بعد أن توقعنا أن يكون عام 2017 سيئا على المستوى المالي والإقتصادي مع العودة المرتقبة للأزمة المالية العالمية فإن السنة الميلادية التي نودعها اليوم كانت حافلة بالنجاحات المالية للبورصات العالمية وحتى المحلية.
وتعد بورصة هونغ كونغ الصين، ونظيرتها الأمريكية وبورصة مصر وتركيا والأرجنتين إضافة إلى بورصة نيجيريا البورصات الأفضل أداء هذا العام، ولا يستثنى من هذا أيضا البورصات الأخرى منها الأوروبية واليابانية والعربية التي حققت مكاسب قوية.
المستثمرين في البورصات حول العالم لاحظوا الرخاء المالي والتعافي الكامل من الأزمة المالية العالمية، بينما الإقتصاد العالمي تحسن هو الآخر بصورة مميزة هذه السنة.
المستثمرين في الذهب أيضا حصدوا أرباحا جيدا في ظل ارتفاع سعر المعدن النفيس وسط مخاوف من إندلاع أزمة مالية خاطفة وسريعة أو اندلاع الحرب الكورية – الأمريكية.
نحو العملات الرقمية فقد كان عاما رائعا للغاية بالنسبة لهذا المجال قفزت فيه بيتكوين من 1000 دولار إلى 14000 دولار، واختتمته عملة الريبل XRP هذا العام بقفزة من 0.24 دولار إلى 2.19 دولار في أيام قليلة فقط.
قطاع العقارات حول العالم شهد تزايد البناء والمبيعات وقطاعات العمل هي الأخرى وفرت فرص شغل بعدد أكبر.
الاستثمارات وعمليات استحواذ الشركات تصاعدت هذا العام ورأينا الكثير من الصفقات المميزة، فيما اتجهت المزيد من الدول للتركيز على اقتصاداتها والاستثمار لنرى عاما حافلا بالمؤتمرات الدولية والشراكات الاستراتيجية كان لأفريقيا حصة كبيرة منها.
تطورت التجارة الإلكترونية عالميا وحتى عربيا مع دخول أمازون السوق العربية من خلال استحواذها على سوق دوت كوم، وهناك فرص عمل متزايد في قطاع العمل الحر عبر الإنترنت.
ورغم كل هذا لم يستفد من الرخاء المالي إلا المستثمرين والفاعلين والمجتهدين، وهناك الملايين من البشر مر عليهم عام 2017 دون تغيير على المستوى المادي أو حتى أنهم عانوا من تدهور هذا الجانب في حياتهم.
في وداعية عام 2017، والذي أطلقت عليه اسم عام الثور لأنه عام الرخاء المالي والإقتصادي وتنامي التجارة العالمية هناك رسالة من الرخاء يجب أن نقرأها معا.
-
من ينتظر أن تجعله الحكومة غنيا كمن ينتظر أن تمطر السماء ذهبا
الشخص الذي ينتظر من الحكومة في بلده أن تجعله غنيا كمن ينتظر أن تمطر السماء ذهبا، كلاهما متواكلان والتوكل على الله بريء منهما.
للأسف هؤلاء ليسوا قلة، فربما أنت واحد منهم أو صديق مقرب لك أو شخص من العائلة، أنا شخصيا لا أزال أعرف الكثير منهم وعربيا هي ظاهرة خطيرة تكشف عن قلة الوعي لدى الناس.
ما يميز هؤلاء أنهم يستخدمون فيس بوك والشبكات الإجتماعية والمواقع الإخبارية في كتابة منشورات وتعليقات تحمل الحكومة في بلدانهم مسؤولية قلة فرص العمل، وركود التجارة والفشل الذي يعيشونه، مع أنه في ذات الوقت هناك كثيرون اختاروا الاجتهاد عنوانا لحياتهم، يتعلمون ويتطورون ويشتغلون ويبحثون عن الفرص في الأزمات ويستغلونها ليتحولوا من الفقر إلى الغنى بعد سنوات من العمل الجاد كنتيجة منطقية لما قاموا به، مع العلم أنه ليس لديهم أي علاقة مع السلطة لا من قريب ولا من بعيد.
هذه النماذج كثيرة منهم من يشتغل في مجال العمل الحر أو التسويق الإلكتروني أو حتى في وظائف واقعية من خلال الدراسة والترقية نحو مراتب أفضل أو القيام بأعمال أخرى في أوقات فراغهم.
الفرص كثيرة وكل ما يحتاجه المرء هو أن يضع التواكل جانبا وإلقاء اللوم على حكومة بلده، ويتحمل هو المسؤولية بشجاعة وسيجد في نهاية المطاف ما يبحث عنه.
-
الحقد على الفقراء من الكراهية التي تحطم صاحبها
الكثير من الفقراء والمنتمين إلى الطبقة المتوسطة لديهم كراهية كبيرة للأغنياء، حتى أنه في حالة تحولت من الطبقة الفقيرة إلى الطبقة الغنية سيتحدث الجيران والناس عنك بأنك سارق أو تاجر مخدرات أو مقرب من السلطة!
الكراهية والحسد لهؤلاء لن تزيدك سوى فشلا وتحطيما، بينما تنظر إليهم وهم يحققون المزيد من النتائج الإيجابية لأنفسهم ولعائلاتهم وأحبابهم.
لا يهم إن كان الأغنياء في بلدك فاسدون ولا يخرجون الزكاة ولا يستفيد الفقراء من أموالهم، كل شخص سيحاسب وسيدفع ثمن أخطائه وما أعرفه جيدا أن الأغنياء الناجحين ينفقون الكثير من المال في سبيل تقدم مجتمعاتهم سواء كانوا مسلمين أو حتى ملحدين.
إذن دع الحقد والحسد جانبا وانسى هؤلاء وركز على مشاكلك وأزماتك ودعها تكون فرصة الإنطلاق بالنسبة لك نحو هدفك.
-
ما أنت فيه الآن هو ما تستحقه فعلا
أنا لا أؤمن بأن الحياة ظالمة كما يردد كثيرون، حتى في أسوأ أيامي كنت أعرف أنه هناك درس وراء الأحداث السيئة يجب علي أن اكتشفه وأتعلمه وأعتبره رسالة من الأزمة.
إن كنت في فقر فليس من المستحيل أن تكون غنيا يوما ما، لكن إن غيرت عقليتك وتحملت مسؤولية ما أنت فيه فستجد على الأقل تحسنا ومع تطورك واصلاحك للمشاكل التي تكتشفها ستحصل على مكافآت رائعة.
أما إن كنت ترى أن ما تعيشه هو ظلم من الحياة فستحطم نفسك بنفسك، ستشعر أن الكون كله يحاربك وستحتقر نفسك وتعيش معركة وهمية تنهزم فيها.
نهاية المقال:
لقد كان عاما رائعا للرخاء تحسن فيه الوضع المالي للملايين من الناس حول العالم منهم من يعيش في سوريا وغزة ومصر ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
آمل أن تكون في حال أفضل بعد عام من الآن، لكن ما أنت فيه الآن هو ما تستحقه فعلا، لا تتحجج بالظلم وتهاجم الأغنياء وتحقد على الناجحين وتوقف عن اتهام الحكومة بأنها السبب في فشلك وتحمل مسؤوليتك.