قد يؤدي التركيز المتزايد على الخصوصية الشخصية، لا سيما مع التغييرات التي تم إجراؤها على معرّف آبل للمعلنين واحتمالية عدم وجود ملفات تعريف الارتباط قريبًا، إلى زيادة الحاجة إلى التسويق بالمحتوى.
التسويق بالمحتوى شائع، وينطبق هذا بشكل خاص على الشركات التي تقدم خدماتها للمؤسسات، حيث يستخدم المصنعون وتجار الجملة وحتى شركات البرمجيات المقالات والأوراق البيضاء ومقاطع الفيديو وما شابه ذلك لجذب العملاء والتفاعل معهم والاحتفاظ بهم.
يستخدم تجار التجزئة أيضًا تسويق المحتوى، بالنسبة لهم غالبًا ما تكون طريقة لتقليل اعتمادهم على الإعلان أو وسيلة لكسب معارك البحث المجاني عن عبارات الكلمات الرئيسية المهمة في جوجل ومحركات البحث.
مخاوف الخصوصية تغير عالم التسويق:
قد يصبح التسويق بالمحتوى أكثر أهمية بسبب التغييرات القادمة المتعلقة بالخصوصية والتي تجعل من الصعب على الشركات B2B و B2C استهداف عملاء محددين بإعلانات يتم تشغيلها عبر الأنظمة الأساسية والتطبيقات ومواقع الويب.
في الماضي، كان نظام تشغيل آيفون يوفر تلقائيًا لكل تطبيق مثبت معرفًا فريدًا للمعلنين (IDFA) يمكن إضافته إلى رسم بياني لهوية جهة خارجية، مما يجعل من الممكن تتبع المتسوق عبر الأجهزة والأنظمة الأساسية وتمكين الإستهداف المماثل.
لقد تغير هذا منذ أمس عندما أصبح يتعين على المستخدمين الموافقة لتمكين هذا التتبع أو رفضه، واغلبهم سيرفضون ذلك بالفعل.
قال نيي أهيني، كبير مسؤولي الإستراتيجية في Tinuiti، وهي وكالة تسويق أداء: “معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة – Shopify المواقع [أو التجار] الموجودة على هذه الأنواع من المنصات – لن تتأثر بشكل مباشر بـ IDFA من خلال التسويق الخاص بهم ما لم يكن لديهم تطبيقات جوال”.
ويضيف: “لكن ما سيرونه هو، من المحتمل تأثير متناقص أو فعالية متناقصة للنماذج الشبيهة”.
النمذجة المتشابهة هي عملية تحديد العملاء المحتملين الذين “يشبهون” عملاء المعلن أو يتصرفون مثلهم.
تستند بعض الحملات الإعلانية الأكثر فاعلية على منصات مثل فيس بوك أو جوجل إلى العثور على الأشخاص المتشابهين والفئات المستهدفة حسب سلوكياتها.
من المنتظر أن يتخلى جوجل هو الآخر عن التتبع من خلال زرع ملفات تعريف الإرتباط في متصفح كروم للمستخدمين وسيستبدلها بتقنية FLoC.
التسويق بالمحتوى وجمع المعلومات:
من شأن تراجع قدرة الشركات الإعلانية على الوصول إلى المستخدمين حسب سلوكياتهم أن يدفع المسوقون نحو التسويق بالمحتوى وطرق عديدة للوصول إلى الفئات المستهدفة وتخفيض الميزانيات المخصصة للإعلانات.
فيما يتعلق بالإعلانات فإن الحصول على بيانات الطرف الأول والأذونات المرتبطة بأنشطتك الداخلية هو أهم شيء في عالمنا الجديد.
هذا مهم لعدة أسباب، أولاً قد يستخدم النشاط التجاري القنوات المملوكة، مثل البريد الإلكتروني أو برامج الولاء، للاستمرار في التسويق للعملاء الذين يجرون تحويلات عالية نسبيًا على افتراض أن النشاط التجاري لديه معلومات العملاء والإذن بالتسويق لهم.
ثانيًا قد تبدأ الشركات في جمع معلومات العملاء وتنظيمها في رسوم بيانية لهوية الطرف الأول.
يصف مصطلح “رسم بياني للهوية” جمع وربط معلومات التعريف الشخصية والبيانات الرقمية الأخرى، يمكن استخدام الرسم البياني للهوية بدقة (وإضفاء الطابع الشخصي) للتسويق أو الإعلان لشخص ما.
لجمع هذه المعلومات بشكل مباشر ينبغي على الشركات وأصحاب المواقع القيام بذلك بشكل قانوني، وأفضل طريقة هي استخدام التسويق بالمحتوى.
الكتب الإلكترونية، التنبيهات البريدية بأحدث التدوينات، الإرشادات والنصائح الخاصة عبر البريد الإلكتروني، الخدمات المجانية التي تتطلب من المستخدم أو المهتم ادخال معلوماته، كلها فرص متاحة أمام المسوقين.
لكي ينجح هذا سيحتاج المسوقون إلى العثور على شيء لتبادله للحصول على معلومات المتسوق، قد يكون المحتوى اختيارًا جيدًا جدًا.
قد تساعد هذه المشاركة الشركات في بناء رسوم بيانية لهوية الطرف الأول والتي ستساعدهم في التسويق والوصول إلى الفئات التي يريدونها.
على الرغم من أن جهات التسويق قد لا تتحكم كثيرًا في العديد من التغييرات التي تلوح في أفق البيانات الرقمية، إلا أنه يمكنك القيام بدورك للتفاعل مع جمهورك بطرق مدروسة ومسؤولة وواعية، اعترف عند ارتكاب الأخطاء، واعمل على بناء الثقة باستمرار من خلال وضع احتياجاتهم في الاعتبار.
إقرأ أيضا:
7 طرق يجلب بها التسويق بالمحتوى المبيعات والعملاء
ما هي تقنية FLoC بديل ملفات تعريف الارتباط كوكيز؟
خسائر فيس بوك بسبب iOS 14.5 ونجاة جوجل
حلول مشكلة إعلانات يوتيوب الإباحية والمحرجة
