مع تراجع أسعار النفط تواجه المملكة العربية السعودية تحديا كبيرا متمثلا في تمويل مشاريع رؤية 2030، التي ستوقف اعتماد الرياض على عائدات النفط.
ولا ينكر سوى حاقد على المملكة أن المشاريع التي تعمل عليها طموحة وذات فائدة وستحول السعودية نحو بلد أفضل بعيدا عن الذهب الأسود.
غير أن أزمة كورونا وتداعياتها من شأنها أن تعطل هذه المشاريع وتبقي السعودية معتمدة على النفط إلى أن يصبح خارج الموارد التي يعتمد عليها العالم.
الحل ليس إيقاف مشاريع التنمية أو إبطاء عملية تمويلها، بينما تنفق المملكة سنويا مليارات الدولارات في حرب اليمن والتي استمرت طويلا وتسببت في تدمير البلد الجار وتزايد الفوضى في شبه الجزيرة العربية.
-
وقف حرب اليمن وتبني الحل الديبلوماسي
كل الأطراف المتحاربة في اليمن تنزف باستمرار، والمستفيد من هذا الوضع هي الدول الغربية التي تبيع الأسلحة إلى الرياض، وتلوح أحيانا بورقة انتهاك حقوق الإنسان من وقت لآخر.
الأفضل في هذا الإطار أن تتوقف الحرب اليمينة وتتفق الأطراف المتنازعة على خطة طريق لما بعد الحرب وتضع الرياض شروطها ومطالبها على الطاولة.
الديبلوماسية يمكنها أن تنجح في نهاية المطاف، والمتابع لتطورات الساحة اليمينة يعلم تماما أن مختلف الجهات تبحث عن السلام والهدوء.
من الأفضل أن تكون الأطراف المتنازعة منفتحة على حوار مباشر يمهد لإعادة إعمار هذا البلد ولملمة الجراح والوصول إلى حلول للحفاظ على المصالح المشتركة.
-
إيقاف الحرب للتركيز على الإصلاحات الداخلية
من شأن إيقاف الحرب أن يضمن للمملكة السعودية مناخا أفضل للإنشغال بالإصلاحات الداخلية التي يجعل من هذا البلد بلدا أقوى وأفضل.
تطبيق رؤية 2030 وتحقيقها بالكامل سيحمي المملكة من أن تتحول لاحقا إلى فنزويلا جديدة، وسيجعلها قوية ماليا وماديا وقادرة على خلق وضع اقتصادي أفضل لمواطنيها.
ولدى الرياض الإمكانيات البشرية التي تمهد لجعلها دولة ذات أهمية كبرى في قطاعات التكنولوجيا وقادرة أيضا على استقطاب العقول من دول العالم.
تشمل الإصلاحات الداخلية القضاء على البطالة والفقر بين المواطنين وبالتالي القضاء على الأصوات الغاضبة في الداخل.
من الواضح أن هناك قلق لدى المواطنين من تزايد الضرائب والتغييرات التي تكلفهم أكثر، وتركيز الدولة على زيادة قوة القطاع الخاص وبالتالي تراجع الوظائف في القطاع العام.
يجب ان يرى هؤلاء نتائج إيجابية للتغييرات التي تحدث وهذا للشعور بأن المستقبل سيكون أفضل بالنسبة لهم ولأبنائهم.
-
إيقاف حرب اليمن لتعزيز أمن المملكة
تعرضت السعودية في السنوات الأخيرة نتيجة الحرب إلى غارات جوية بواسطة الطائرات المسيرة والتي استهدفت المنشآت المهمة في المملكة بما فيها منشآت إنتاج النفط.
وقد أصبحت المملكة نتيجة لذلك دولة أقل أمانا على الخرائط الدولية، وهذا ما يقلق الكثير من المستثمرين الذين يرفضون فكرة الإستثمار في السعودية.
إنهاء الحرب اليمينة سينعكس إيجابا على الأمن في الخليج العربي، وبالتالي تنعم السعودية بمراتب أفضل على هذا المستوى مما يساعد على استقطاب المستثمرين والمزيد من الشركات.
من المعلوم أن إنشاء حكومة وحدة وطنية في اليمن والتأسيس لما بعد الحرب سينعكس إيجابا على الأمن القومي للملكة السعودية.
-
تقليل الإستثمار في مشاريع رؤية 2030 ليس الحل
في ظل الوضع الحالي اختارت السعودية تقليل الإستثمارات في مشاريع رؤية 2030 وهذا واضح من خلال قرارات شركة أرامكو، بينما تستمر المملكة في حرق المليارات من الدولارات في اليمن.
هذا ليس الحل الأفضل، إنما الحل هوز إيقاف الحرب اليمنية وهو ما سيوفر على الرياض مليارات الدولارات، والتي سيتم توجيه أغلبها إلى تمويل مشاريع رؤية 2030.
إقرأ أيضا:
أسهم أرامكو السعودية: تأثير سياسة التقشف حتى عام 2021
هل حان وقت شراء أسهم ارامكو السعودية؟
مجلة فوغ والتسويق لمدينة العلا على خريطة السياحة السعودية
تأثير التقشف في السعودية على المواطن والقطاع العام والخاص
استثمار السعودية في لايف نيشن لحفلات الموسيقى