تطرقت سابقا في مقالة “فيروس كورونا ونظرية المؤامرة الأمريكية لتدمير الصين” إلى نظرية المؤامرة الشهيرة التي تؤكد أن هناك مخطط أمريكي لتدمير اقتصاد الصين باستخدام الفيروسات البيولوجية منها فيروس كورونا.
كان هذا خلال أواخر شهر يناير حيث استبعدت هذه النظرية وقلت أنها خاطئة تماما، وفي أحسن الأحوال فإن الفيروس قد يكون صناعة صينية في مختبر صيني موجود في ووهان وأنه تسرب عن طريق الخطأ.
لكن حتى نظرية أنه صناعة بشرية غير صحيحة حاليا وهو افتراض ضعيف وغير صحيح إلى الآن.
في هذا المقال أحاول الدفاع عن نظريتي القائلة بأن الفيروس ليس سلاحا بيولوجيا ضد الصين أو أي بلد آخر، بل إنه مفاجأة سيئة للجميع.
-
أسواق الأسهم وفي مقدمتها الأمريكية خسرت 6000 مليار دولار لهذا السبب
المتابع لأسواق الأسهم الأسبوع الماضي يعلم تماما مدى حزن المستثمرين والمتداولين وقلق أسواق المال العالمية من تفشي فيروس كورونا والضرر الذي يلحقه بالإقتصاد العالمي.
خسرت الأسواق أزيد من 6000 مليار دولار أمريكي أي نتحدث عن 6 تريليون دولار أمريكي، وهو رقم ليس بالهين.
والسؤال المطروح الآن هو لماذا ستضرب الولايات المتحدة الأمريكية بورصاتها ونظامها المالي بهذا الغباء؟
هي ليست دولة غبية اطلاقا، بل يعلم المشرعون والسياسيون هناك ما يصب في مصلحة بلدهم وما يضرهم بالفعل.
-
فيروس كورونا يهدد خطة دونالد ترامب للفوز في الانتخابات الرئاسية 2020
دائما ما يتغنى دونالد ترامب بقوة سوق الأسهم في عهده وأيضا سوق الشغل وتراجع البطالة إلى أدنى مستوياتها خلال 50 عاما.
عندما شن حربا تجارية ضد الصين منذ 2018، فهذا لرغبته في تحسين مزايا الولايات المتحدة في التجارة مع أكبر شريك تجاري لها وهي الصين.
قرر الرئيس الأمريكي نهاية العام الماضي، أنه من الأفضل توقيع اتفاق تفاهم مع الصين وإيقاف الحرب التجارية إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكل هذا كي يتجنب الركود الاقتصادي والخسائر المالية للشركات وسقوط وول ستريت.
إذا تسبب في خسائر لهؤلاء فإنه سيخسر في الانتخابات بسهولة وهو ما لا يريده ولا يطيق التفكير فيه، وكلنا نعرف شخصيته المتغطرسة.
-
فيروس كورونا أضر بالشركات الأمريكية والعالمية
وجدت مختلف الشركات نفسها مرغمة على إلغاء المؤتمرات والمعارض التي تعلن فيها عن منتجاتها الجديدة والخدمات التي تسوق لها.
بداية من معرض برشلونة للجوال إلى معرض الساعات في سويسرا نهاية إلى معارض الألعاب والمؤتمرات مثل مؤتمر فيس بوك ومؤتمر جوجل للمطورين.
هذه المؤتمرات كان مخطط لها منذ أشهر وتم حجز الفنادق والقاعات لذلك والمساحات الإعلانية وتكاليف سفريات الموظفين ودفعها والآن تحولت إلى خسائر، حيث أنه في حالة معرض برشلونة فإن المنظمين له رفضوا ارجاع النقود لكل هؤلاء واعتمدوا في ذلك على بنود الإتفاقيات التي يبرمونها مع الحاضرون من الشركات والأفراد المهمين.
-
فيروس كورونا يهدد الدوريات والرياضات والفعاليات
بداية من الألعاب الأولمبية في اليابان إلى الدوريات الأسيوية والدوريات الأوروبية والمنافسات القارية في التنس وكرة السلة وكرة القدم، هناك الكثير من المباريات المؤجلة وهناك مسابقات ودوريات قد تلغى أو تتوقف حتى العام القادم.
منع حضور الجماهير إلى تلك الفعاليات يعني خسارة أموال طائلة والتي يتم اكتسابها من مبيعات التذاكر، كما أن الشركات لن تنفق الأموال على الإعلانات في مثل هذه الفعاليات التي تعتمد على المشاهدين في أرض الواقع.
مهرجانات وفعاليات ثقافية ودينية وترفيهية وموسيقية كلها حاليا ما بين التأجيل والإلغاء، والسياحة العالمية تعاني وهي مهددة بخسائر تصل إلى 1.7 تريليون دولار.
-
هل ما زلت تصدق نظرية المؤامرة؟
نظريات المؤامرة للأسف اغلبها مبنية على المزاعم والشكوك والروايات الخاطئة والتفسيرات المبنية على اعتقادات خاطئة.
وهذه النظرية لا تبدو صحيحة، إذ ليس من صالح الولايات المتحدة أن تقوم بهذا العمل المشين، لضرب مصالحها التجارية والإقتصادية مع الصين وضرب مواطنيها وشركاتها، هذا غباء وانتحار فعلي.
يجب التذكير إلى أن نظرية المؤامرة الأمريكية باستخدام هذا الفيروس مصدره الإعلام الروسي، وقد تبناه العرب ومحبي النظريات الذين يعتقدون أن كل ما يحصل في عالمنا هو بسبب أطراف غير معلنة وهي شريرة.