كل العملات الرقمية الكبيرة وفي مقدمتها بيتكوين في الوقت الحالي تخسر قيمتها بشكل متسارع، وحتى العملات الصاعدة والجديدة تضررت بنفس الموجة بالتوازي أيضا مع خسارة أسواق المال العالمية هي الأخرى لمكاسبها باستثناء وول ستريت التي تعيش اليوم عطلة والتي ستعود للعمل غدا الثلاثاء.
بالنسبة لأسواق المال العالمية التي خسرت جزءا من مكاسبها فإن السبب وراء ذلك هو التجربة النووية الكورية الشمالية التي تواصل تحديها للمجتمع الدولي وتدفع التهديدات المتبادلة بين بيونغ يانغ وواشنطن العالم نحو شفا حرب نووية مدمرة.
بعيدا عن الأسهم التي تزينت باللون الأحمر فإن الذهب في المقابل يواصل ارتفاعه ووصل إلى رقم قياسي جديد وهو 1338.36 دولار للأوقية، ليؤكد مرة أخرى على أنه الملاذ الآمن في الأزمات والتوترات والحروب العسكرية.
أما العملات الرقمية فقد خسرت 36 مليار دولار وأصيبت السوق بموجة بيع هستيرية مخيفة للغاية، تهدد مكاسب هذه السوق التي تألقت للغاية خلال أغسطس بمعية الذهب المتفوق على الأسهم الأمريكية خلال 2017 في ظل مخاوف من اندلاع أزمة مالية جديدة.
-
من القيمة السوقية القمة إلى خسارة أكثر من 36 مليار دولار
بحلول 1 سبتمبر وصلت القيمة السوقية لسوق العملات الرقمية التي تتضمن 866 عملة رقمية إلى أزيد من 176 مليار دولار
والآن تراجعت القيمة لسوقية على مدار الـ 24 ساعة الماضية وإلى الآن إلى قيمة سوقية هي 140 مليار دولار.
فقط منذ ساعة من الزمن كانت اجمالي الخسائر تقدر بحوالي 30 مليار دولار والآن أضيف إلى ذلك الرقم 6 مليارات أخرى.
هذه السوق التي يقال أنها ستصل بنهاية هذا العام إلى 200 مليار دولار تواجه الآن حالة من التراجع القوي نحو الوراء.
-
الصين هي السبب مع تأثر أيضا بالمخاوف من القضية الكورية
خلال الفترة الأخيرة ظهرت الكثير من الشركات الناشئة التي تجمع تمويلات جيدة من خلال طرح عملات رقمية وبناء على ذلك تجمع سيولة مالية جيدة.
البنك المركزي الصيني اكتشف أن الكثير من الشركات الناشئة تحصل على سيولة مالية جيدة من خلال بيع عملات رقمية مقابل نقود سائلة، واكد في بيان رسمي وعلني أن هذا مخالف تماما لقوانين جمع التمويل.
من جهتها أصدرت لجنة عمل تشرف على مخاطر التمويل على الإنترنت في الصين إنذارا للمشروعات الجديدة التي تحصل على التمويل من خلال العملات الرقمية، مؤكدة في بيان رسمي أنه سيتم حظرها وأن السلطات عازمة على محاربة كافة الاجراءات الاحتيالية التي تحصل بها الشركات الناشئة على الأموال.
وحصلت الشركات الناشئة في الصين على حوالي 400 مليون دولار مصدرها بيع العملات الرقمية، فيما ارتفعت هذه الظاهرة عالميا واقليميا خلال الفترة الأخيرة.
ورغم أن الصين لديها أكثر من 9 بورصات إلكترونية ضخمة لتداول العملات الرقمية وسمحت لها بالعمل، إلا أنها تنظر إلى هذه السوق على أنها مصدر قلق متنامي وكذلك الأمر بالنسبة للبنوك المركزية والسلطات في بلدان مختلفة منها الولايات المتحدة الأمريكية.
-
مخاوف قوية وتطمينات من المحللين
في المقابل نزل هذا الخبر كالصاعقة على المستثمرين في العملات الرقمية ولجأ كثيرون إلى بيعها قبل فوات الأوان حيث يرى البعض أن بيعها مستقبلا سيكون صعبا وربما غير ممكن.
في المقابل يرى العديد من المحللين أن الصين نفسها ستسمح بتلك الممارسات لكن فقط على المنصات الموثوقة والتي تتعاون مع السلطات الصينية.
ويرى المحللين المتفائلين أمثال تشو من Kinetic Capital أن تأثيرات هذا القرار ستكون واضحة على المدى القصير أما على المدى البعيد فإن الإقبال سيتزايد على العملات الرقمية وليس أمام البنوك المركزية سوى التعايش معها.