على المحمول تحرص محركات البحث الرئيسية جوجل و بينج على ترتيب نتائج البحث وفق سرعة تحميل الصفحات التي تمت أرشفتها و التي تظهر في نتائج البحث للباحثين و هذا لم يعد عاملا جديدا أو موضوعا قابلا للتجاهل.
إنتشار التصفح من خلال الهواتف العادية و الذكية و عبر اللوحيات يحثم على محركات البحث تقديم نتائج بحث من مواقع لا يستغرق تحميلها الكثير من الثواني إلى جانب تقديم النتائج المتوافقة مع شاشات المحمول التي تعد صغيرة جدا مقارنة بالحواسيب و طرق عرض المواقع عليها تبدوا مختلفة.
الآن و بعد أن قمت بتحسين نسخة المحمول و جعلت الموقع أسرع بكثير مما كان عليه ستلاحظ ظهور صفحات موقعك في نتائج بحث متقدمة على جوجل موبايل و كذلك بينج و منافسيه.
لكن تبدوا قصة سرعة المواقع و خفة تحميل صفحاتها أمرا غير مرهون فقط بها من الناحية التقنية و التطويرية أي أن الأمر قد لا يكون في إطار مسؤوليتك أنت كمطور و صاحب المواقع على الويب.
نحن نعلم أن جودة الإنترنت و قوة الصبيب يختلفان من بلد إلى أخر و من مستخدم مشترك في عرض انترنت بصبيب قليل إلى أخر يملك اتصال انترنت 8 ميغا و تختلف كليا تجربة التصفح بالانتقال من الجيل الثالث إلى استخدام خدمات الجيل الرابع و كل هذه الظروف و الحالات يجب أن تؤخد بعين الاعتبار.
ما لا تعرف هو أن موقعك يمكن أن يكون سريعا في مختلف البلدان و لدى مشتركي الإنترنت من مختلف العروض و الاتصال لكن ليس جميعها و ما لا قد تعرفه أيضا هو أن عدد هائل من مستخدمي الإنترنت في العالم إلى الويب من خلال الاتصال الضعيف و هذا هو السبب الذي حرك فيس بوك و جوجل مع شركات أهرى منها اريكسون و سامسونج من أجل وضع حد نهائي لهذه المشكلة عبر مشروع نشر الإنترنت مجانا و البداية من المناطق الخارجة عن نطاق التغطية وصولا إلى تلك التي تتوفر فيها خدمات الإنترنت وفق أسعار غالية و جودة سيئة.
حتى الجيل الرابع في بريطانيا هناك شكايات كثيرة بخصوص جودته و أنه لا يقدم السرعة المطلوبة فما بالك بدول العالم الثالث النامية و الصاعدة و حتى السائرة في طريق التحضر و النمو؟
على هذا الأساس يختبر جوجل مؤخرا ميزة إظهار رمز في نتائج البحث يشير إلى أن الإتصال لديك بطيء و أن نتائج البحث التي يظهر بجانبها لن تستطيع الولوج إليها بشكل طبيعي بسبب سوء الإنترنت لديك و ليس لأنها مواقع بطيئة.
النتائج تظهر لنا يوتيوب و مواقع أخرى معروف عنها أنها من اسرع المواقع بالنسبة لمستخدمي الإنترنت ذات الجودة المتوسطة إلى العالية و ليس بالنسبة لمستخدمي الخدمات السيئة المنتشرة عادة في الدول العربية و على رأسها مصر حيث عدد ضخم من مستخدمي الإنترنت و التي لا تتمتع بجودة محترمة هناك دون أن ننسى بقية البلدان في منطقة الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.
تلك العلامة يمكن أن تظهر لمستخدمي الإنترنت في أي دولة بالعالم حيث تعاني الإنترنت من وقت إلى أخر لأعطاب و يصبح الصبيب أحيانا اقل بكثير مما تعد به شركات الاتصالات و ذلك لأسباب تقنية و في هذه الحالة المسؤولية على هذه الشركات و ليس مواقع الويب بالضرورة.
