تعيش روسيا حالة حرب شاملة ضد الغرب وليس من مصلحتها في الواقع أن يجد الإتحاد الأوروبي بدائل للغاز الروسي، لذا يبدو أن افشال أنابيب الغاز النيجيري الجزائري ونظيره المغربي هو هدف لموسكو.
اليوم تتجه الأنظار إلى غرب أفريقيا حيث الإنقلابات تتزايد بشكل ملحوظ خصوصا خلال آخر عام، والقاسم المشترك بينها أن أي دولة ينجح فيها الإنقلاب العسكري تلجأ إلى التعاون مع فاغنر الروسية.
وهذا ما يحدث في مالي وكذلك بوركينا فاسو وأخيرا النيجر التي شهدت انقلابا عسكريا ومظاهرات كبرى تطالب بالتعاون مع روسيا.
هذه الفوضى أغضبت بالفعل زعماء مجموعة اكواس التي تدرس التدخل العسكري لإنهاء الإنقلاب وهذا بقيادة نيجيريا التي ترفض الإضطرابات في دول من المفترض أن تكون طريقا لمشاريع نقل الغاز إلى أوروبا.
من جهة أخرى ترفض الجزائر الإنقلاب العسكري لكنها أيضا ترفض التدخل العسكري في هذا البلد، وهي تدرك أن الإضطرابات الكبرى في هذا البلد يجعل مشروع الغاز النيجيري الجزائري في مهب الريح.
أنبوب الغاز الجزائري-النيجيري هو مشروع يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من الجزائر إلى نيجيريا عبر أنبوب خط أنابيب يمتد عبر الصحراء الكبرى، المشروع يهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وتوفير إمدادات موثوقة من الغاز الطبيعي.
في هذا الوقت ينتشر داعش وهي جماعات إرهابية أخرى استهدفت بالفعل لقافلة إمداد عسكرية سيرتها مالي إلى جارتها النيجر بعد إعلان باماكو تضامنها العسكري مع جارتها نيامي.
ويهدد داعش مالي والنيجر وبوركينا وتوغو وغينيا ونيجيريا وتشاد، وبالتالي أي مشاريع لنقل الغاز عبر النيجر أو مالي ستكون هدفا لقواته العسكرية وبالتالي عرقلة مشروع تعول عليه الجزائر.
وتعتبر الجزائر أحد أكبر منتجي الغاز الطبيعي في العالم، ولكنها تستخدم جزءًا كبيرًا من إنتاجها المحلي لتلبية احتياجاتها المحلية، لذلك، استيراد الغاز النيجيري سيساعد في توفير المزيد من الطاقة للاستخدام المحلي وتصدير الغاز الجزائري إلى الأسواق العالمية.
غير أن الفوضى التي تقودها روسيا في المنطقة بدعم الإنقلابات وإعلان حربها على فرنسا التي لديها نفوذ قوي في هذه الدول يهدد مصالح المغرب أيضا.
لدى المملكة المغربية أيضا اتفاق مع نيجيريا لمشروع أنبوب بطول 5 آلاف و600 كيلومتر، ويمر عبر دول نيجيريا وبنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا وانتهاءً بالمغرب، وانتقال الفوضى إلى تلك الدول يهدد بعرقلة المشروع.
يعتبر المشروع مهمًا لتعزيز التنمية الاقتصادية في غرب أفريقيا وحتى استغلاله لاحقا لتصدير الفائض من الغاز إلى أوروبا المتعطشة لهذا الوقود الأحفوري.
في عام 2022 وفرت روسيا 15٪ من واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز في الربع الثالث من عام 2022، انخفاضاً من 23٪ في الربع الثاني من عام 2022 و40٪ في عام 2021، وفيما يتجه التكتل الأوروبي إلى التخلص نهائيا من الغاز الروسي تبحث موسكو عن افشال خطط بروكسيل لتنفيذ ذلك.
توجد شبكة واسعة من الأنابيب تربط روسيا بالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبلدان أخرى، ويلعب الغاز الروسي دورًا هامًا في تلبية احتياجات الطاقة للمنازل والصناعة وقطاعات الكهرباء في الدول الأعضاء، وقد نجحت موسكو من قبل في افشال أنبوب الغاز القطري الخليجي التركي الذي كان يفترض أن يمر عبر سوريا إلى تركيا ومنه إلى أوروبا.
وحاليا من مصلحة روسيا افشال أنابيب الغاز النيجيري الجزائري ونظيره المغربي كي لا تتخلص بروكسل من الغاز الروسي بشكل نهائي وتظل رهينة الغاز الروسي.
إقرأ أيضا:
ما هي حركة تحرير جنوب الجزائر الإنفصالية؟
كيف يهدد انقلاب النيجر أمن أفريقيا ويعزز من نفوذ روسيا؟
الدعاية الروسية في أفريقيا: من الإتحاد السوفياتي إلى روسيا الحديثة
ما هي فلسطين الروسية التي باعها الإتحاد السوفياتي لإسرائيل؟
هل تنجح روسيا في احتلال أفريقيا بعد محاولتها الفاشلة 1889؟
عن فشل القمة الروسية الأفريقية وعزلة روسيا المتزايدة
ما هي الوحدوية الروسية التي يؤمن بها فلاديمير بوتين؟
أطماع روسيا بوتين تعيدنا إلى الحركة الإستعمارية الروسية الكبرى
روسيا لا تزال دولة استعمارية وهذه حقائق عن الإحتلال الروسي
ارتفاع أسعار القمح 8.5%: روسيا تضرب الأمن الغذائي العالمي
عواقب انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية
حقائق حول ممر سوالكي بين بولندا وليتوانيا وتهديدات روسيا
من انقلاب فاغنر إلى انقلاب تركيا على روسيا بوتين المتهالكة
موقف روسيا بوتين والصين من غزو العراق 2003
