“إذا كنت واحدا من معارضي تحديث واتس آب الأخير تمهل في فهم رسائل هذه الحلقة من ضحكة تقنية حيث قد تلمس بعض السخرية التي لا تستهدفك و قد يخيل لك أنني صاحب فكرة هذا التحديث لكن الحقيقة التي لا أنكرها أنني مع التحديث نفسه قلبا و قالبا فقط تمهل لتعرف أسبابي ففي العجلة الندامة “
مما لا شك فيه فإن الجميع تقريبا يعرفون الأن أن تطبيق واتس آب حصل منذ أيام على تحديث جديد ، يضيف ميزة إخبار مرسل الرسالة بأن المتلقي إطلع عليها في حالة حدوث ذلك بالفعل بظهور علامتي “✓” زرقاوين
على إثر ذلك أدان الكثيرين من مستخدمي الخدمة الخطوة و اعتبروها إختراقا للخصوصية ، شجب و إدانة سب و شتم لمن يقف وراء واتس آب و سواء كنت تعرف أم لا فالحقيقة أن هذه الخطوة جاءت بناء على رغبة الفيس بوك الذي يملك الخدمة ، و من المعروف أن الشبكة الزرقاء تفضح متجاهلي الرد على الرسائل على شبكتها الإجتماعية دائما .
و للتعبير عن هذا الغضب رأينا الكثير من الرسوم الساخرة التي تصور العديد من السيناريوهات القابلة للوقوع هذه الأيام بسبب قراءة الرسائل و عدم الرد عليها ، كلها تتفق على شيء واحد نزاعات و حروب إذا ما قرر أحدهم تجاهل الرد على رسالة الأخر في حالة اطلع عليها بغض النظر عن طبيعة الأخر … صديق كان أو اخ أخت أو صديقة أو حتى زوجة في بيت أهلها أثناء عطلتها المعتادة !
إذا كنت تفضل الواتس آب لأنه كان يسمح لك بتصفح الرسائل و الإطلاع عليها و قراءتها على مهلك فأنت في عصر السرعة إذ لا أحد سينتظر ردك بعد أن فتحت الرسالة تكفي تلك الدقائق أو ربما الساعات التي ظلت فيها على التطبيق دون أن تفتحها ، أما إذا كنت مستمتعا بغياب هذه الميزة الجديدة لأنها تركت لك هامش الكذب و الأعذار الغير الصادقة فعليك أن تقتنع بأن الصدق ضروري أيضا على مستوى التواصل الإلكتروني و العالم الإفتراضي لأنك في الأخير أنت هنا تتواصل مع أناس لهم عواطف لا تقل عن عواطفك .
إنتهى زمن الأكاذيب على واتساب ، بمجرد أن تفتح الرسالة أنت ملزم بالرد عليها و لا شيء غير الرد و إلا فستخسر علاقتك بالطرف الأخر الذي سيقرأ عدم ردك على أنه تجاهل و إستهتار منك بوقته الثمين الذي أمضاه في كتابتها لك و شخصيا مهما كان رد فعله عليك في هذه الحالة أنت تستحق بعض العقاب … فالأمر يشبه مثلا أن نجلس معا على طاولة مستديرة أسلم عليك و تقابلني بالتجاهل … أستغرب و أطرح التساؤل و لا ترد علي هل هناك أكثر من هذا الإحراج يا رجل ؟ أمل أنك فهمت المغزى من هذا المثال البسيط .
زد على ذلك إذا كنت لا تعرف ، فمن الأداب في الإنسانية قبل الإسلام الرد على كلام الطرف الاخر و عدم تجاهله و إلا كيف تريد منه الإحترام و التقدير مع الحرص على مشاعرك ما دام تجاهلك يضرب هذه القيم عرض الحائط في وضح النهار .
اه تذكرت … لا تتحجج بأننا هنا على العالم الإفتراضي الخيالي حيث غياب القيود الواقعية و عيش الحرية المثالية المفقودة و أننا هنا نتعامل مع تطبيق أجنبي لا يستبعد أن يكون يهودي الجنسية فأنت لا تعرف أن العالم الإفتراضي إمتداد طبيعي للعالم الواقعي و لك في التجارة الإلكترونية أفضل نمودج على صحة هذا الكلام .
لا أخفي عنك سعادتي بدعم واتس آب لهذه الميزة بعد الفيس بوك و تطبيق البلاكبيري مسنجر على أمل أن نرى جميع تطبيقات الدردشة تخطوا نفس الخطوة ، و أتطلع شخصيا لليوم الذي نرى فيه خدمات البريد الإلكترونية أمثال جيميل و أوتلوك مع ياهو تحضنها حضنا دافئا .
لا شيء أفضل من الشفافية في كل شيء على أمل أن تتوصل التكنولوجيا لطرق ترغم الجميع على الصدق في الكلام على أدوات و تطبيقات التواصل و الدردشة من يعرف ؟ فكل شيء ممكن يا صديقي فقط لا تنسى أن ترد على الرسالة التي فتحتها للتو على تطبيق واتس آب لأن صاحبها ظهرت له علامتي “✓” باللون الأزرق إيذانا ببدء العد العكسي للإنتظار !