أحدث المقالات

هل سيحدد انقلاب إيلون ماسك مستقبل أمريكا؟

في عصرنا السيبراني الجديد، يعكس المؤرخ من جامعة ييل،...

رفض تهجير الفلسطينيين ليس حبا فيهم ولا نصرة لهم

قد تتساءل لماذا تتفق الحكومات والشعوب العربية على رفض...

فرانشيسكا جيمس: الإلهة الإباحية التي أحبها كاني ويست

في سلسلة من 18 مقطع فيديو نشرها مغني الراب...

فضيحة كاني ويست ye x: أفلام اباحية ومعاداة اليهود

تحول حساب كاني ويست ye x على منصة اكس...

الماسونية تكرم الرئيس جو بايدن: كيف أصبح ماسونيا عظيما؟

ظهر إعلان على الإنترنت، أصدره مؤتمر كبار الأساتذة في...

دليلك لفهم سياسة السعودية أولا وعقلية المملكة الليبرالية الجديدة

دليلك لفهم سياسة السعودية أولا وعقلية المملكة الليبرالية الجديدة

منذ سنوات يقود الأمير الشاب محمد بن سلمان تغييرا كبيرا في المملكة، وهو لا ينحصر على الداخل السعودي كما يلاحظه الجميع بل أيضا في السياسات الخارجية مع كافة الأطراف بما فيها الدول العربية.

في هذا الدليل سنسهل عليك فهم سياسة السعودية أولا والمملكة الليبرالية الجديدة وهذه التغييرات الكثيرة وبالتالي يمكنك أن تفهم المواقف الجديدة لها في ملفات المنطقة.

أخطاء السعودية القديمة

لعقود طويلة كانت الرياض تعتبر نفسها زعيمة العرب، خصوصا بعد اتفاقية كامب ديفيد وتراجع دور مصر ودخولها الأزمات الاقتصادية في عصر حكم الجيش المصري، وبالفعل ساعد تراجع القاهرة على الساحة في وجود الرياض بملفات كثيرة من الملف العراقي إلى اللبناني وحتى الفلسطيني والسوري والصراع العربي الإسرائيلي وكذلك الصراع السني الشيعي.

اعتبرت الرياض نفسها منذ الثورة الإسلامية في ايران المدافعة عن أهل السنة، ونشرت الفكر الوهابي وقد مولت نشر الإسلام السلفي المحافظ في المساجد بالعالم العربي وحتى أوروبا وذلك لمواجهة المد الشيعي، كذلك دعمت المجاهدين في أفغانستان ضد الإتحاد السوفياتي.

لكن تلك الجماعات التي دعمتها تحولت إلى ميلشيات لديها أجندتها الخاصة، ومن رحمها جاءت داعش والنصرة وجماعات سلفية متشددة ظهرت خطورتها بشكل أوضح في الربيع العربي، حيث توعدت تلك الجماعات بالعمل على اسقاط حكم آل سعود واستعادة الخلافة الإسلامية من إسطنبول وحتى الرباط بالمغرب وجنوبا نحو الدول الإسلامية الأفريقية.

مع وصول آل سلمان إلى الحكم، انقلبت الرياض عن دعم المعارضة السورية وانسحبت تدريجيا من هذه الملفات، وركزت على اليمن خاصرتها الضعيفة، حيث تواجه ايران في حرب بالوكالة، وهي حرب استنزفت الرياض نفسها.

ومن الواضح أن الحرب اليمنية كانت بمثابة درس لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي لم يجد من حلفائه العرب وعلى رأسهم مصر إلى شعارات التضامن والتنديد.

أيضا فإن أزمة النفط الكبرى 2014-2020 كانت بمثابة درس قاسي للغاية بالنسبة للرياض، حيث عانت من تراجع العائدات النفطية التي تعد أساس دخلها.

شعار السعودية أولا

مع مرور الوقت أصبح واضحا أن شعار السعودية أولا هو الأفضل للرياض، التي ترى أن أموالها من النفط والحج والعائدات الأخرى يجب استثمارها محليا عوض انفاقها في دول عربية غارقة بالفساد، وتنويع دخلها سواء بالإستثمار في السوق المحلية أو الشركات والأسواق العالمية والإقليمية.

أصبحت السعودية تفكر في مصلحتها ونفسها وشعبها أولا قبل أي اعتبارات أخرى، لذا لا تؤثر الإنتقادات التي تأتي من الدول العربية المحيطة بها في قادتها الجدد، وهم يعرفون أن زمن الشعارات الفارغة قد ولى.

لذا عندما تستثمر السعودية من خلال صندوقها السيادي بشركة معينة أو مشروع محدد أو تضع أموالها على شكل ودائع، فهي تبحث عن مصلحتها المالية، تبحث عن عائدات وأرباح وتقليل من اعتمادها على النفط.

واليوم لا ينبغي أن تتفاجأ مصر والدول العربية التي تعاني مثل الأردن، من أن المملكة لا تقف معهم بقوة، وأنها تبحث عن مقابل لأي دعم ستقدمه.

وكانت تصريحات وزير المالية السعودي مؤخرا واضحة حيث قال: “اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة دون شروط، ونحن نغير ذلك، نعمل مع مؤسسات متعددة الأطراف لنقول بالفعل إننا بحاجة إلى رؤية إصلاحات، نفرض ضرائب على شعبنا ونتوقع من الآخرين فعل الأمر نفسه وأن يبذلوا جهدا، نريد المساعدة لكننا نريد منكم الاضطلاع بدوركم”.

