تخطى واتساب المملوك لفيس بوك حاجز المليار من المستخدمين وظل منذ زمن وإلى الآن الرقم 1 في عالم تطبيقات الدردشة متفوقا على منافسيه الذين يسعون للحاق به.
فيما رأينا كيف أن فيس بوك قد سيطر هو الآخر على قطاع الشبكات الإجتماعية واصبح منذ زمن في مقدمة مواقع التواصل الإجتماعي وقد تخطى عدد مستخدميه 1.6 مليار مستخدم حول العالم الآن ولديه تطبيق ماسنجر الذي يأتي في المرتبة الثانية بعد واتساب بأكثر من 800 مليون مستخدم.
ولا ننسى بالطبع جوجل وسيطرته منذ أمد بعيد على البحث الإلكتروني وكيف أن جوجل غير من هذا القطاع وسهل البحث وكيف أن عدد من خدماته على الويب أيضا مسيطرة ومنها خرائط جوجل ويوتيوب وخدمة البريد الإلكتروني جي ميل التي تخطى عدد مستخدميها مليار مستخدم حول العالم.
والسؤال بالنسبة للكثيرين من المهتمين بنجاح خدمات الويب، ما هو سر نجاح واتساب وفيس بوك وأيضا جوجل؟
كمدون ومن خلال تغطيتي لأخبار هذه الشركات وتغطيتي لجديدها يمكنني القول أنني توصلت لسر نجاح هذه الشركات وخدماتها والذي سنتطرق إليه في هذا المقال.
- إنها التحديثات والتطويرات التي لا تتوقف
يتلقى واتساب الكثير من التحديثات شهريا على مختلف المنصات بما فيها أندرويد وأيضا آيفون، ما بين إطلاق نسخ تجريبية من التطبيق يتم اختبارها وتتضمن تعديلات وتحسينات في الأداء وحتى مزايا جديدة، ونسخ نهائية تصل للمستخدمين على جوجل بلاي ومتجر آبل وأيضا متجر ويندوز فون والمنصات المعنية الاخرى تأتي بشكل مستقر ولا تتضمن أية أخطاء وتعتمد مزايا جديدة أو قد تأتي بملفات داخلية تمت تهيئتها لاستقبال تحديثات قادمة ستتضمن مميزات جديدة ومهمة.
فريق عمل واتساب لا يتوقف عن تطوير التطبيق وإضافة أفكار جديدة ووضع خطط للتعامل مع المشكلات في التطبيق وكيفية حلها، لذا أحيانا نرى أنه في بداية الأسبوع يتم إصدار نسخة تجريبية من التطبيق قبل أن نرى في وسط الأسبوع أو نهايته نسخة نهائية ويمكن أن نرى اربعة اصدارات نهائية في شهر واحد على نفس المنصة.
من جهة أخرى نرى أن فيس بوك لا يتوقف هو الآخر على تطوير منصته، فهو يعمل على الكثير من الأفكار والمزايا الجديدة التي تضاف إلى المنصة منها ما هو تجريبي مثلا لعدد من المستخدمين في منطقة جغرافية ومنها ما تم اعتماده مؤخرا ومنها أفكار أخرى تم تسريبها ونشر صورها على سبيل المثال.
فيس بوك ماسنجر يحصل هو الآخر على الكثير من التحديثات شهريا بينما منصة الفيديو في الشبكة الاجتماعية يتم تطويرها بشكل مستقل إلى جانب تحسين التطبيق الرئيسي على منصات المحمول واطلاق نسخة لايت من التطبيق لهواتف أندرويد في الأسواق الناشئة ولمن يواجهون صعوبات في الولوج إلى فيس بوك عبر متصفح المحمول أو التطبيق الرئيسي بسبب سوء اتصال الإنترنت.
أيضا المنصة الإعلانية لفيس بوك تحصل على تحديثات مستمرة، منها أشكال إعلانات تم ابتكارها خصيصا لمن يواجهون مشكلة في الإتصال عبر الإنترنت وتم تحسين تحميل الفيديوهات والإعلانات المرئية وهناك العمل على إعلانات فيس بوك ماسنجر التي ستكون ذكية.
