
منطقيا، تهدد مشاريع رؤية السعودية 2030 سوق العقارات في دبي، من نيوم إلى عشرات المدن الجديدة في المملكة، تريد الرياض أن تكون المركز المفضل للأعمال والمغتربين في الشرق الأوسط والبديل الأفضل للإمارات العربية المتحدة.
لكن في ظل المنافسة القوية جدا، يبدو سوق العقارات في دبي حتى الآن قوي جدا أمام مشاريع رؤية السعودية 2030 التي قد تكون بداية لاستقطاب المليارات من الدولارات مستقبلا إلى سوق العقارات السعودي.
خففت المملكة الأسبوع الماضي من قواعدها بإعفاء الشركات التي تقدم عطاءات منفردة بعقد حكومي والشركات التي لها عمليات خارجية سنوية تقل قيمتها عن مليون ريال سعودي (266 ألف دولار)، خصوصا وأن إصرارها على أن الشركات التي تمارس أعمالًا مرتبطة بالحكومة في البلاد يجب أن تنقل مقراتها إلى المملكة لم يثبط شهية الأجانب لشراء العقارات الإماراتية.
في أكتوبر، اشترى الملياردير الهندي موكيش أمباني 5534 مترًا مربعًا من الأرض بسعر 163.4 مليون دولار أمريكي في نخلة جميرا، وهي جزيرة اصطناعية مأهولة بالفنادق الفخمة والفيلات الفاخرة والأبراج السكنية، كما حصل السيد أمباني على قصر قيمته 80 مليون دولار لابنه الأصغر.
بعد أسابيع اشترى مشتر غامض فيلا من ثماني غرف نوم و 18 حمامًا في نخلة جميرا مقابل 82.4 مليون دولار أمريكي.
وفي هذا الوقت يستمر هروب الروس الأغنياء من روسا باتجاه الإمارات ما زاد من الطلب على العقارات الإماراتية خصوصا في دبي المزدهرة، بينما لا تبدو السعودية من الخيارات المفضلة لدى الروس حاليا.
تدفق كبير من أصحاب الثروات الفائقة وغالبًا ما يدفعون نقدًا، وكثير منهم من الروس، يغذي الطلب على العقارات في دبي الذي أدى في العام الماضي إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 70 في المائة.
ولا ننسى أن رجال الأعمال الهنود أيضا يواصلون شراء العقارات في هذا البلد العربي ويعززون من حضورهم بالدولة التي لديها علاقات تاريخية مع الهند.
بخلاف الروس والهنود، يشمل المشترون الجدد مواطنو الخليج الأثرياء، والإسرائيليون، والأشخاص الذين غادروا الصين منذ تخفيف قيود فيروس كورونا، وأولئك الذين نقلوا عملياتهم من لندن في أعقاب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
على الجهة الأخرى، تعد مشاريع رؤية السعودية 2030 طموحة للغاية، حيث نيوم ستكون أول مدينة في العالم عصرية تعتمد على الطاقة المتجددة وأسلوب الحياة فيها سيكون مختلفا، ما يشكل اغراء في السنوات القادمة لرجال الأعمال المقيمين في دبي للإنتقال ربما إلى السعودية والإستفادة من الزخم الكبير القادم.
حتى الآن يمكننا القول أن تلك المشاريع معظمها لا يزال على الورق وتعمل المملكة بشكل متسارع على تنويع دخلها والعمل على بناء تلك المشاريع التي تتطلب وقتا وأيضا تمويلا كبيرا.
ومما يدعم أيضا قوة سوق العقارات في دبي هي التسامح الثقافي الكبير في هذا البلد، من خلال السماح للمثليين والمقيمين الأجانب بممارسة حياتهم وحريتهم الشخصية والجنسية، وتتوفر هذه الإمارة على كل المغريات والصخب الذي يحبه رجال الأعمال عادة.
وإلى الآن تبدو السعودية متحفظة لكنها وعدت بأن الكثير من القيود ستنتهي خصوصا في المدن والمناطق التي تريد استقطاب الأجانب إليها.
وفيما تركز على كثير من مشاريع التوطين لا تزال المملكة بحاجة إلى المواهب، ولاستقطابهم يجب أن تقدم لهم أيضا رواتب هي الأعلى في المنطقة وأن يكون القطاع الخاص السعودي قادرا على تلبية احتياجاتهم المالية والمحافظة في ذات الوقت على الربحية.
من الواضح أن المنافسة قوية جدا بين البلدين وكل منهما لديه مزاياه وعيوبه، ويتنافسان حاليا في أكثر من مجال وقطاع، وهي منافسة طبيعية بين أكبر اقتصادين عربيين في الوقت الحالي.
إقرأ ايضا:
السعودية ستصبح فرنسا لجلب 100 مليون سائح سنويا
لماذا يفضل الهنود شراء الذهب في دبي ولماذا هو أرخص في الإمارات؟
تكلفة المعيشة في دبي للمغتربين والمقيمين
استراتيجية مدينة الرياض في السعودية ومنافسة دبي
إجراءات أبوظبي ودبي لمنع انهيار اقتصاد الإمارات
الجنس على انستقرام: الجميلات ورجال الأعمال وعروض دبي