تقترض السعودية بالفعل من الأسواق الخارجية لذا ليس من مصلحتها أن تقدم أموالا سهلة ومجانية لأحد، كما أن ارتفاع أسعار النفط في العامين الأخيرين لن يستمر طويلا، يعرف القادة في المملكة أن الإعتماد على الذهب الأسود له عواقب كبيرة.

من جهة أخرى فهي تبحث عن حل سلمي للملف اليمني، وتعرف أن الحروب استنزافية وستحد من الإنفاق الحكومي الداخلي وبالتالي ستتأخر مشاريع رؤية 2030.

المملكة الليبرالية الجديدة

تنتقل السعودية من المملكة السلفية الوهابية إلى المملكة الليبرالية الجديدة بسرعة، وهي مملكة تتنافس على لقب أكبر دولة سياحية في العالم بحلول 2030 وتريد استقطاب 100 مليون سائح سنويا، لذا فهي تعمل توفير أفضل الفنادق بالعالم لديها وكذلك أكبر المناطق والمدن السياحية وتوفير كل الخدمات التي يريدها السائح المحلي والأجنبي على حد سواء.

ينفق السعوديون لوحدهم سنويا أكثر من 8 مليارات دولار على السياحة الخارجية، وتريد الرياض توجيه تلك الأموال للإنفاق بالداخل.

وقد عملت القيادة الجديدة على منح المزيد من الحرية للمرأة السعودية، وبدأت تقتحم مجالات عمل كثيرة حيث يتم دمجها في سوق العمل المحلي، كما بدأت تضعف وصاية الرجل عليها وتتراجع التقاليد السابقة التي تحد من حرية المرأة.

ويمكن أيضا أن نرى من خلال تغريدات المفكرين السعوديين في السعودية والتي تنتقد أحيانا الحكومة مؤشرا إيجابيا للغاية وتسامحا للأسرة الحاكمة مع وجود معارضة محلية.

وتأتي عادة الليبرالية بعدد من المبادئ المهمة، منها حرية التعبير، وحرية الصحافة، والحرية الدينية، والسوق الحر، والحقوق المدنية، والمجتمعات الديمقراطية، والحكومات العلمانية ومبدأ الأممية، وهي أمور تعمل المملكة على دمجها بداخلها مع لمسة سعودية خاصة.

بحلول 2030 سيتم خصخصة أرامكو كليا وكذلك الشركات والمؤسسات الحكومية بما فيها المسؤولة عن مشاريع الحج والعمرة، وهو ما أعلنت عنه الرياض ضمن حزمة رؤية 2030 الطموحة.

كل هذه التغييرات الهائلة تتطلب من المواطنين والمتابعين والمراقبين لحال المملكة نضجا كبيرا وتفهما في التغييرات التي ستحدث.

العلاقات الخارجية السعودية

القيادة الحالية في السعودية يمكن أن نقول بأنها تعطي الأولية للإقتصاد والمصالح المالية، لذا كان موقف السعودية مفاجئا ومختلفا في سياستها مع إدارة ملف انتاج النفط، إذ كان من المتوقع أن تزيد من الإنتاج ما سيكون في صالح الدول الغربية ويضر كثيرا بروسيا، لكن ولي العهد محمد بن سلمان لا يريد انهيارا متسارعا لأسعار النفط كما حصل بين 2014 و 2020.

رغم الضغوط الأمريكية تصر الرياض على ان سياستها الجديدة هي الأفضل لها، وهي من جهة أخرى تتمتع بعلاقات جيدة مع روسيا وأوكرانيا والصين والإتحاد الأوروبي.

ولا تزال تحتفظ الرياض بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي لا تزال المزود الأساسي لها بالسلاح والعتاد، على الجهة الأخرى يتزايد تعاونها مع الصين خصوصا في التجارة والإتصالات والطاقة.

ومن جهة أخرى فهي ترحب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل شرط أن يكون للفلسطينيين دولتهم الخاصة، وكذلك التطبيع مع ايران شرط أن تغير طهران نهجها كليا، وهو ما يتطلب منها وقف البرنامج النووي والتدخل في الشؤون العربية.

وتريد السعودية أيضا تحسين صورتها التي تعرضت للكثير من التشويه الممنهج والذي استخدمه الخصوم في أكثر من مناسبة، وهذا كي تجذب الإستثمارات وتصبح أفضل دولة عربية في شتى المجالات وليس فقط مجرد أكبر اقتصاد عربي.

تبدو المملكة حاليا أقل تحمسا للصراعات الإقليمية مقارنة مع دول أخرى تجدها تتنافس ولديها مبادرات واضحة، لهذا السبب اختارت انهاء الصراع مع قطر وتركيا وتخفيف لهجتها اتجاه طهران رغم أن بعض وسائل اعلامها تغطي بكثافة المظاهرات وما يحدث في ايران.

إقرأ أيضا:

سقوط السيسي في مصر قد يحدث بمباركة السعودية والخليج العربي

ما بعد البترودولار؟ السعودية إلى البترويوان بينما الإمارات إلى البتروروبية

السعودية أكبر دولة سياحية عربيا وهذا ترتيب الدول العربية

أسباب رفض مخابرات مصر نقل ملكية تيران وصنافير إلى السعودية

لماذا لن تساعد السعودية مصر وغيرها مجانا ولماذا هي محقة؟

سوق العقارات في دبي قوي جدا أمام مشاريع رؤية السعودية 2030

قنوات الرياضة السعودية SSC أفضل من بي ان سبورتس بحلول 2030

اشترك في قناة مجلة أمناي على تيليجرام بالضغط هنا.

تابعنا على جوجل نيوز 

تابعنا على فيسبوك 

تابعنا على اكس (تويتر سابقا)