
فيما تواصل العملات الرقمية تراجعها ضمن فصول الأزمة المستمرة، يستمر هذا القطاع في التمدد والاستسلام للموت أو النهاية التي يروج لها البعض ممن يجهلون بأن جدور هذا الحلم يعود إلى عام 1977 عندما تم ابتكار خوارزمية RSA التي تعد واحدة من الأسس ما يجري اليوم.
شركة الريبل Ripple المطورة للعملة الرقمية XRP أقدمت مؤخرا على تبرع كبير للمدارس الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا التبرع ستستفيد منها 30000 مؤسسة تعليمية في 50 ولاية بالولايات المتحدة، بالطبع Ripple شركة الامريكية والاولى أن تتبرع لأبناء بلدها قبل التفكير في بلدان أخرى.
صندوق DonorsChoose الخيري حصل على هذه المبلغ الكبير في تاريخ تبرعات المؤسسات المطورة للعملات الرقمية.
وبالطبع فهذا ليس أول تبرع حيث تعمل عدد من الشركات على إنفاق الأموال في حملات مشابهة والرابح الاكبر هو المجتمع.
قبل فترة تبرعت شركة مطورة للعملة الرقمية OmiseGO بحوالي 1 مليون دولار في حملة تبرعات أخرى، لكن ما أنفقته الريبل هذه المرة هو الأكبر في تاريخ هذا القطاع.
صندوق DonorsChoose حصل على هذه الأموال على شكل XRP وسيقوم بتحويل التبرعات إلى دولارات أمريكية على مدار أسبوعين من أجل تجنب تقلب سوق العملات الرقمية!
بالنسبة للمستثمرين هذا يزيد من الضغط على هذه العملة الرقمية، لكن 29 مليون دولار في الواقع ليست شيئا كبيرا حيث هذه العملة تزيد بأكثر من مليار في اليوم أو تفقد نفس المقدار.
هناك رسائل من هذا التبرع يجب أن نكون على إطلاع بها.
-
الريبل شركة على صلة قوية بالمجتمع والواقع
الشركات والأفراد العاملون في هذا المجال يجب أن يكون لهم صلة قوية بمجتمعاتهم والواقع من حولهم، وإلا فإن التجاهل ستكون نتيجته هي العزلة.
هناك الملايين من الناس حول العالم لا يعرفون بالعملات الرقمية ولم يسمعوا بها من قبل، هناك من سمع بها ويظن أنها قمار أو احتيال.
تحتاج المجتمعات حول العالم إلى الاستفادة من أموال العملات الرقمية وهذا القطاع من خلال المشاريع التنموية والخيرية ما يجعلها ذات صلة بالواقع والمجتمع.
الريبل Ripple فيما تساعد البنوك والمؤسسات المالية على تطوير خدماتها، تنغمس أيضا في التبرع لأجل التعليم وتطوير المجتمع.
-
تحسين صورة العملات الرقمية ممكنة
الهجوم الإعلامي والتصريحات النارية على العملات الرقمية والمشفرة أساءت إلى سمعتها، وأدت إلى بحث الحكومات في هذا الموضوع عن طرق تقنينها على الأقل.
مشاركة الشركات المطورة للعملات الرقمية في حملات التبرع من شأنها أن تحسن من سمعتها، وتؤكد على أن عملاتها لا تستخدم فقط في السرقة والإجرام بل يمكن استخدامها لأجل أهداف مثلى.
حملات التبرع والمشاركة في تمويل عمليات الإغاثة هي من طرق التسويق بشكل غير مباشر وكذلك تحسين السمعة والصورة وتعزيز الثقة مع المجتمع.
-
علاقة جيدة مع الحكومات ممكنة ومرغوبة
خلال أزمة العملات الرقمية تأكد لنا أنه بدون علاقة جيدة مع الحكومات والسلطات والنظام المالي لا يمكن لهذه المشاريع أن تتحول إلى واقع.
وشخصيا أدعم الرقابة الحكومية والتعاون مع السلطات في مكافحة المعاملات المالية المسيئة، بالتالي فإن النظام المالي العالمي سينفتح بشكل أسرع على العملات الرقمية بل إن الكثير من المستثمرين التقليديين مثل بيل جيتس سيتجهون إلى استثمار المليارات من الدولارات في هذه السوق.
القائمون على شركة الريبل Ripple لديهم نفس وجهة نظري، حيث أن محاربة الحكومات ومهاجمة النظام المالي العالمي ليست الطريقة الأمثل من أجل انجاح هذا القطاع.
التبرع لأجل المدارس الحكومية بالضبط له معنى خاص، ودليل كبير على أن هذه الشركة تحاول تعزيز علاقتها مع السلطات في بلدها وهي نجحت بصورة كبيرة.
نهاية المقال:
خطوة الريبل Ripple بالتبرع لأجل المدارس الحكومية في بلدها هي خطوة ذكية جدا تحمل دلالات مهمة، ومن شأنها أن ترفع من ثقة المجتمعات والأنظمة والسلطات بقطاع العملات الرقمية.