كلنا نعرف أن مصر بحاجة إلى القمح الروسي وتستورد الكثير من حاجياتها لأن الإنتاج المحلي لا يلبي الطلب الذي يخلقه أكثر من 100 مليون نسمة، لكن روسيا أيضا بحاجة إلى بطاطس مصر وإلا ستعاني بسبب ندرته.
ورغم الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي لروسيا بسبب غزوها الشامل لأوكرانيا في عام 2022، ومقتل أكثر من 100000 مواطن روسي في أوكرانيا، وانخفاض دخل السكان وانخفاض عدد السكان الروس أنفسهم، تحتاج أكبر دولة في العالم إلى تأمين أمنها الغذائي.
في هذا الصدد حلل الخبراء التأثير المحتمل للعوامل الاقتصادية على توريد البطاطس والخضروات من مصر وعلى تجارة البطاطس والخضروات المصرية بشكل عام لأن روسيا هي السوق الرئيسي للبطاطس والخضروات من مصر.
لفهم قطاعات تجارة الفاكهة والخضروات في مصر الأكثر اعتمادًا على الصادرات إلى روسيا وتأثير الوضع في روسيا على تجارة الخضار والبطاطس المصرية، دعنا نلقي نظرة على حجم وهيكل الواردات الروسية من الخضروات والبطاطس المصرية.
حسب الأرقام المنشورة نجد أن 99٪ من الواردات الروسية من الخضروات المصرية تتكون من 10 خضروات، وكان هيكلها في نهاية عام 2021 (قبل بدء الحرب الشاملة) على النحو التالي:
كما يتضح من الجدول، فإن أكثر من نصف الواردات الروسية من مصر هي البطاطس، وهو أمر معتاد في المواسم القليلة الماضية، تراوحت حصة البطاطس في الحجم الإجمالي لواردات الخضار الروسية من مصر في 2017-2021 من 51٪ إلى 75٪.
كما لاحظ الخبراء بالفعل، ظلت روسيا السوق الرئيسي للبطاطس المصدرة من مصر في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2022، بالإضافة إلى ذلك زاد المصدرون المصريون من المعروض من البصل والجزر والخضروات المجمدة هناك.
يضيف التقرير أنه تراوحت حصة روسيا في الحجم الإجمالي لصادرات البطاطس من مصر في 2017-2021 من 38٪ إلى 56٪، باستثناء عامي 2019 و 2020.
وبشكل عام كانت روسيا أكبر سوق للبطاطس لمصر، وظلت حصتها من إجمالي صادرات البطاطس المصرية في عام 2022 مرتفعة، حيث بلغت عائدات الصادرات المصرية من صادرات البطاطس إلى روسيا في الأشهر التسعة الماضية من العام الماضي أكثر من 138 مليون دولار، بحجم يزيد عن 300000 طن.
أصبحت روسيا المشتري الرئيسي للبطاطس المصرية خلال السنوات القليلة الماضية، ولا يرجع ذلك فقط إلى زيادة مشتريات البطاطس من مصر ولكن أيضًا لأن الحجم الإجمالي لصادرات البطاطس من مصر ينخفض باطراد من عام لآخر.
مع انخفاض دخل سكان روسيا وعددهم يتزايد في المقابل الطلب على الغذاء الأساسي أو بعبارة أخرى على مصدر للسعرات الحرارية الرخيصة (بما في ذلك البطاطس)، لذا من المتوقع أن يزداد الطلب الروسي على بطاطس مصر وخضرواتها الأخرى بشكل متزايد.
بالإضافة إلى الطلب المحلي من المهم تحليل التغيرات في الإنتاج المحلي، حيث يعتمد إنتاج البطاطس في روسيا عام 2023 على أسعارها المحلية، وحتى الآن المزارعون المحليون غير راضين عن الأسعار التي تقل 1.5 مرة عن العام الماضي بسبب المخزونات الكبيرة.
يؤدي الوضع إلى احتمالات منخفضة لزيادة مساحة المزارع والإنتاج داخل البلاد، لذلك لا يمكن استبعاد انخفاض واردات البطاطس المصرية في الربيع، ومع ذلك وبالنظر إلى الاتجاه الهبوطي طويل الأجل في إجمالي صادرات البطاطس من مصر، فمن المرجح أن تحافظ روسيا على وضعها كمشتري رئيسي للبطاطس المصرية.
أما عن مكانة مصر في سوق البطاطس في روسيا فهي بلا قيد أو شرط أكبر لاعب أجنبي في هذا السوق، ويتم توفير حوالي 97-99 ٪ من الحجم السنوي لصادرات البطاطس إلى الاتحاد الروسي من قبل مصر في الربعين الأول والثاني من العام.
تمثل حصة الإمدادات في الربع الأول حوالي ثلث المعروض السنوي من البطاطس، خلال هذه الفترة كانت إمدادات مصر أعلى بثلاث مرات على الأقل من إمدادات المنافسين الآخرين في السوق الروسية.
مصر لديها اثنين فقط من المنافسين الرئيسيين في روسيا في هذا الوقت وهما باكستان وبيلاروسيا، ونظرًا للفيضان في باكستان في صيف عام 2022، والانخفاض المتوقع في العرض من الموردين الباكستانيين، فإن مصر لديها منافس واحد كبير في السوق الروسية في الربع الأول من عام 2023 وهي بيلاروسيا.
وبالمناسبة تواجه بيلاروسيا، التي تخضع أيضًا لعقوبات دولية لمشاركتها في غزو أوكرانيا، مشاكل في بيع البطاطس ومشاكل مماثلة في الاقتصاد مثل روسيا.
أكبر منافس لمصر في الربع الثاني هو إيران التي تزود السوق الروسية بالبطاطس بشكل مباشر وجزئي من خلال أذربيجان، ومع ذلك فإن حجم البطاطس المصرية في هذه الفترة أعلى بمرتين من حجم البطاطس الإيرانية.
وبناء على كل المعطيات السابقة التي حصلنا عليها من خبراء EastFruit فإن روسيا بحاجة كبيرة إلى بطاطس مصر في هذا الوضع الإقتصادي الحساس.
إقرأ أيضا:
أسباب رفض مخابرات مصر نقل ملكية تيران وصنافير إلى السعودية
لماذا لن تساعد السعودية مصر وغيرها مجانا ولماذا هي محقة؟
لا تريد الصين انهيار الاقتصاد المصري ولا ضرب سد النهضة الإثيوبي
رحلة انضمام مصر إلى البريكس من باب بنك التنمية الجديد
الكويت دولة خليجية فاشلة ومن حقها أن ترفض مساعدة مصر
توقعات انهيار الجنيه المصري إلى 50 لكل دولار بحلول 2024