هذه الفقرة المميزة لمجلة أمناي موجهة بالضبط للمنفتحين على كافة الأراء و وجهات النظر في القطاع التقني ، نتناول فيها قضية أو ظاهرة لها علاقة بالتكنولوجيا و ذلك وفق أسلوب ساخر الهدف منه معالجتها للإرتقاء بمجتمعنا العربي إلى الأمام ، لذا حذار من فهم الكلمات على غير معناها و تأويل العبارات بشكل معكوس فالكلام هنا إن كان مضحكا فهو أيضا واقعي و ليس فيلم خيال علمي !
كم أكره الحديث عن التعايش بين مستخدمي الأنظمة المفتوحة و مستخدمي الويندوز إذ لا تعايش يظهر لي هذه الأيام بين الفئتين بغض النظر عن حجم كل واحد منهما ، و مع مرور الوقت يتمسك كل طرف بأسبابه التي تجعله يعادي الأخر و كأننا أمام معسكرين تربطهما عداوة أبدية .
و لأن الويندوز هو الذي يسيطر بالفعل على سوق أنظمة التشغيل بإعتراف الإحصائيات و الأرقام الواقعية قبل الجميع و التي تقول أنه يشكل 90.89 في المئة من السوق اليوم ، يبدوا أن هذه المنصة الأن في وضعية الدفاع أمام الأنظمة المفتوحة للحفاظ على هذا النجاح الكبير و حصتها أمام الهجوم الذي يقوده أنصار الأنظمة المفتوحة بصورة عشوائية و أحيانا أخرى منظمة .
كل شيء إلى هنا واضح جدا للجميع بدون أن أسأل، لكن الغامض بالنسبة لي هو أن شريحة من أنصار اللينكس و مشتقاته يتعمدون تشويه صورة الخصم بل إن الخصم الأبدي لهم هو الويندوز و يزداد الغموض عندما تجدهم يفضلون في الأنظمة المغلقة نظام أبل الخاسر منذ زمن في سباق محسوم لمايكروسوفت !
الجزء الأول من الغموض أقصد به تلك الفئة التي لا تكف عن إستغلال إخفاق ويندوز 8 من أجل كتابة النهاية السيئة للعملاق و السعيدة لهم ، و الجزء الثاني هو محبة أبل و نظامها و كراهية الويندوز التي على أساسها أصبحوا يكرهون مايكروسوفت بكل منتجاتها !
صحيح أن الإصدار الثامن فشل في إحداث ثورة نوعية بتاريخ الويندوز لكن هذا لا يعني أن الإصدارات القادمة لن تنقذ الوضع و سيسوء حال الشركة الأمريكية و لنا في التاريخ عبرة و هنا أنصحك بفتح صفحة فشل الويندوز فيستا و العودة التاريخية مع الإصدار السابع ، تأمل الواقع بتفاصيله و ستجد أن الكثيرين من المراقبين حينها تنبأ بنهاية مايكروسوفت و من ثم إعترفوا أنهم كانوا مخطئين مع الإقبال التاريخي على الويندوز 7 ، شخصيا أرى أن نفس السيناريوا قد يحدث إذا جاء الإصدار التاسع بالصورة المثالية للجميع .
من جهة أخرى إذا كنت تكن العداء للأنظمة المغلقة و تتهمها بالتجسس و الإحتكار فلماذا لا نرى هجوما على نظام الماك من أبل ؟ هل لأنه أمن و مقاوم للتجسس ؟ من قال لك ذلك و ما هي أدلتك ؟ صحيح تذكرت لأنه خسر المعركة منذ زمن كما أنه لا يشكل منافسا عملاقا للأنظمة المفتوحة ، إذن الهجوم مقبول ضد العملاق الناجح أما الفاشل في السوق لا نحتاج لتدميره أكثر مما هو كذلك .
أرأيت ؟ الجزء الثاني من غموض سياسة أنصار الأنظمة المفتوحة هي الإعتراف الغير المباشر و الغير المقصود بنجاح مايكروسوفت ، و الإنسان بطبيعة الحال حينما يكره شيئا معينا لن يخجل من العداوة لصاحبه أيضا و هذا ما وقع فيه هؤلاء ، الغلو في المنافسة لحد العداوة بل إلى حد الكراهية لكيان يملك أكثر من منتج و خدمة و كلها محرمة في قاموس فئة المتعصبين لطائر البطريق .
من حق أنصار الأنظمة المفتوحة الدفاع عن لينكس و اخواته لكن ليس بالشعارات العدائية و قمع مستخدمي الويندوز أو التمييز ضدهم ففي الأخير هم بهذه السياسة يقدمون لنا صورة سيئة عن البطريق الذي كنا نظنه طائرا لطيفا و لا أستبعد أنه مع مرور الوقت سنؤمن جميعا بوحشية الطائر الثلجي الجميل !
هناك فئة راقية من أنصار المشروع اللينكساوي بالعالم أحترمها جدا و أتابعها عن كثب أحببت عن طريقهم الكثير من الأمور التي يطمحون إليها ، و هي الفئة التي تنشر فكرتها بكل سلمية بعيدا عن التعصب و بعيدا عن إتهام الأخر بالإحتكار و التجسس . لكن الفئة المقابلة التي أراها تقلل قيمة الأنظمة المفتوحة و سمو هدفها دون أن تعرف ذلك هي التي تجدها تكن العداء لمستخدمي الويندوز و تعتبرهم أعداء وجب القضاء عليهم كما أن الأمر يصل بها لتحريم الإستفادة من خدمات مايكروسوفت أو حتى الحديث عن إنجازتها و نجاح مؤسسها الشهير !