ضمن منافسات الجولة السادسة والأخيرة من دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا لكرة القدم استضاف الهلال السوداني نظيره الأهلي المصري.
المباراة التي كانت مهمة بالنسبة للطرفين شهدت توترا جماهيريا وشغبا واضحا، خصوصا في نزول جمهور الفريق السوداني إلى أرضية الملعب.
https://youtu.be/7WkoOJO0EkU
ويبدو أن الحادثة قد أغضبت الجمهور المصري وهذا ما عبر عنه الإعلام المصري الذي شن هجوما على النادي السوداني وتنظيمه للحدث.
-
قرار الأهلي المصري
لكن رغم كل الدعوات الرخيصة واشعال فتيل نار الفتنة بين جماهير الفريقين، فالمفاجأة جاءت من نادي الأهلي المصري الذي أصدر بيانا جاء فيه ما يلي:
“نأسف لما تعرضت له بعثة الفريق الأول. في مباراة الهلال السوداني الشقيق في دوري أبطال أفريقيا، فقد تجاوزت مجموعات عديدة من جماهير الهلال السوداني كثيرًا بحق الأهلي ولاعبيه، بدأت بتهديدات مسبقة قبل المباراة، ثم هتافات مسيئة في المدرجات، وإلقاء الكراسي المحطمة على اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني والإداري وقذفهم بزجاجات المياه أثناء المباراة”.
وبالطبع فإن ما حدث يستدعي معاقبة النادي السوداني لكن نظيره المصري لا يريد ذلك وهو ما أشار إليه في البيان التالي:
أولا: تقديرًا واحتراما للعلاقات التاريخية التي تربط بين مصر والسودان والتي لا يعرف قيمتها كل من شارك في الأحداث المؤسفة التي جرت في أم درمان.
ثانيا: تثمينًا للجهود الكبيرة التي بذلها المسئولون في الشرطة والجيش السوداني، الذين يستحقون كل التحية على دورهم الكبير في تأمين بعثة الأهلي طوال فترة الإقامة هناك.
ثالثا: الحرص الكامل من النادي الأهلي على ألا يلحق بنادي الهلال السوداني الشقيق الضرر البالغ، خاصًة أن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم تابع الأحداث وقد يقوم بتطبيق النصوص اللائحة بعد التجاوزات والاعتداءات التي شهدها ملعب المباراة.
-
العقاب سهل أما العفو فهو من شيم الكبار
كان بإمكان إدارة الأهلي المصري التماهي مع الإعلام الغاضب والجمهور الذي يشن هجوما على الإخوة السودانيين.
لكنه تصرف على نحو أفضل، آخذا بعين الإعتبار عوامل عديدة لعل أبرها الأخوة بين أبناء الناديين والبلدين والتاريخ المشترك.
ما أسهل العقاب، وكان بإمكان النادي المصري تقديم شكاية إلى الكاف والمنظمين إلى البطولة، وسيتعرض النادي السوداني للعقاب.
العفو هو من شيم الكبار وهذا ما رأيناه من النادي المصري الذي أثبت لجمهوره قبل أي جهة أخرى أنه نادي كبير.
-
التوتر في العلاقات وارد لكن الأفضل تجاوزها
من الممكن أن تكون هذه الأزمة سببا في خصومة بين الناديين، وتتحول إلى عداوة تاريخية لا تنتهي بينهما كما نرى بين الكثير من الأندية فعلا.
تخرج العلاقات عن نطاق المنافسة عادة وتتحول إلى عداوة ورغبة في تدمير الآخرين وليس فقط في التفوق عليهم.
لا يحدث هذا فقط في مجال كرة القدم بل أيضا في المنافسة بين الشركات والتجارة وممارسة الأعمال التجارية في حياتنا.
ينبغي أن نتعلم أن نفرق بين المنافسة والعداوة، وأنه من الممكن التعاون مع منافس والبقاء على علاقة جيدة معه، بدون حسد ولا بدون رغبة في القضاء عليه.
في هذه الحالة يمكن للنادي المصري شراء اللاعبين من منافسه أو بيع بعض اللاعبين له، وهكذا تستمر علاقتهما المباشرة.
-
العاقل لا يصنع المزيد من الأعداء والخصوم
من السهل أن تنصع أعداء وخلافات وتنهي علاقات برمتها، لكن العاقل يحاول أن يتجنب ذلك لأنه يحاصر نفسه بنفسه.
من الأفضل أن تكون فعلا في السوق وتساعد الناس وتحاول تقديم قيمة حقيقية، وتجنب المبالغة في ردود الأفعال على الإنتقادات وتصرفات المنافسين.
ربما تخسر علاقة لا تعرف قيمتها اليوم لكن مستقبلا قد تحتاج ذلك الشخص أو تلك الجهة فتجد نفسك في موقف محرج فعلا.
نهاية المقال:
قرار الأهلي المصري في حق الهلال السوداني يحمل دروسا لرواد الأعمال وأي شخص يرغب في تعلم التصرف الصحيح مع المنافسين.