أما جوجل فهو الآخر لا يتوقف عن تطوير محرك البحث وشخصيا أرصد دائما حجما هائلا وكبيرا من التحديثات التي تخص شكل نتائج البحث وأماكن النتائج المدفوعة مع تحسينات على الأجوبة السريعة التي يقدمها محرك البحث، فيما أيضا تعمل الشركة على إطلاق مئات التحديثات لخوارزمية ترتيب نتائج البحث سنويا وهو ما يترجم الجهود المبذولة في تحسين خدمة البحث والتربع على هذا القطاع بشكل دائم.
يوتيوب المملوك لجوجل هو الآخر يحصل على عدد جيد من التحديثات والتحسينات سنويا، منها تلك التي تخص المنصة على الموبايل ومنها تحسينات ترتيب نتائج بحث المنصة وتقييم الفيديوهات والقنوات وخوارزمية الصفحة الرئيسية التي تقترح الفيديوهات على المشاهدين بناء على المشاهدات السابقة واهتماماتهم وحتى مواقعهم الجغرافية وتطوير ميزة التوصيات بشكل مستمر للرفع من مدة بقائهم على المنصة دون أن ننسى أيضا الرفع من جودة الفيديوهات عبر دعم صيغ وتقنيات جديدة كان آخرها فيديوهات 360 درجة من أجل أن نرى الفيديوهات التي يتم تصويرها بواسطة كاميرات الواقع الافتراضي تشق طريقها إلى هذه المنصة من البداية دون انتظار منافس قد يظهر ويتخصص في هذه النوعية من الفيديوهات ويحصل على اهتمام المستخدمين.
خدمة جي ميل هي الأخرى لا تهدأ وتحصل على تطويرات وتحسينات دائمة، وتدفع جوجل بالاستثمار أكثر في خدمات مثل Inbox لتحسين تجربة المستخدمين في تصفح البريد الإلكتروني على الموبايل.
- التحديثات والتطويرات مخطط لها
بلا شك فإن التحديثات التي تحصل عليها هذه الخدمات وتطبقها هذه الشركات مخطط لها وليست عشوائية أو قرارات لحظية غير مدروسة.
مثلا نجد أن أزرار ردود الأفعال التي تم إطلاقها مؤخرا من فيس بوك قد سبق للشركة وأن عملت عليها منذ أشهر واستعانت في تحديدها بخبراء في علم النفس ثم أطلقتها في اسبانيا ودول محددة فقط للتجربة وجمع معلومات عن تعامل المستخدمين معها. قبل أن تقدم على اعتمادها واطلاقها عالميا.
هذا مجرد مثال، لكن بشكل عام تمر إطلاق المميزات الجديدة من عدة مراحل أولها مرحلة دراسة الفكرة والغاية منها وكيف يمكن أن تحسن من تجربة المستخدمين، ثم العمل عليها وإطلاق نسخة اختبارية منها لفريق العمل أولا ومن ثم تعميمها على عدد من الناس في منطقة جغرافية لمراقبة ردود أفعال المستخدمين والعمل على تحسينها لتصل إلى النسخة النهائية التي يتم إطلاقها كميزة إضافية للجميع.
ولا يخص هذا النهج المزايا الجديدة بل أيضا الإعلانات والوحدات الإعلانية واشكال الإعلانات إذ يتم ابتكارها وتجربتها بالتعاون مع معلنين محددين لمراقبة النتائج والعمل على تطويرها قبل اتاحة تلك المميزات الإعلانية لكل المعلنين.
نهاية المقال:
الفرق بين مشاريع الويب الناجحة والتي تسير نحو الفشل هو أن الأولى تتطور بسرعة وتحصل على المزيد من المزايا وتحسن تجربة المستخدم وخدماتها، فيما الثانية ثابتة على نفس خدماتها ومزاياها ونادرا ما تحصل على تغيير ملحوظ أو مميزات تنافسية لتجد نفسها وقد أصبحت في ذيل قطار المنافسة وانفض المستخدمين من حولها وقد اقتنعوا بأنها اصبحت جزءا من الماضي.