أحدث المقالات

حسن نصر الله حي يرزق وهو يقرئك السلام

رغم اعلان مقتل حسن نصر الله، أمين عام حزب...

حقيقة توقيف ايمان خليف وحظرها من المنظمة العالمية للملاكمة

انتشرت على وسائل الإعلام العربية منذ أمس المنظمة العالمية...

لماذا فكرة أعداء الله مهينة وتفضح بشرية الدين؟

أعداء الله كثر، وأشهرهم ابليس الملاك الساقط وأتباع الشيطان...

تحرير سيناء هو بفضل كامب ديفيد وليس بسبب حرب أكتوبر 1973

كان هدف مصر في حرب أكتوبر 1973 هو تحرير...

لماذا الإعلام العربي مضلل وعاطفي في حرب غزة؟

في حرب غزة وقف الإعلام العربي إلى جانب قطاع...

ضحكة تقنية : التصوير الذاتي “سيلفي” حماقة يا بشر !

لا أصدق أنها صورة حقيقية ... إنها سيلفي !
لا أصدق أنها صورة حقيقية … إنها سيلفي !

بعد ثورة التصوير الكلاسيكي الإعتيادي التي إمتدت لعشرات السنين مدعومة بتطور الكاميرات و وجودها أيضا على الهواتف الذكية نعيش منذ أكثر من عامين أو يزيد ثورة أخرى  تلقب عالميا بـ  “سيلفي”  أو ما يطلق عليه عربيا بالتصوير الذاتي إنها موضة هذه الأيام حيث العالم كله يجري وراءها و يدعمها حتى بدى لي أن الثورة السابقة بدأت في الإنكماش و الموت التدريجي .

من إيجابيات التصوير الذاتي “سيلفي” أنك لا تحتاج لشخص أخر لتصويرك ، يمكنك الأن أن تلتقط صورة لنفسك و أنت تقود سيارة ! أو تلتقطها لنفسك و أنت بصدد غسل أسنانك قبل نومك لتضغط على زر مشاركتها و يراها كل أصدقائك و تتلقى الكثير من الإعجابات و التفاعل على شكل تعليقات منها الساخرة و منها ما يرضي نفسك و إن كان نفاقا و مجاملة .

إلى حد الأن لا أدرك القيمة المضافة التي يقدمها لي أصدقائي من نشر صور أنفسهم و ما هي الغاية من ذلك ، أحيانا أجد صورة سيلفي لصديق و هو بصدد قراءة كتاب رغم أن القراءة لا علاقة لها بالتصوير ، و مرة أخرى صورة ذاتية لصديقة في المطبخ و هي تقلي بيضا رغم أنه بإمكان أي شاب القيام بالأمر نفسه و ربما بشكل أفضل .

صورة سيلفي لشخص يقود دراجته و لا ننسى كميات كبيرة من الصور الذاتية التي يتم تصديرها إلى الشبكات الإجتماعية بعد إنتهاء كل فعالية من فعاليات شباب اليوم بما فيها المحاضرات و المعسكرات التدريبية و ورش التعلم التي تثمر لنا في الأخير صورة سيلفي جماعية يلتقطها كبيرهم !

المشكلة أن هذه الثورة التي إجتاحت غرف النوم و الحمامات و الإجتماعات و حتى مساحات العمل و التعليم لم يكن كافيا بالنسبة لها سطح الأرض ، مؤخرا أصبحنا نرى تصديرها من أعالي الجبال و ناطحات السحاب و أثناء القفز من الطائرات .

و للأسف الكثيرين مصابين بحمى هذه الثورة و يعتبرون ما سبق أمر طبيعي بل يشككون في كوني “غريب الأطوار” ، حسنا ماذا عن الشرطي التركي الذي إلتقط صورة سيلفي مع شخص حاول الإنتحار و في تلك اللحظة إنتحر ليخسر الشرطي عمله بسبب حماقة عوض أن ينقذ حياة إنسان و يحافظ على عمله ؟ هل وصلت بنا الأمور لنفضل التصوير الذاتي على حياة إنسان ؟ عجبا لنا و ليس للزمان علاقة بهذا العجب !

الأكثر حماقة هو ما قام به المواطن اللبناني مؤخرا ديب صيقلي و انتشر في الإعلام ، الرجل التقط صورة تجمعه بوالدته الميتة بعد أن نبش قبرها و أخرج جتثها من تحث الأرض … جتثها المشوهة و التي لم يمضي على وفاتها وقت طويل ، الرجل إعترف بالأمر بكل فخر عندما إستضافته الإعلامية ريما كركي ، و كانت نظرة المعالجة النفسية “تيريز ورد” كما توقع العقلاء … إنه مريض نفسيا و يحتاج لعلاج نفسي عاجل و إلا فهو قد يشكل خطرا على نفسه أكثر من كونه كذلك على الأخرين .

ماذا عساي أن أقول ؟ إرحمونا من سخافاتكم يا بشر فالأمر قد تجاوز حده و اصبح من الطبيعي لدى الأغلبية هذه النوعية من السلوكيات في التصوير ، شخصيا لا أستبعد في حالة تواصلت هذه الثورة أن نرى جيلا جديدا من المجرمين الذين يعملون على تصوير أنفسهم مع جثة الضحية ، من يعلم كل شيء ممكن في زمن السيلفي فالدافع للقيام بذلك هو نشر الصورة على الشبكات الإجتماعية ليشاركها الملايين من المستخدمين و تتحقق الشهرة … الشهرة الزائفة القائمة على حماقة .

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)