دورة حياة الأزمات: ما هي الأزمة؟ وما مراحلها؟

الأزمات
قصة طويلة تقف وراء النهايات التي ترسمها الأزمات

في عالم الأعمال هناك تركيز على النجاح والرخاء وتحقيق الثروة والشهرة وهي غايات رواد الأعمال على مر السنين وهي أيضا حلم الأفراد والمجتمعات والدول وبدون شك هدف الشركات والمؤسسات باختلاف تخصصاتها ومجالاتها.

لكن بعيدا عن هذه الكلمات المحبوبة لدى كل واحد منا وضمن منظومة هذه الحياة وجزء لا يتجزأ من حياتنا والمجتمع والشركات نجد الأزمات.

وكبقية المفاهيم هناك أكثر من تعريف للأزمة، لكن ببساطة هي حالة يواجهها فرد أو مجتمع أو دولة أو شركة تتلاحق فيها الأحداث السيئة وتضع اصحاب القرار أمام خيارات متناقصة وصعبة وهي فترة حاسمة ومخيفة عادة وتعني التراجع والانحدار والضعف وفي مراحلها المتقدمة هي فقدان السيطرة وقلة المعطيات وغموض المستقبل.

ويمكن للأزمة أن تكون مؤقتة أو قاتلة، ونعني بالمؤقتة أنها حالة حرجة تستمر لفترة قد تمتد من أسابيع إلى أشهر وربما سنوات أو تكون قاتلة بمعنى أن تستمر حتى تقضي بشكل كلي على الكيان الذي يعاني منها.

ويصاحب الأزمات عادة حالة الخوف والقلق والذعر والتوتر بسبب تهديدها للثوابت والمصير والمصالح والأهداف الجوهرية.

 

  • الأزمة تراكم للمشكلات وتفاقمها

تناولنا سابقا مفهوم الأزمة وإلى الآن نحاول أن نبسط مفهومها بعيدا عن التعقيدات والمفاهيم المعقدة والمركبة، وللعلم الأزمة هي تراكم للمشاكل وتفاقمها وبالتالي فإن المشكلة في البداية ليست أزمة لكن استمرارها وتوسعها لتعيق أكثر من هدف هو ما يجعلها أزمة.

فمثلا نجد أن أزمة آبل الأخيرة هي تراكم للعديد من المشكلات التي تعاني منها الشركة والتي تسببت في تراجع المبيعات وخسارة قيمتها التجارية، منها مشكلة المنافسة مع الهواتف الصينية ذات الحصة المتنامية ومشكلة تسعير آيفون في الأسواق الناشئة إلى جانب مشكلة تراجع الطلب على الحواسيب وبالتالي على الماك و آيباد، مع مشكلة الاصرار على إرث ستيف جوبز وتأخرها عن المنافسين.

 

  • أول مرحلة هي الإنذار … ميلاد الأزمة

لا تصل الأزمة إلى ذروتها وحجمها الضخم من البداية فهي ككل كيان وكحياة الإنسان تولد وتنمو وتكبر وتصل إلى الذروة والأوج في حالة لم يتم القضاء عليها مبكرا.

بالنسبة للشركات والمؤسسات عادة ما يتم صدور تقارير من المحللين والمراقبين الذين يتحدثون مسبقا عن بوادر أزمة قادمة بناء على العديد من المشكلات التي تعاني منها المؤسسة المعنية والتي باستمرارها وتفاقمها ستندلع هذه الأزمة بشكل واضح.

والحقيقة أنه في وسط هذه التقارير وابراز المشكلات المتعددة التي تمهد لذلك، يمكن القول وبكل ثقة أن الشركة تعيش ميلاد الأزمة.

 

  • ثاني مرحلة هي النمو

عدم معالجة المشكلات التي تؤكدها التقارير والواقع  تهيئ فعلا لنشوء الأزمة واستمرارها يدخلها في مرحلة النمو.

المشكلات في هذه الأثناء تتضخم وتصبح أكبر والأزمة تصبح واضحة للعيان، وبالتالي لا يمكن للفرد أو الشركة انكارها، هذا كان ممكنا في المرحلة الأولى التي يمكنك انكار الأزمة فيها والعمل على معالجتها وفي حالة الفشل تكون قد دخلت في المرحلة الثانية وعليك الاعتراف … لدينا هنا فعلا أزمة.

 

  • ثالث مرحلة هي النضج

في حالة الفشل أثناء نمو الأزمة بالسيطرة عليها وايقافها فإن استمرارها يدخلها في مرحلة أشد تكون فيه النتائج السلبية أضخم وأكبر، نتحدث عن أخطر مرحلة تتقلص فيها احتمالات النجاة بصورة كبيرة وهي مرحلة النضج.

هناك من يسمي هذه المرحلة أيضا بأنها مرحلة انفجار الأزمة حيث تصبح السمة الأكبر للعلامة التجارية التي تعاني منها أو الكيان الذي يواجهها، وبالتالي لا يمكن الحديث عن تلك الشركة دون التطرق إلى الصعوبات التي تعاني منها.

نعم لا تزال هناك فرصة للقضاء عليها لكن هذا بحاجة إلى جهد أكبر مما كان منتظرا أن تبذله في المراحل السابقة، والقضاء عليها يتطلب الآن وقتا أكبر.

 

  • رابع مرحلة هي الأزمة القاتلة

تسمى أيضا مرحلة التثبيت أو رسوخ الأزمة، وهي الآن أصبحت جزءا من الصعب أن يتجزأ وينفصل عن الكيان الذي يعاني منها، وهي مسألة وقت فقط قبل أن ينتهي كل شيء، أو باختصار أن النهاية أوشكت على الحدوث.

احتمالات القضاء على الأزمة القاتلة تعد شبه منعدمة، وبالتالي فإن الحديث عن استحواذ شركة أخرى عليها في هذه المرحلة تبدو فكرة مسلم بها أو تفكك الشركة أو حتى اشهار افلاسها هي من الاحتمالات الواردة، ولدينا ياهو واحدة من الشركات التي تعيش حاليا أزمة قاتلة لا يمكن النجاة منها.

 

نهاية المقال:

كما رأينا في هذا المقال فإن الأزمة لا تبدأ بوثيرة قوية من البداية، هي مثل أي كيان في هذا الكون يولد وينمو ثم ينضج ويصل إلى الذروة والقوة الكاملة.

ما يعني أن الأزمة تبدأ فعلا عندما تصدر التقارير التي تؤكد أن هناك العديد من المشكلات تعاني منها شركة ما هي التي تمهد لاندلاعها، في هذه المرحلة تميل الشركات عادة لنفي الأزمة لكن يمكنها أن تقوم بعدد من الاجراءات بعيدا عن الأضواء لمعالجتها وعندما تفشل تدخل الأزمة في مراحلها التي تصبح علنية ولا يمكن انكار وجودها أو اقصائها.

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على: أخبار جوجل

التعليقات مغلقة.