لكن ظهور هذه العلامة من شأنه أن يدفع المستخدم لتجاهل النتيجة التي يؤكد جوجل ان اتصال الإنترنت البطيئ لا يعمل معها جيدا و هذا سيؤثر بطبيعة الحال على عدد الزيارات التي تأتي عبر المحمول للمواقع بما فيها يوتيوب نفسه.
البعض قد يقترح أن لا تظهر تلك النتائج من الأساس في نتائج بحث متقدمة للمستخدمين، لكن كما قلنا المشكلة هنا لا تتعلق بتلك النتائج فهي تستحق بجدارة أن تظهر في مراتب أولى لأن سرعة تلك المواقع جيدة لكنها سيئة بالنسبة لمستخدمي الإنترنت ذات الجودة السيئة أو الصبيب القليل و هم من ستظهر لهم تلك العلامة على عكس أصحاب الإتصال المتوسط و الجيد.
يدرك فيس بوك هذه الحقيقة و في الواقع تعد هذه الشبكة الإجتماعية من المواقع الحريصة على سرعة تحميل صفحاتها و الإنتقال بينها إلا أنه للأسف فشل فشلا ذريعا في تحسين سرعة التحميل و ايقاف مشاكل المحادثات الناتجة عن ضعف الإنترنت لذا تم إطلاق تطبيق Facebook Lite لهواتف الأندرويد الأكثر شيوعا و انتشارا في الدول التي تعاني من مشاكل الانترنت باستمرار على أمل ان نرى منه نسخا لبقية المنصات.
هذا التطبيق لا يقدم للمستخدمين كل المزايا التي تقدمها الشبكة الإجتماعية إلا الضرورية و الرئيسية منها بشكل أخف و قادر للعمل في ظروف اتصال سيئ حيث لا يستهلك الكثير من البيانات و هو متاح للتنزيل بحجم أقل من 1 ميجا بايت و سيمكنهم من تصفح خلاصات الأخبار والصور و الحصول على إشعارات بالجديد إضافة إلى كتابة تحديثات الحالة و المحادثة مع الآخرين.
في الواقع هذه حركة ذكية للغاية من فيس بوك يسعى منها لوضع حل جيد لهذه المشكلة و عدم انتظار شركات الاتصالات التي تواصل وعودها بتحسين خدماتها دون تحسينات جيدة يمكننا ملاحظتها، و يمكن لأصحاب المواقع و التطبيقات الاستفادة من هذا الدرس بإطلاق نسخ من مواقعهم موجهة لضعاف الاتصال.
يتوجب على المطورين و مصممي القوالب و المواقع العمل على هذه النقطة، ليس من خلال تفعيل نسخة المحمول للمواقع فحسب أو حتى تحسين قدرتها على استهلاك أقل للبيانات و التحميل السريع لها بل أيضا أن تكون هناك نسخة محمول ثانية من الموقع يتم تفعيلها لمستخدمي الإنترنت الضعيف بشكل تلقائي من خلال رصد سرعة اتصال المستخدم.
هذه النسخة يتوجب أن لا تتضمن الكثير من القوائم الغير الضرورية و أن تكون بخلفية بسيطة و بيضاء للقراءة و أن تتضمن عدد أقل من الروابط المقترحة و الإعلانات و قد تفكر في إطلاق تطبيق مخصص لمشتركي الإنترنت الضغيف يتم اقتراحه عليهم عند ولوجهم إلى موقعك لأول مرة و تأكد الخوارزميات المخصصة لاكتشافهم من أنهم يعانون على مستوى الإتصال و أنه من الأفضل لهم تحميل التطبيق المصمم خصيصا لجودة الإنترنت لديهم.
هذا لا يعني أنك ستتصدر نتائج البحث لكن على الأقل سيجعل موقعك وجهة مفضلة لمستخدمي الإنترنت الضعيف و هم عدد كبير للغاية خصوصا إذا كنت تقدم المحتوى المتجدد بكثافة مثل المواقع الإخبارية أو خدمات مختلفة بما فيها الشبكات الإجتماعية.
تابع مقالات سيو للمزيد من التفاصيل السابقة و القادمة.