبرنامجها أو لمنتجات أخرى و علامات تجارية مختلفة.
المضحك هو أن الإعلانات ستصل سريعا إلى المستخدمين بينما الأمر لا يحدث مطلقا مع التحديثات التي تتأخر سامسونج في إطلاقها لهواتفها الذكية و سجلها الممتلئ بعمليات تجاهل تحديث أجهزة قامت بإطلاقها منذ أشهر قليلة و هي التي تتبع سياسة إطلاق الكثير من الهواتف دون أن تلتفت لدعم غالبيتها بالتحديثات.
و منذ إطلاق تحديث أندرويد 5.1.1 لهاتفها الذكي جالكسي نوت 4 منذ 6 يوليو الماضي نجد أنه إلى هذا الوقت غير متاح في المنطقة و لم نسمع بتوفره في معظم الدول بينما يعاني هذا الجهاز مع تحديث 5.0.2 من مشاكل أهمها سوء جودة المكالمات التي أصبحت مشكلة جديدة.
من حق سامسونج و إتش تي سي و شركات أندرويد التي تريد زيادة أرباحها البحث عن حلول لتحقيق ذلك الهدف لكن أليس الأجدر بها أولا حل فوضى تحديثات أندرويد؟
ثم لماذا سامسونج عنيدة في سياستها و تستمر في إطلاق هواتف ذكية كثيرة معظمها متشابه و هي مصرة على قتل الإبداع و بيع الكثير منها فقط من أجل البيع و الربح و تعزيز ثروة الشركة.
إتش تي سي هي الأخرى عوض أن تقوم بإصدار هاتف راقي و ثوري مقارنة بإصدار العام الماضي خرجت لنا بهاتف HTC One M9 الذي يشبه تماما الإصدار السابق و القادم بجملة من العيوب و نقاط الضعف و التي حرمته من صفة “هاتف راقي” و فشلت الشركة رغم جهودها التسويقية الاستثنائية في إقناع الناس لشراءه و هو ما لم يتحقق، مبيعاته القليلة و السيئة دعتها للتفكير في إطلاق “الهاتف البطل” في غضون الأسابيع القادمة و تحويل هواتفها المباعة في العالم إلى مصدر مستديم للأرباح من خلال عرض الإعلانات عليها.
الشركة التايوانية لديها هي الأخرى سجل سيء على مستوى التحديثات، إسأل فقط مستخدمي كل من HTC One Mini الذي تم إصداره خلال 2013 و من يملكون HTC One mini 2 الذي تم إطلاقه العام المنصرم المحرومين رسميا من الترقية إلى أندرويد Android 5.0 لتتأكد من هذه الحقيقة.
هؤلاء بلا شك يحصلون على الإعلانات التجارية من الشركة و رغم استفادة الشركة التايوانية ماديا من ذلك إلا أنه لم يكن مقنعا لها بإصدار تحديث لتحسين أداء تلك الهواتف و تقديم المزيد من المميزات لها و هي السياسة التي تضغط بها على المستخدمين لشراء هاتف أحدث منها و التخلي عن السابق.
لكن في الواقع هذا يعزز من الفوضى التي تحدث في قطاع هواتف أندرويد حيث الشركات المتأزمة تبحث عن استغلال هواتفها الذكية المباعة لكسب المزيد من الأموال لتمويل العمليات الانتاجية و إغراق السوق بالمزيد من الهواتف التي تفشل في تغيير واقعها المرير.